أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما إن ادارته تنتهج مجموعة من الوسائل الدبلوماسية لضمان إجراء استفتاءين سلميين في السودان يناير المقبل حول انفصال الجنوب ومنطقة ابيي الغنية بالنفط. وأضاف اوباما في لقاء أمس الأول مع عدد من الناخبين الأمريكين الشبان أن الوضع في السودان هو أحد المسائل التي تثير قلقا كبيرا للإدارة الأمريكية وتشكل أعلي أولوياتها. وأشار الي ان نحو مليون شخص قتلوا في الحرب الاهلية التي دارت بين شمال وجنوب السودان علي مدي مايقارب واحدا وعشرين عاما وأن ملايين آخرين قد يكونون ضحية اذا تفجر العنف هناك بسبب الاستفتاء المقرر اجراؤه في9 يناير المقبل. وحث الناخبين الأمريكيين الشبان علي ممارسة ضغوط علي الكونجرس للاهتمام بقضية السودان. وقال اوباما: من المهم لأمريكا ان تمنع وقوع أي حروب في السودان لان ذلك سيكون له مخاطر مرتفعة ليس فقط من منطلق اسباب انسانية فحسب ولكن ايضا لتحقيق المصلحة الذاتية لأمريكا لأنة اذا تفجرت الحرب في السودان فسيكون لها آثار سلبية علي استقرار الولاياتالمتحدة ومنع توجيه نشاط ارهابي الي البلاد. وفي غضون ذلك, صرحت سوزان رايس مندوبة مندوبة امريكا لدي الاممالمتحدة بأن جنوب السودان يخشي أن يكون الشمال يستعد للحرب قبل الاستفتاء علي استقلال الجنوب. وقالت في بيان امام مجلس الامن امس الاول يلخص زيارة قام بها وفد من المجلس المؤلف من15 دولة للسودان الاسبوع الماضي ان رئيس حكومة جنوب السودان سيلفاكير ميارديت طلب اقامة منطقة عازلة لمسافة16 كيلو مترا تديرها الاممالمتحدة علي امتداد الحدود بين شمال وجنوب السودان. وقالت رايس أن المجلس لم يعرف بعد رأي الخرطوم بشأن فكرة اقامة منطقة عازلة تشرف عليها الاممالمتحدة لكن دبلوماسيين بالمنظمة الدولية توقعوا أن يرد الشمال بفتورعلي الفكرة. واضافت رايس في تصريحات صحفية أن معظم أعضاء المجلس يتشككون في جدوي نشر قوة علي طول الحدود بأكملها بين شمال وجنوب السودان. وأشارت الي ان القوة غير موجودة حاليا ولايمكن تشكيلها بسرعة كافية. وقالت إن مجلس الامن ينتظر الان اقتراحامحددا من الامانة العامة للامم المتحدة وقوات حفظ السلام في السودان التي تراقب الالتزام باتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب في عام2005. يأتي ذلك في الوقت الذي تصاعدت فيه الخلافات بين شريكي الحكم في السودان عقب فشل محادثاتهما في اديس ابابا حول الاستفتاء في منطقة ابيي الغنية بالنفط. واكد وفد حكومة السودان علي لسان الدرديري محمد احمد عضو الوفد أنه من المستحيل قيام الاستفتاء اذا لم يتم تجاوز الخلافات بين الجانبين بسبب عدم اكتمال ترسيم الحدود وعدم تعريف المواطنيين الذين يحق لهم التصويت في استفتاء ابيي المقرر اجراؤه9 يناير المقبل وفق اتفاق نيفاشا وبروتوكول أبيي وفي ظل تبادل الاتهامات بين الخرطوموجوبا بنقل عتاد عسكري الي المنطقة. ومن جانبه أعلن دينق اروب كوال رئيس إدارة ابيي أن ارجاء الاستفتاء حول هذه المنطقة غير مقبول وغير منطقي محذرا من ان شعب أبيي يمكن ان يقيم استفتاءبمفرده اذا أصر المؤتمر الوطني الحزب الحاكم علي موقفة. ومن جانبها قللت قبيلة المسيرية من احتمالات دخولها في حرب في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها لن تتنازل عن حقوقها التاريخية والجغرافية في المنطقة مهما كان الثمن. من ناحية أخري أعلن مسئولون جنوبيون سودانيون ان كول دايم كول قائد جيش منشق عن الجيش الشعبي والذي تسبب في اشتباكين في الجنوب عامي2006 و2009 زار كبار قادة الجيش الشعبي لتحرير السودان في جوبا عاصمة الجنوب والتقي مع سيلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب بعد ان عرض عليه العفو ورفاقه بشرط ان يكف عن الانشطة العسكرية. يذكر أن سيلفا كير يقود حاليا جهود ضخمة لإنهاء انقسامات الجنوب قبل الاستفتاء علي تقرير المصير. وفي الوقت نفسة حذر الصادق المهدي زعيم حزب الامة القومي من اشتعال حرب بين الجنوبيين انفسهم كما ان هناك بوادر حرب في الشمال. وطالب مجلس الامن بإزالة اسباب الحرب لا أن يتخذ منها موقفا شكليا. ياتي ذلك في الوقت الذي رجح فيه حسن عبد الترابي الامين العام لحزب المؤتمر الوطني انفصال الجنوب عبر الاستفتاء المقبل. وحذر في تصريحات من الدوحة من تمزق السودان وتحوله إلي صومال جديد. واستبعد قيام حرب جديدة بين الشمال والجنوب لاسيما في ظل وجود قوات الاممالمتحدة في الجنوب.