لاول مرة وبعد اكثر من نصف قرن من العمل الاداري المتميز والاكثر انضباطا ورصانة يخرج الاتحاد الافريقي لكرة القدم عن نظامه العام وصورته الراسخة في الاذهان ليعاني من حالة ارتباك حقيقية تتجلي في بيان رسمي يكذب فيه رئيس الاتحاد عيسي حياتو احد اعضاء اللجنة التنفيذية بالاتحاد وهو المهندس هاني ابوريدة تكذيب في بيان رسمي يوضع علي الموقع الرسمي للكاف ويرد البيان ايضا علي صحيفة مصرية مستقلة بالاسم في البيان الرسمي وهو تصرف اداري غير مسبوق يؤشر الي خطورة القادم في منظومة الكاف. علي خلفية الاحداث التي شهدتها وتلت مباراة الترجي والاهلي بتونس وما ارتكبه الحكم الغاني جورج لامبتي فيها من افعال وقرارات جائرة وضعته وآخرين في قلب دائرة الشبهات وما اعلنه المهندس هاني ابوريدة عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا والكاف من تصريحات لاكثر من قناة تليفزيونية مؤكدا انه تحدث الي عيسي حياتو الذي ابلغه استياءه الشديد من الحكم وقراراته وانه سينال عقابا مشددا اصدر الاتحاد الافريقي مساء امس الاول بيانا رسميا علي موقعه الاليكتروني جاء فيه: الاتحاد الافريقي يرغب في تذكير جميع وسائل الاعلام انه تقع علي عاتق لجنة الحكام كما هو مطلوب منها ضرورة تقييم جميع المسئولين عن جميع مباريات الاتحاد الافريقي ومتابعة الامور واتخاذ عقوبات اذا لزم الامر لضمان المحافظة علي اعلي مستويات الحكم. واضاف البيان: اوضح رئيس الاتحاد الافريقي عيسي حياتو انه لم يشاهد المباراة ولم يتحدث الي مراقب المباراة محمد باحو ولا الي نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم هاني ابوريدة عن اي عقوبات ضد لامبتي ومساعديه ويضيف البيان: حياتو لم يتحدث مع اي شخص في الاعلام المصري كما جاء علي لسان احد مقدمي البرامج ولم يحدث اي شخص عن اية عقوبات علي الحكام ولم يتحدث الي هاني ابوريدة كما ذكر الاخير في احد البرامج التليفزيونية ونفي البيان خبرا نقلته صحيفة مصرية اسبوعية مستقلة علي موقعها الاليكتروني ان الحكم الغاني صدر بحقه قرار بالايقاف لعامين هو ومساعديه. الغريب والجديد في اداء الكاف الاداري ان البيان الرسمي يحمل تكذيبا وردا علي لسان رئيس الاتحاد ضد عضو اللجنة التنفيذية للكاف وهنا لابد من ايضاح خمس نقاط مهمة في هذا السياق وحول هذا البيان. اولا: من الطبيعي والمنطقي التأكيد علي ان هذا الحكم صاحب اخطر القرارات الجائرة والاداء غير النزيه والذي اجمع عليه الاعلام التونسي قبل المصري لم يصدر ضده قرار بعد لان رئيس لجنة الحكام بالاتحاد الافريقي المالي امادو دياكيتي تقرر ايقافه دوليا واحالة الفيفا للتحقيق في واقعة طلب الحصول علي رشوة نظير بيع اصوات للدول الراغبة في تنظيم كأس العالم 2018 و 2022 وهي القضية التي اوقف فيها دياكيتي وخمسة معه من اعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا فكيف يتصور احد ان الحكم الغاني لامبتي عوقب بالايقاف من لجنة رئيسها نفسه معاقب وموقوف عن العمل في اي مجال رياضي لمدة شهر قد تمتد الي 20 يوما اضافية بحسب قرار الفيفا. ثانيا: لم يعلن البيان عن تبرئة الحكم لامبتي لكنه قال هناك تقييم في لجنة الحكام لجميع المسئولين لكن الواضح هنا ان كانت هناك رغبة في تكذيب ما جاء علي لسان هاني ابوريدة بشأن مكالمة جمعته مع عيسي حياتو وهذا انتقاص من قدر عضو اللجنة التنفيذية بالفيفا والكاف ونائب رئيس الاتحاد المصري فلا يصح ان يصدر نفي باسمه لما صرح به وفي بيان رسمي من الاتحاد الذي هو عضو بارز فيه وتجعل الاتحاد المصري الذي هو نائب له يتحدث عن حق نادي يمثل مصر في البطولة التي اهدر حقه القانوني فيها بفعل حكم جائر وقع في قلب دائرة الشبهات ووجد من يحرص علي تبرئته والدفاع عنه! ثالثا: هناك حالة من الارتباك الاداري تسود مقر الكاف ليس فقط بسبب خروج مصطفي فهمي السكرتير العام السابق الذي انتقل الي موقع مدير قطاعات المسابقات بالاتحاد الدولي بعد 28 عاما من العمل بالكاف كان خلاله دولاب العمل في الكاف اكثر استقرارا ولم يحدث ان رد الكاف طوال نصف قرن علي صحيفة مصرية كبيرة او قناة تليفزيونية ولم يتعاط الاتحاد الافريقي اعلاميا الا بقدر متزن وفي مناسبة البطولات فقط لكن يبدو ان قلة خبرة وصغر سن السكرتير العام بالانابة المغربي هشام العمراني - 28 سنة - وحداثة عهده بالوضع الاعلامي العام في مصر كل هذا دفعه الي اصدار البيان الذي ينزل فيه الكاف الي حد الرد علي صحيفة او برنامج او يكذب مسئولا في الاتحاد نفسه. رابعا: ليس من المتصور السكوت علي ما يتردد وبقوة عن تنامي نفوذ »التونسي« طارق بوشماوي وهو رجل اعمال يعمل كمستشار لرئيس الكاف عيسي حياتو وهو المسير لكل شئون الكاف خاصة التحكيمية منها وانه بات هو الرجل النافذ في الكاف ولجانه واختياراته وقراراته بدعم من حياتو ورعاية منها وهو ما دفع السكرتير العام بالانابة الي الموافقة علي صدور بيان يكذب ويرد فيه علي هاني ابوريدة. وخامسا وأخيرا المؤكد ان كل ما يحدث من تصرفات واتهامات وقرارات مرتبكة وبيانات غير مدروسة ليس معزولا عن الوضع الدولي العام المرتبك الذي اشار فيه الفيفا الي تورط اربعة من الافارقة معظمهم من الشخصيات المؤثرة بالاتحاد الافريقي في وقائع طلب الحصول علي رشي واحال امرهم للتحقيق الدولي بعد ايقافهم مع آخرين لمدة شهر قابلة للتمديد علي رأسهم رئيس لجنة الحكام الافريقية امادو دياكيتي والتونسي سليم علولو والنيجيري ادمو اعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا والكاف والبتسواني اسماعيل بامجي الذ سبق ايقافه قاريا ودوليا بعد ثبوت سرقته لتذاكر مونديال 1998 وبيعها لحسابه.