لا تحسبن رقصي بينكم طربا.. فالطير يرقص مذبوحا من الألم سيل الكآبة موصول بأوردتي.. وأنهر الحزن تجري في شراييني. لو كان سهما واحدا لاتقيته لكنها سهام قتلت منا مائة وسبعين هذه الكلمات هي لسان حال كل ضباط الشرطة في مصر.. واستطيع ان اؤكد ان واقعة قيام ضباط الامن المركزي بطرد اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية من مسجد الشرطة بالدراسة ومنعه من اداء صلاة الجنازة علي زميليهما الشهيدين النقيب أحمد البلكي وأمين الشرطة أيمن عبدالعظيم لعدم تسليحهم أمام المواجهات الإجرامية لم تكن رسالة موجهة الي وزير الداخلية فقط بل هي رسالة موجهة إلي المجتمع المصري بأسره.. الرسالة بمثابة صرخة من رجال الشرطة الذين فاض الكيل بهم لان المجتمع يذبحهم ويعتبرهم الكثيرون اعداء، والمجرمون يتربصون بهم، والبلطجية يريدون إذلالهم ويرفعون شعار الانتقام.. القوي السياسية تكيل لهم الاتهامات بالخيانة والعمالة والدولة تعاملهم بجفاء.... قد لا يتصور احد ان امهات شهداء الشرطة انهمرت دموعهن وهم يرون الدولة تكرم كل الشهداء الذين سقطوا خلال احداث الثورة - وهذا حقهم - بينما لا يذكر احد شهداء الشرطة لدرجة ان امهات شهداء الشرطة اضطررن منذ شهور للخروج في مظاهرة بالملابس السوداء للمطالبة بمساواة ابنائهن بشهداء الثورة رغم ما يقال ان من بين من تم اعتبارهم شهداء كانوا مسجلين خطراً قتلوا اثناء اقتحام اقسام ومراكز الشرطة خلال احداث الثورة.. نعم رجال الشرطة دفعوا فاتورة فساد النظام السابق الذي حول الشرطة طوال عقود طويلة الي اداة لخدمته وكانت سلاحه للبطش والارهاب.. ومع الثورة انتفض رجال الشرطة مع انتفاضة شعب وحاول الكثيرون من الشباب تطهير البيت من الداخل وقرروا تغيير عقيدتهم وان يكون ولاؤهم الكامل للمواطن.. ويشهد المنصفون ان معاملات رجال الشرطة للمواطن المصري في الاقسام والمراكز تغيرت الي الافضل. إنني أحيي اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية الذي تعامل مع انفعالات أبنائه الضباط الغاضبين معاملة الاب وأصر علي احتوائهم واستقبلهم بمكتبه بعد اقل من ساعة من الواقعة وقال لهم أقبل إنفعالكم ، وأعلم مدي ما تحملتوه من صعاب وتحديات فكان تقديرهم له أكبر.