يبدو ان هذا ما ينتظره بعد ان عاد الرئيس الباكستاني السابق الي بلاده بعد اكثر من 4 سنوات في المنفي الاختياري في لندن ودبي.طالبان باكستان المسئولة عن اغتيال 5700 في اعمال عنف منذ 2007 حتي اليوم، والمتحالفة مع القاعدة، هددت مشرف (69عاما ) بإرساله للجحيم اذا عاد لباكستان وخصصت فرقة اغتيالات وقناصة لتصفيته، وكانت قد قامت من قبل بثلاث محاولات فاشلة لاغتياله . بعد عودته اعلن مشرف انه سيخوض الانتخابات في مايو القادم وانه عاد لمحاربة الارهاب واعادة باكستان الي طريق الازدهار مع انه هو الذي وضع باكستان علي طريق الدمار بعد ان تحالف مع أمريكا في اعقاب احداث 11 سبتمبر 2001 لمحاربة الارهاب و امتثل لاوامر حليفته وقطع علاقته بطالبان افغانستان.. واعتبره الاسلاميون المتطرفون انه ينفذ اجندة أمريكا في باكستان. بالاضافة الي التهديد بالقتل كان في انتظار مشرف 3 مذكرات توقيف الا ان محاميه دفع كفالة توازي 3 آلاف دولار ليحصل علي حصانة مؤقتة لمدة اسبوعين حتي لا يعتقل عند هبوطه من الطائرة.. ويتحتم عليه ان يمثل امام المحكمة للرد علي الاتهامات الموجهة ضده . يتعلق الاتهام الاول بالتسبب في اغتيال بي نظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة لعدم توفير حماية كافية لها بعد عودتها من المنفي في 2007 لمنافسته علي الانتخابات .والاتهام الثاني يتعلق بأمر أصدره في 2006 بقتل نواب اكبر بوجتي الزعيم الانفصالي في بالوشستان والتهمة الثالثة عزل قضاة المحكمة العليا وطرد قاضي القضاة شودري من منصبه واحتجاز 60 قاضيا في منازلهم حتي لا يعزلوه ليبقي في السلطة واعلان حالة الطوارئ في 2007 . يعود مشرف وقد فقد قاعدته الانتخابية وفي ظل قائد للجيش قرر عدم التدخل سياسيا ولا يتوقع اذا نجا من الاغتيال ان يحصل حزبه الذي شكله في المنفي سوي علي حفنة قليلة من مقاعد البرلمان في انتخابات مايو القادم . تاريخ مشرف السياسي ارتبط بالانقلابات والتوتر مع الجارة الهند وانتهاكات واسعة لحقوق الانسان وقد دعت هيومان رايتس ووتش الحكومة الباكستانية لمحاسبته علي انتهاكات خطيرة ارتكبت في عهده فقد أوقف الدستور وفي ظل حكمه ارتكب الجيش والمخابرات انتهاكات واسعة لحقوق الانسان واختفي آلاف المعارضين السياسيين وتم تعذيب آلاف المتهمين بانهم ارهابيرن. واضطرمشرف لترك البلاد بعد هزيمة حلفائه في الانتخابات في 2008 وتهديد حزب الشعب الحاكم والمعارضة بتقديمه للمحاكمة. وقد اعترف برويز مشرف بعد عودته انه اخطأ عندما منح عفوا لسياسيين وبيروقراطيين متهمين بالفساد وغسل الاموال والقتل والارهاب.. وقال ما كان يجب ان افعل ذلك .وكان برويز مشرف قد تولي الحكم علي اثر انقلاب ابيض في 1999 ضد رئيس الوزراء المنتخب نواز الشريف الذي قررعزله من منصبه كرئيس هيئة اركان الجيش وامر بعدم السماح لطائرته بالهبوط فوق الاراضي الباكستانية وكان عائدا من سريلانكا الا ان مشرف نفذ انقلابا ابيض واطاح بنواز شريف وحكم الجيش باكستان لمدة عامين ثم عين مشرف نفسه رئيسا للبلاد مع الاحتفاظ بمنصبه العسكري . واستعدادا للانتخابات اعلنت اللجنة الانتخابية تعيين ميرهازار خان خوسووهو قاض سابق في المحكمة العليا رئيسا لحكومة تصريف الاعمال تتولي شئون البلاد لحين الانتهاء من الانتخابات وتعهد خوسو بإجراء انتخابات شفافة وحرة وعادلة وقد اتخذت لجنة الانتخابات قرارها بعد ان اخفق ممثلو حزب الشعب الحاكم والاحزاب الرئيسية في الاتفاق علي مرشح.. وهي المرة الاولي في تاريخ باكستان التي تكمل فيها حكومة مدنية فترة حكمها 5 سنوات وتسلم الحكم الي حكومة مدنية اخري في بلد اشتهر بالانقلابات العسكرية وحكمه 4 جنرالات منذ انفصال باكستان عن الهند .لقد نجح اصف زارداري زوج بي نظير بوتو في اكمال فترة ولايته رغم وجود معارضة شرسة ووضع اقتصادي وأمني متدهور وسوء ادارة مزمنة الا ان زارداري وحزب الشعب نجح رغم عداوته التقليدية مع حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية الذي يتزعمه نواز شريف في تمرير 3 تعديلات دستورية في البرلمان فقد تعلم السياسيون الباكستانيون ووعوا هذه المرة الدرس وانه عندما يتحاربون ويتجاوزون الخطوط الحمراء يخسر الجميع . لن يسامح المتطرفون الاسلاميون برويز مشرف علي قراره بمهاجمة المسجد الأحمرالذي كان يعتصم فيه المعارضون لتحالفه مع أمريكا ولقي 102 منهم مصرعهم اثناء هجوم الجيش لاخراجهم من المسجد.. كما لن ينسوا له انه خذل مسلمي كشمير عندما امتثل لاوامر امريكا وسحب جيش باكستان من مرتفعات كارجيل عام 1989بعد ان اوشك الجيش الباكستاني علي تحرير كشمير فسجله حافل بالخيانات .