تتمزق القلوب ألما وتشتعل النفوس غضبا، تحت وقع جريمة الاهمال البشعة التي حدثت في اسيوط، وجريمة الاحتلال المنكرة التي تحدث في غزة، وجرائم التطرف والارهاب الجارية في سيناء العزيزة. ثلاث جرائم كارثية نتعرض لها وتدهمنا بشرها وما تحدثه من آثار سلبية، وما تحمله من اخطار محققة، وتهديدات واضحة لأمن وسلامة الوطن والمواطنين، في ظل الظروف بالغة الدقة والحساسية التي تمر بها الأمة المصرية الآن، في سعيها نحو تجاوز أزماتها الحالية، علي جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. في الجريمة الاولي، التي تمثل صورة من صور التسيب والاهمال المدمر والبشع، فقدنا خمسون طفلا بريئا من ابنائنا وفلذة اكبادنا الصغار، راحوا ضحية الفوضي، والتسيب والاهمال، وغياب المحاسبة، وغيبة المسئولية التي طغت علي سطح حياتنا في الاونة الاخيرة، واصبحت آفة مجتمعية سائدة، ومنتشرة، دون محاولات جادة لمواجهتها والتصدي لها،...، وهذا شيء خطير. وفي الجريمة الثانية، نري عربدة جيش الاحتلال الاسرائيلي، وعدوانه البشع علي اخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة، وما يقوم به من ممارسات همجية ضد ابناء الشعب الفلسطيني، وعمليات القصف والتدمير التي تلحقها آلة الحرب الاسرائيلية ليل نهار بغزة، في تحد وقح للقانون الدولي دون رادع او مانع،...، وهو ما لا يجب السكوت عنه او القبول به خاصة انه يحدث لاشقاء اعزاء علينا، ويؤثر بالقطع علي أمن وسلامة مصر. اما جريمة الارهاب والتطرف الجارية في سيناء الان ومنذ فترة ليست بالقصيرة، فهي متصلة بالجريمتين السابقتين، لانها جريمة اهمال وتقصير منا تجاه سيناء، وما يتطلبه الحفاظ عليها من يقظة وجهد وعمل، كما انها متصلة في ذات الوقت بما يحدث علي الجانب الآخر من حدودنا الشرقية، ومخططات ومؤامرات اسرائيل المشبوهة بخصوصها،...، وهذا امر بالغ الخطورة. وللحديث بقية.