ظاهرة تعامل الشرطة بعنف مع المواطنين تستحق الدراسة . لماذا يتعامل الشرطي بهذا الشكل مع المواطن . بالأمس ضربت الشرطة زميلين صحفيين بالأخبار أحدهما مصور واقتيدا لمكان تتجمع فيه قوات الأمن المركزي واعتدي عليهما بعنف بدون . من المؤكد أن الزميلين كانا في مهمة عمل . بالطبع لم يكونا ممن يلقون بالحجارة علي سيارات الشرطة ولم يكونا ممن يسبون الضباط ويلوحون لهم بأصابعهم في إيحاءات خارجة عن الأدب ومن المؤكد انهما لم يلقيا بالمولوتوف علي سيارات الشرطة التي سددنا جميعا ثمنها من حصيلة الضرائب . أثير الكثير عن مناهج تعليم الضباط في أكاديمية الشرطة، فهل تمت مراجعة هذه المناهج والتثقيف والتدريب الذي يحصل عليه طالب الشرطة لكي نهذب من معاملتهم للمواطنين ؟ . هل اهتم أحد بدراسة هذا السلوك الشرطي الذي كان أحد نماذجه المعاملة العنيفة للزميلين الصحفيين ؟ . هل اهتم أحد بدراسة أسباب إخفاق الشرطة في التعامل مع الخارجين علي الانضباط في الشوارع والذين أهدروا هيبة الدولة وانعكاس ذلك علي تعاملها مع المواطنين العزل ؟ . هل من الممكن أن تكون ممارسة الشرطة العنف مع الصحفيين وغيرهم تعويضا عن فشلها في إعادة الأمن والأمان للبلد ؟ . كانت الشرطة في الماضي تحسب ألف حساب للصحافة . روي إبراهيم الورداني إن الصحفي الكبير محمد التابعي كلفه بمقابلة فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخلية، وعندما اعتذر مدير مكتب الباشا بأن الوزير مشغول، عاد الورداني وكان محررا مبتدئا في آخر ساعة إلي التابعي يخطره بما حدث، فما كان من التابعي إلا أن سحب الورداني من يده وركبا سيارته مسرعا إلي الوزارة ليفعل الفعلة التي أصبحت مثلا عند كل الصحفيين الشبان، " خبط التابعي باب الوزير برجله " ودخل ليجد الباشا في اجتماع فعلا، لكن التابعي كان يعنيه إبداء مكتب الباشا التقدير والاحترام للصحفي وليس الاعتداء علي وقت الباشا وإخراجه من اجتماعه أو إلهائه عن مهام عمله .