نواصل أيها القاريء العزيز عرض ومضات ضوئية علي إيجابيات جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي، ومازلنا مع الفائزين بالجوائز بالدورة الأولي إبريل 7002 - إبريل 8002، وكانت الأبحاث والدراسات المقدمة تحت عنوان »الريادة في الفنون التشكيلية العربية«، وقد فاز أيضاً الدكتور »ياسر منجي« من مصر وموضوع بحثه تحت عنوان »فكرة الريادة بين ثوابت التاريخ وتقلبات الفضاء البصري العربي« والفائز من مواليد 2791 حاصل علي بكالوريوس الفنون الجميلة تخصص جرافيك، شعبة تصميم مطبوع عام 6991، ماجستير التخصص عام 3002 عن رسالة بعنوان »المعالجة الفنية لفكرة الموت في أعمال الحفر والطباعة«، دكتوراه الفلسفة في التخصص عام 6002 عن رسالة بعنوان »المعالجة الجرافيكية لفكرة الشيطان ورموز قوي الشر الغيبية«. يعمل مدرسا بنفس القسم بالكلية، وهو فنان تشكيلي نشط يحمل فكراً خاصاً تسبقه ثقافة موسوعية متعمقة، وله مؤلفات عديدة متنوعة، وحائز علي العديد من الجوائز منها الجائزة الكبري لصالون الشباب عام 8991، والجائزة الأولي في النقد الفني في صالون الشباب الخامس عشر .... الخ، بدون أدني شك تمتلك الجزيرة العربية بكامل دولها وغيرها من الدول العربية الاخري زخما ابداعيا إنسانيا علي مر العصور التاريخية التي خلفت وراءها حضارات متعددة المرجعيات والمكونات بالرغم من الثوابت المشتركة بينها بفضل وحدة اللغة والدين والعادات والتقاليد وغيرها، ونتج عن هذا العمق الحضاري تألق فعل الريادة علي مستوي جميع التخصصات والرؤي.. ويقول البحث في المقدمة »تتجلي فكرة الريادة في الذهنية العربية باعتبارها إحدي المرجعيات الاساسية التي تحال إليها دوماً أشراط التقييم والاستعادة والإستعراض - الافقي والرأسي - الخاصة بالظواهر التاريخية علي اختلافها، لاسيما ما كان منها مختصا بحقول الإبداع علي تنوع وسائطها ومجالاتها، وبإجراء استعراض سريع - غير ممنهج - لعدد من المقولات والالقاب المعممة التي تم صكها في عهود مختلفة ثم تبلورت فيما بعد بوصفها ثوابت قيمية غير قابلة للدحض يتجلي حضور مركزية الريادة علي نحو سافر، فألقاب من قبيل (صناجة العرب - شاعر القطرين - أمير الشعراء - كوكب الشرق - شيخ النقاد - أستاذ الأجيال - عميد الادب العربي .. الخ) تكشف بجلاء عن ميل راسخ نحو تكريس ثوابت اشارية ومرجعية بغية الركون اليها بإعتبارها علامات شفرية تمثل - دون غيرها في أغلب الأحيان - المرجعيات الشرعية الأجدر بالاحتفاء والتبجيل، والتعاطي مع نتاجاتها باعتبارها موازين قياسية يتم بمقتضاها تقييم ما يستجد من نتاجات تنتمي إلي ذات الوسائط والمجالات، حيث تراكمت عدة تصنيفات اعتبارية - معزوة الأساس الي إعتبارات عاطفي صرفة - إستطاعت أن تفرض نفسها كمعايير للقياس والتقييم، متخطية نطاق الثقافة الشعبية وطائفة الأحكام الجاهزة إلي أوساط المثقفين.. ودوائر النخبة - بل والي درجة التسلل أحياناً إلي فضاء النقد الممنهج وطيات التحليل الأكاديمي - الامر الذي بات معه من الشائع أن يصطدم المرء بطائفة من التصنيفات والاحكام القيمية النابعة من الإغراق في ثقافة التشبع العاطفي الدائر في فلك فكرة السيادة... الخ«.. وإلي فائز آخر.