رغم تعهد واشنطن حتي الآن بعدم التدخل عسكريا فيما يجري بسوريا، الا ان تقارير عبرية اكدت ان الولايات وضعت قاعدة عسكرية سرية شمال العاصمة الاردنية عمان، وفي حين ادعت »الپنتاجون« ان الخطوة تهدف الي تدريب الاردنيين علي التعاطي مع اشكالية اللاجئين السوريين، اكد مراقبون في تل ابيب ان وجود القاعدة الامريكية في تلك المنطقة، يبرهن علي استعداد البيت الابيض التعامل عسكريا مع النظام السوري في المستقبل المنظور. ورغم نفي الاردن السماح بوضع قواعد اجنبية علي اراضيه، الا ان المعطيات العبرية التي نشرتها صحيفة هاآرتس تشير الي أن استقبال الاردن ما يربو علي 150 عسكريا امريكيا، بعثت بهم واشنطن الي عمان سرا، لدعم اجهزة الامن والجيش الاردني، تحسبا لتصعيد وشيك علي الحدود السورية الاردنية، او فقدان النظام في دمشق السيطرة علي الاسلحة الكيماوية التي يمتلكها، فضلا عن المساهمة في احتواء اشكالية اللاجئين السوريين، الذين وفدوا خلال الاونة الأخيرة الي الاردن، وتتألف القاعدة الامريكية التي يدور الحديث عنها من مستشارين عسكريين وكوادر اخري متعددة المهام القتالية. وبحسب معلومات الصحيفة العبرية، قالت دوائر امريكية علي دراية بتلك التطورات، ان القائمين علي القاعدة العسكرية الامريكية سيعدون خطة، يمكن من خلالها عزل الاردن عما يجري في سوريا، والحيلولة دون امتداد اعمال العنف في سوريا الي المملكة الهاشمية، تفاديا للوضع الذي بات قائما علي الحدود التركية السورية، والمحت الدوائر ذاتها الي ان احدي الاحتمالات المطروحة في الخطة، اقامة منطقة عازلة بين سوريا والاردن علي اراضي الاولي، وستسيطر القوات الاردنية علي تلك المنطقة بدعم لوچيستي امريكي. ويرأس قوات الولاياتالمتحدة في تلك المهمة ضابط امريكي كبير، يقود بنفسه منذ شهر مايو الماضي التدريبات التي تخوضها قوات الامن والجيش الاردني شمال العاصمة عمان، ويخصص الجانب الاكبر من تلك التدريبات في كيفية التعامل مع اشكالية اللاجئين السوريين، الذين يفدون بشكل يومي الي المملكة الهاشمية حتي زاد عددهم عن 180 ألف لاجئ، وباتوا يشكلون عبئا كبيرا علي السلطات الاردنية، وتتلقي اجهزة الامن الاردنية تدريبات منذ هذا التاريخ علي كيفية توزيع الغذاء والادوية علي عدد كبير من اللاجئين السوريين. وفي تلميح متعمد افادت المعطيات العبرية الي ان الادارة الامريكية، ترفض علنا وبشكل قاطع التدخل المباشر فيما يجري في سوريا، واقتصار تعاطيها مع الازمة علي الدعم اللوجستي غير العسكري للمقاتلين المناهضين لنظام الاسد، الا انه إذا تغيرت سياسة البيت الابيض حيال الازمة السورية، فسيكون للقاعدة العسكرية الامريكية بشمال عمان اهمية كبيرة، خاصة انها تبعد 55 كيلومترا تقريبا من الحدود السورية، وتعد اقرب المواقع العسكرية الامريكية للاراضي السورية. وتشير المعطيات الي ان الاردن، كانت في طليعة الدول العربية التي دعت بشار الاسد الي التنحي عن منصبه، علي خلفية معاناة المملكة الهاشمية خلال الاشهر الماضية من التعاطي مع اشكالية اللاجئين السوريين الذين اجتازوا حدوده، فضلا عن عجز الاردن عن التعامل مع التنظيمات الجهادية المسلحة، وتحركاتها الدؤوبة في طريقها عبر الحدود الاردنية الي سوريا، الأمر الذي دعا عمان الي اجراء مناورات عسكرية واسعة منذ ما يقرب من خمسة اشهر، شارك فيها ما يربو علي 12 الف جندي، لمجابهة تلك التهديدات، وفي اعقاب المناورات التي حملت في حينه اسم "الاسد الملتهب"، بقيت في الاردن قوة عسكرية امريكية صغيرة، شكلت نواة القاعدة العسكرية شمال عمان. وتشير التقارير التي كشف النقاب عنها الي ان ازمة ما يجري في سوريا وانعكاساته علي الواقع الاردني، تصدرت مباحثات وزير الدفاع الامريكي ليون پانيتا مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني خلال شهر اغسطس الماضي، وفي اعقاب المباحثات بشهر واحد زار پانيتا عمان، ورافقه خلال الزيارة رئيس القيادة المركزية في الجيش الامريكي الجنرال جيمس ماتيس، والتقي الضيفان مع عدد من كبار الشخصيات الاردنية، في وقت تمر فيه المملكة الهاشمية بتوترات داخلية، تجسدت في حل العاهل الاردني البرلمان، فضلا عن مظاهرات حاشدة ضد نظامه.