هناك مهن من فرط حساسيتها لابد لمن يعمل بها أن يُقسم »القسم« مثل كلية الحقوق والكليات العسكرية وكلية الشرطة.. ومن أسمي وأرفع هذه المهن هي مهنة الطب، فالطبيب عند تخرجه يقسم »أقسم بالله العظيم.. أن أراقب الله في مهنتي.. وأن أصون حياة الإنسان في جميع أدوارها.. في كل الظروف والأحوال باذلاً وساعياً في استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق..«، »والله علي ما أقول شهيد«. ونحن في هذه الأيام العصيبة نجد أسمي المهن تنهار أمام الماديات.. لقد دخل إضراب الأطباء يومه الثامن عشر علي التوالي ودخل في مرحلة خطيرة، كم من مريض »مات« بسبب عدم وجود طبيب، وكم من مرضي أصابهم الشلل بسبب عدم القيام بإسعافهم، وكم من مستشفيات امتلأت بالمرضي وخلت من الأطباء..! ليس ب »ليّ الذراع« تُحل الأمور.. خاصة عندما تصدر من صفوة المجتمع. هل فكر كل طبيب إذا حدث لفرد من أسرته مرض عارض أو حادث لا قدر الله، ولم يسعفه طبيب زميل المهنة المُضرب عن العمل، ما الموقف إذن..! لو كان من ضمن المطالب تأمين المستشفيات، فهذا طلب مشروع ويجب علي وزارتي الصحة والداخلية الاستجابة لهذا المطلب المهم، ولكن علي الأطباء الذين أقسموا وعصوا قسمهم أن يتوبوا إلي الله سبحانه ويرجعوا إلي أعمالهم التي أقسموا علي الإخلاص لها وحتي لا يكونوا عُرضة لغضب الله خاصة إذا استجاب لدعاء أحد هؤلاء المرضي.