انطلاقاً من رسالتهم الإنسانية السامية، صدق أطباء مصر ما عاهدوا الله عليه فى أن يصونوا حياة الإنسان فى جميع أدوارها وفى كل الظروف والأحوال، باذلين وسعهم فى استنقاذها من الهلاك والمرض والألم والقلق، لقد ظهرت فدائية أطباء مصر فى اقتحام المعابر المغلقة، والأبواب الموصدة لإغاثة إخوانهم المتألمين فى غزة. ظهرت إنسانيتهم الرقيقة متضفرة بشجاعتهم النبيلة، مكللة بكفاءتهم البارعة فى تضميد الجرحى، وتخفيف الألم، وإسكات الوجع فى قلوب حاولت الآلة الصهيونية تدميرها، وإن كانت دمرت منها أجساماً وقوالب آلت إلى جنة الخلد، شهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم، ينشئهم الله من جديد فى أجساد قويمة وأرواح سليمة، ذلك الطبيب العظيم، صاحب الرسالة، لبى نداء الواجب فى إغاثة الملهوف وعيادة المريض جنباً إلى جنب مع أطباء يحملون نفس الرسالة من دول العالم، أحسوا بإخوانهم فجاؤوهم حبوا وحبا. ولعل طبيبا عملاقاً فى قامة الدكتور غنيم كواحد من علماء المهنة وشيوخ الحكمة قد توج حياته بالخروج من صومعته العلمية ليكون فى نصرة إخوانه فارساً فى ساحة البذل والعطاء وإثبات الفهم الصحيح لرسالة العربى والمسلم تجاه إخوانه حينما يستغيثون. المنشاوى الوردانى مترجم بالتليفزيون المصرى