مشهد رهيب.. فظيع.. مرعب.. لا إنساني.. هزني هزا، وأثار في داخلي الفزع.. اثنان من الإخوان المتأسلمين مات ضميراهما، ألقيا مواطنين مصريين أعزلين من فوق سطح إحدي عمارات الإسكندرية ليتلقاهما مجرم قاتل، تتدلي لحيته السوداء الكثة علي صدره، وينهال عليهما ضربا بشومة غليظة قبل أن يذبحهما دون رحمة!! لم أسمع في حياتي أن عدوا متعصبا فعل ذلك بعدو له.. ولم أر طوال عمري شخصا امتلأ قلبه بكل هذا الغل، والحقد، يقدم علي ارتكاب مثل هذه الجريمة الشنيعة البشعة التي ارتكبها صاحب اللحية السوداء الكثة، ضد شخص آخر يختلف معه في الرأي. أو المعتقد، مهما كانت الأسباب والحجج التي تدفعه إلي ذلك!! انني مع المتسامحين الطيبين، الذين ينادون بعدم اقصاء أحد من الذين خدعهم المرشد المنافق الكذاب، أو الانتقام من الذين انساقوا خلفه كالقطيع، وأجرموا، وعربدوا.. ولكن أؤيد المطالبين بأقصي العقوبات لقيادات هذه الجماعة المجرمة، بعد فضح خباياهم، وخفاياهم، ونزع عباءات التقوي والورع التي تدثروا بها، في محاكمات علنية، ليعرف القاصي والداني حقيقة فكرهم الأسود، الذي يلوث الإسلام ويشوه صورته، ويتعارض مع سماحته، ويسيء إلي مبادئه. لابد أن يعرف المصريون جميعا - والعالم كله - حقيقة ما يؤمن به خيرت الشاطر رأس الأفعي وما كان يخفيه البهلوان عصام العريان، الذي طالب بعودة اليهود إلي مصر، وتعويضهم عن أملاكهم التي باعوها، وقبضوا أثمانها قبل أن يتركوا أرض مصر الطاهرة إلي إسرائيل.. وما كان يسعي الباقون من تلك القيادة إلي تحقيقه، والمبالغ الطائلة التي باعوا بها مصر الغالية!! لابد من الكشف عن الغل والحقد اللذين امتلأ بهما قلب محمد البلتاجي، الذي وصف جيش مصر العظيم بأنه »جيش النكسة« الذي فرط في فلسطين، وتخلي عن سيناء.. أما الانتهازيون الذين رقصوا علي كل الحبال، وتخلوا عن وطنيتهم سعيا وراء مال حرام، فلابد أن يكون لهم حساب آخر.. وللحديث بقية!!