أكد الرئيس محمد مرسي انه لا عداء بين الشعبين المصري والأمريكي ولكن الناس شعروا بأن هناك تحيزاً في بعض القضايا من جانب الولاياتالمتحدة كما قامت بدعم أنظمة ديكتاتورية فأصبح هناك حساسية كبيرة تجاه تلك السياسات من جانب الحكومة الأمريكية مما يجعل العلاقات بينها وبين الشعوب العربية علاقات ساخنة ولكن لا يمكن القول أنها علاقات مشتعلة. وأكد الرئيس مرسي ان المصريين يتطلعون لتحقيق الاستقرار والبناء وأننا نعمل في مصر حالياً لصياغة الدستور وانتخاب البرلمان وأن المواطنين هم الذين قاموا باختيار الرئيس وهو ما يؤكد أن الأمور تسير لإرادة المواطنين بشكل واضح ونعمل علي تحقيق الاستقرار لشعب مصر. جاء ذلك خلال اللقاء التليفزيوني للرئيس مع محطة »PBS« التليفزيونية واجراه المذيع الامريكي الشهير تشارلي روز ونوهت عنه المحطة عدة مرات قبل إذاعته واستمر علي مدي ساعة كاملة . أكد الرئيس أن المصريين مسلمين ومسيحيين عاشوا بدون مشاكل علي مدي مئات وآلاف السنين وأن المشكلة يمكن أن تحدث بين مسيحي ومسيحي أو بين مسلم ومسلم أو أيضاً بين مسلم ومسيحي كما يحدث أحياناً الخلاف بسبب التعصب لأهل منطقة ما مثل جنوب مصر علي حساب مناطق أخري. وفي إجابته عن سؤال بشأن الدستور ومواده أكد الرئيس أن دستور مصر السابق شارك في وضعه مسلمون ومسيحيون وليس مسلمين فقط وانه ينص علي أن الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع وقد وافقت كل القوي في وقتها علي ذلك وأن هناك مفاهيم تتفق مع كافة المفاهيم الدولية. وذكر الرئيس مرسي أنه ليس غريباً عن المجتمع الأمريكي في رده علي سؤال عن طموحات الرئيس حين كان طالباً في الجامعة بالولاياتالمتحدة وهل كان يتصور أن يصبح رئيسا للجمهورية في يوم من الأيام فأجاب الرئيس بأنه كان مشغولاً بالدراسة وقتها وأنه كان يتمني أن يفيد وطنه من خلال دراسته في ذلك الوقت ثم بدأ يهتم بأمور تعليم الآخرين وهذا ما كان يطمح إليه. مؤكدا أن طموحاته هي بناء المجتمع علي أرضية من السلام والتعاون . وقال ان الازمة السورية تحتاج إلي العمل علي وقف أعمال القتل وأن مصر تتعاون من أجل دعم جهود الدول المعنية بالصراع مثل السعودية وتركيا وإيران في حل الأزمة. وأشار الرئيس أنه تقدم بمبادرته لحل الصراع استناداً علي نفوذ هذه الدول العربية وما تمتلكه للتأثير علي أطراف الأزمة من أجل حلها وأن المهم هو تحقيق السلام أولاً ثم عملية الإصلاح السياسي. وأكد الرئيس أنه يرفض التدخل الأجنبي في سوريا وأن ذلك سوف يكون خطأ كبيرا لو حدث ولا بد من تعاون المجتمع الدولي لحل الصراع. وأشار الرئيس إلي الجهود المصرية التي أسفرت عن لقاء وزراء خارجية الدول الاربع وهي مصر والسعودية وإيران وتركيا ولقاء ثان بين ممثلي وزراء الخارجية وأنه يتطلع للقاء آخر علي المستوي الرئاسي لحل الأزمة. وقال أن سبب المشكلة هي الديكتاتورية وانعدام الديمقراطية وأن هناك آلاف الأرواح أريقت دماؤهم ويجب العمل علي وقف إراقة الدماء في أسرع وقت ويجب أن يدرك الجميع أن تحقيق الحرية هو المطلب الأساسي للشعب السوري وأكد أنه الرغم من عدم سهولة حل الأزمة فإن الامر ليس مستحيلا. وحين سئل عما جاء في قوله لجريدة نيويورك تايمز أنه يتعين علي الولاياتالمتحدة أن تغير من توجهاتها وتحترم القيم والتقاليد بالدول العربية أجاب أنه كان يقصد ضرورة احترام الثقافات الأخري ورغبات الأخرين في اختيار ما يريدونه لأنفسهم وضرورة أن يتجنب الأمريكيون ما حدث من قبل من تحيز لتوجهات معينة علي حساب توجهات الآخر فلابد من احترام الأطراف الأخري. وفي رده حول رؤيته لكيفية إصلاح العلاقة مع الأمريكيين أشار الرئيس أنه في العقود الماضية حدثت أخطاء، قد شاهدنا إراقة لدماء الفلسطينيين وهو أمر غير مقبول وأن الثورات خلقت فرصة كبيرة لتطوير العلاقات وتحقيق الحرية للجميع وتحقيق العدالة علي أساس من الاحترام المتبادل واحترام المبادئ التي دعت لها الثورة. وفي سؤال لتشارلي روز عن أن بعض الناس شعروا بأن الرئيس تأخر في رد فعله حين وقع الهجوم علي السفارة الأمريكية أجاب أن ذلك لم يحدث ولكنه كان يريد احتواء المشكلة بشيء من الحكمة فقد كان المواطنون الغاضبون يتصورون أن من قام بهذا العمل الذي أثار مشاعرهم ينتمي للسفارة التي ترمز للأمريكيين ولكن بالتأكيد أننا نحرص علي تأمين ضيوفنا في مصر وتأمين البعثات الدبلوماسية الموجودة علي أراضينا وهذا واجبنا ونحن مسئولون عن سلامة تلك الأماكن ومصر دولة كبيرة وتدرك مسئوليتها وهي قادرة علي حماية تلك الأماكن داخل مصر. وسأل تشارلي روز عما حدث في ليبيا ومصر هل يمكن أن يمتد إلي ممالك أخري قائمة مثل السعودية وغيرها من الأنظمة التي تريد المحافظة علي سلطتها فهل تمتد آثار تلك الثورات إليها فأجاب الرئيس أن مصر أكدت دائماً أنها تحترم إرادة الشعوب ولا تتدخل فيها وأنه حتي في حالة سوريا لا تتدخل مصر ولكنها تحث علي تحقيق رغبة الشعب السوري . وسأل روز: وماذا بشأن ما يحدث في البحرين ومناطق أخري فكرر الرئيس أننا لا نتدخل في شئون الآخرين ولكننا ندعم حقوق الشعوب في الحرية ونسعي إلي وقف إراقة الدماء في سوريا. وأكد الرئيس احترام مصر لتعهداتها الدولية التي تم إقرارها في السابق برغم عدم موافقة مصر علي سياسات قامت بها في الفترات السابقة. وحول إيران أكد الرئيس الموقف الواضح لمصر بأن مصر تدعم امتلاك الدول للطاقة النووية السلمية وأن ذلك حق الشعوب ولا يمكن الوقوف ضده وأنه ليس لديه المعلومات الكافية والمؤكدة بشأن ما تستهدفه إيران من امتلاك الطاقة النووية وأن مصر وغيرها من الدول يمكن أن تعمل علي توفير الطاقة النووية السلمية.