طالب رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير مبعوثي مجلس الامن الدولي بنشر قوات حفظ سلام علي طول الحدود بين شمال السودان وجنوبه قبل الاستفتاء علي استقلال الجنوب. ويأتي ذلك بينما دعا الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية في جنوب السودان بعثة الأممالمتحدة للتحقيق في اتهام الجيش السوداني بشأن وجود حشود عسكرية للجيش الشعبي علي الحدود بين الشمال والجنوب. وتزايد التوتر علي طول الحدود غير المرسمة جيدا خلال اليومين الماضيين، وتبادل زعماء الشمال والجنوب الاتهامات بحشد قوات هناك. حيث اتهم المتحدث باسم الجيش الشعبي كوال ديم الجيش السوداني بالسعي لإشعال الحرب، بينما اتهم المتحدث باسم الجيش السوداني، المقدم الصورامي خالد سعد، الجيش الشعبي بحشد قواته علي النقاط الحدودية بين الشمال والجنوب. وقال إن تلك الحشود العسكرية مخالفة للبروتوكول الأمني، وتعتبر عملا عدائيا من شأنه التأثير سلبا علي إجراء الاستفتاء المقرر علي مصير الجنوب يوم 9 يناير المقبل. كما تأتي هذه التطورات بعد وقت قصير من انتقاد حزب المؤتمر الوطني الحاكم تصريحات لرئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير لوح فيها بإجراء الاستفتاء بشأن مصير الجنوب دون تنسيق مع الشمال. وكشف مندوبا بريطانيا والولايات المتحدة في مجلس الأمن أن سلفا كير أبلغهما بأن ذلك محتمل إذا ما عطل حزب المؤتمر الوطني الحاكم إجراء الاستفتاء، لكنه لن يعلن الاستقلال من جانب واحد. في المقابل اعتبر ربيع عبد العاطي، القيادي في حزب المؤتمر الوطني أن هذا أمر غير مقبول، ومخالف لاتفاقية السلام الشامل في جنوب السودان، مؤكدا أن حزبه لن يعترف بنتائج أي استفتاء يجري دون تنسيق مع الشمال. وصرح دبلوماسي رفض الكشف عن هويته بأن سلفا كير طلب نشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة علي الحدود بين الشمال والجنوب، واضاف ان الطلب قدم خلال اجتماع في جوبا عاصمة الجنوب يوم الاربعاء الماضي. وقال ستجري دراسة الطلب ولكن مبعوثي الاممالمتحدة لم يتعهدوا بأي شيء لكير. وأكد دبلوماسي اخر مع وفد مجلس الامن الزائر التقرير وقال ان اتفاقية السلام الشامل بين الجانبين عام 2005 لا تنص صراحة علي نشر قوات لذا فقد يتطلب الامر بعض "التعديلات". وقال اشرف عيسي المتحدث باسم بعثة الاممالمتحدة في السودان ان ثمة عددا من الضباط يرابطون علي الحدود لمراقبة الهدنة بين الشمال والجنوب. وفي غضون ذلك، اشتبك مؤيدو انفصال جنوب السودان مع شرطة مكافحة الشغب ونشطاء مؤيدين للوحدة في الخرطوم في استعراض علني نادر للانقسامات المتزايدة جراء الاستفتاء الوشيك علي الانفصال. وظهرت مجموعة من 40 جنوبيا يلوحون بلافتات ويرددون شعارات تدعو للاستقلال عند تجمع حاشد يشارك به ألفا شخص للتضامن مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير والذي يتزامن موعده مع زيارة مبعوثين من مجلس الامن للعاصمة السودانية الخرطوم. وفي وقت سابق، أعرب وفد مجلس الأمن الدولي خلال زيارته لإقليم دارفور في السودان، عن قلقه من تصاعد أعمال العنف داعيا جميع الأطراف إلي المشاركة في العملية السلمية.