«مصر للطيران» تنقل 286 مصريًا عالقين في لبنان إلى أرض الوطن.. صور    شهيدان فلسطينيان بينهما رضيعة وإصابة 11 آخرين جراء قصف إسرائيلي على بيت لاهيا    والد بلعيد يكشف حقيقة فرض وكلاء على نجله.. ويعلق على موقف أمير توفيق    ريال مدريد يفوز على فياريال بثنائية في الدوري الإسباني    بلحاج: سيراميكا كليوباترا جاهز لمواجهة الأهلي..وقادرون على التتويج بالسوبر    حمد إبراهيم: أثق في لاعبي الإسماعيلي..ويجب أن نكون على قلب رجل واحد    مدحت شلبي: نجم الأهلي يهدد بالرحيل    قبل عرضه.. تعرف على تفاصيل فيلم آل شنب    أمين صندوق الأطباء للمحافظين: ما الفائدة من التصالح في عيادات وضعها مقنن من الأساس؟    رئيس " الحرية المصري": انتصارات أكتوبر ستظل علامة بارزة في تاريخ العسكرية المصرية    حدث في منتصف الليل| حقيقة تعرض البلاد لشتاء قارس.. وأسباب ارتفاع أسعار الدواجن    قصف وإنذار للسكان بالإخلاء.. بيروت تشهد أقوى غارات إسرائيلية منذ بدء التوغل    وزير الخارجية الإيراني: أي اعتداء على إيران سيواجه برد أقوى    ميتروفيتش يقود الهلال للفوز على الأهلي في الدوري السعودي    سائق قطار يرشد عن أشلاء جثة على قضبان السكة الحديد في سوهاج    مصرع 3 عناصر إجرامية في تبادل إطلاق النيران مع الشرطة بقنا    البيع تم قبل شهور.. مصدر مقرب يكشف مصير مطعم صبحي كابر    أجواء معتدلة وشبورة مائية.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الأحد بدرجات الحرارة    صافرات الإنذار تدوي في عدة مناطق بشمال إسرائيل    أحمد السقا يشارك ابنة علاء مرسي رقصة رومانسية في حفل زفافها (صور وفيديو)    ريهام أيمن أمام حمام السباحة و"سيلفي" مايان السيد وهيدي كرم.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    حدث بالفن| علاء مرسي يبكي في فرح ابنته وأخرى تجري عملية جراحية وحقيقة وفاة إعلامي شهير    استئصال ورم كبير من قلب مريضة بمستشفى جامعة أسيوط    أحمد ياسر يكتب: إسرائيل بين أجندة التوسع وفشل المجتمع الدولي    كنيسة الروم بلبنان لأهل الجنوب: نحن بحاجة للتمسك بأرض أجدادنا لا تتركوا أرضكم ودياركم    عرض «فرص الاستثمار» على 350 شركة فرنسية    قفزة في سعر الفراخ البيضاء والبلدي وثبات كرتونة البيض بالأسواق اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024    عيار 21 الآن يواصل انخفاضه.. أسعار الذهب بالمصنعية اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024 بالصاغة    "نيويورك تايمز" ترصد تأثيرات صراع الشرق الأوسط على الاقتصاد العالمي    الحكومة تحذر من استغلال مزايا استيراد سيارات ذوي الهمم    أحمد عبدالحليم: الزمالك استحق لقب السوبر الإفريقي و«الجماهير من حقها الفرحة»    «مرموش» يقود آينتراخت أمام البايرن للانفراد بالصدارة    رئيس شعبة الدواجن يكشف سر ارتفاع أسعار الفراخ    هل ستلغى معاشات الضمان الاجتماعي؟.. التضامن توضح    تعيينات وتنقلات جديدة للكهنة في مطرانية الأردن للروم الأرثوذكس    نائبا رئيس الوزراء أمام «النواب» غدًا    ننشر صورة طالب لقي مصرعه إثر تصادم موتوسيكل وملاكي بقنا    جوجل والجنيه.. دعم ل«الصناعة المحلية» أم عقاب لصنّاع المحتوى؟    رقم قياسي جديد لرحلات البالون الطائر في سماء الأقصر    تحرير 4 محاضر مخالفات تموينية بسيدي غازي    رابع مُنتج للمشروبات في العالم يبحث التوسع في السوق المصرية    قصة تريند بيع مطعم صبحي كابر.. «الطلبات شغالة وانتظروا فيديو للحاج» (صور)    إعلام لبناني: صعوبات في وصول الإطفاء والدفاع المدني لأماكن الغارات الإسرائيلية    الرئيس الأوكراني: الأسبوع المقبل ربما يكون إيجابيا بشأن دفاعاتنا    أعشق السينما ومهمومة بكل تفاصيلها.. كلوديا حنا عن مشاركتها كعضو لجنة تحكيم بمهرجان الإسكندرية    «المضل» في بني سويف تضم «مزامير» داود وكنوزًا زاخرة    محمد أنور: «ديبو» أول مسلسل مصرى تدور أحداثه فى فندق للحيوانات ونجاحه نقلة فى مشوارى ( حوار )    وائل جسار: عايشين حالة رعب وخوف في لبنان.. ودعم مصر مش جديد علينا    الأردن يرحب بدعوة ماكرون وقف تصدير أسلحة للاحتلال تستخدم في حرب غزة    نقيب الأطباء: الطبيب في مصر متهم حتى تثبت براءته عكس كل المهن    المصل واللقاح: موسم الخريف شهير بالعدوى التنفسية وأسوأ من فصل الشتاء    رمضان عبدالمعز: الاحتفال بنصر أكتوبر مهم لأنه أمر إلهي    الصحة: فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية يتفقد مستشفى الغردقة العام ويحيل واقعة تقصير للشئون القانونية    تناول الطعام في الوقت المناسب يقلل من الإصابة بمرض السكري    رئيس جامعة الأزهر: الله أعطى سيدنا النبي اسمين من أسمائه الحسنى    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الانسان :
لا توجد دولة في مرحلة انتقالية تقسم المناصب مثل الكعكة
نشر في الأخبار يوم 02 - 08 - 2012


جمال عيد أثناء حواره مع محررة »الأخبار«
الرئيس يريد إرضاء »الإخوان« و»الثورة« و»العسگري« وهذا مستحيل
د. هشام قنديل لا يلبي طموح الشعب وگنت أفضل رجل اقتصاد
المصريون قاموا بثورة يناير طلبا للعدالة وليس من أجل الفوضي
تعرضت جمعيات حقوق الإنسان للمطاردات والتضييق في عهد مبارك وتعرضوا للاعتقالات خلال محاولتهم نقد السلطة ومساندة من تعرضوا لسياسة القبضة البوليسية القوية التي مارستها مباحث أمن الدولة التي كانت اليد الباطشة للنظام المخلوع، وتدخلت في جميع أنشطة الدولة ثم تصاعد نشاط جمعيات حقوق الانسان في فترة ما بعد الثورة لمناصرة الشهداء والمصابين والمسجونين السياسيين. من الوجوه المعروفة في هذا المجال جمال عيد مدير الشبكة العربية لحقوق الانسان .الذي يري أن الكرة الآن في ملعب رئيس الجمهورية وعليه أن يختار وزارة تتمتع بالخبرة والقبول الشعبي وكان يفضل ان يكون رئيس الوزراء اقتصاديا ليستطيع مواجهة مشكلاتنا الاقتصادية الحادة ، اختياره كشاب وغير منتمي لحزب معين مبشر بالخير إذا أحسن اختيار الوزراء المتعاونين معه بشرط ألا يكونوا من الفلول، ويري أن انتهاكات حقوق الانسان مازالت موجودة ولكن ليست منهجية مثلما كانت في عهد مبارك بعد أن خفت قبضة مباحث أمن الدولة وألغي قانون الطواريء وينادي بضرورة تطبيق سيادة القانون حتي لا يفلت مذنب من العقاب، ويؤكد أن رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي يحاول إرضاء جميع الأطراف وهي مهمة مستحيلة والأهم هو إرضاء الشعب وتحقيق مطالب الثورة.
كان من الطبيعي أن أبدأ حواري معه عن حقوق الانسان في مصر وهل اختلفت بعد ثورة يناير المجيدة.. وقال : الانتهاكات تراجعت الآن لأن الشارع واع بحقوقه ويطالب بها.
أيام الرئيس المخلوع تعرض المواطنون للاعتقالات والتعذيب بمعرفة أمن الدولة فهل انتهي ذلك مع انتهاء حالة الطوارئ؟
نتيجة لانتهاء حالة الطواريء انتهي التعذيب المنهجي الذي كانت تمارسه أمن الدولة والمباحث الجنائية فكانت الدولة تختزل في الحكومة والحكومة تختزل في جهاز الأمن وهو جهاز واسع وكان في كل قسم شرطة ما يسمي بالثلاجة وهو حجز المباحث الذي يحتجز فيه المواطنون بشكل غير قانوني لتلفيق قضايا أو للتعذيب، والآن لم تعد هناك ثلاجات في أقسام الشرطة ولا يوجد غير حجز (النوباتجية) ولا يشكو المواطنون إلا من إساءة معاملة من وقت لآخر ، بالاضافة إلي إهدار استقلال القضاء وكلنا نذكر كيف عوقب المستشار هشام البسطويسي والمستشار أحمد مكي، بعد الثورة لم يتحسن الحال كثيرا لكن الملف تم فتحه ولابد أن يغلق ولهذا أقول ان الانتهاكات موجودة مثل استقلال القضاء وحرية التعبير ولكنها انتهاكات غير منهجية.
ما نوعية القضايا التي أفلت فيها المتهمون من العقاب ؟
للأسف وجدنا مسئولين وضباط شرطة يرتكبون جرائم ولا يعاقبون عليها فلا يكون هناك رادع لمسئول آخر يمنعه من ممارسة نفس الانتهاك مثل قضايا قتل المتظاهرين وقضايا كبار المسئولين وأبرز الأمثلة أحمد شفيق ومرتضي منصور والضباط المسئولين عن الانتهاكات التي ارتكبت ضد المتظاهرين التي رأيناها عبر شاشات التليفزيون لم يعاقب منهم أحد وحتي في قضية كشوف العذرية لم يعاقب إلا جندي واحد وعوقب بعقاب بسيط.
ورثة نظام مبارك
هل هذا معناه أننا مازلنا نوصف بسمات الدولة المستبدة ؟
نعم مازلنا دولة مستبدة ولكن واعية وتقاوم استبدادها، وهناك فرق فقد كنا في عهد مبارك دولة مستبدة ومستمرة في الاستبداد الآن رحل رأس النظام فقط والموجودون من المسئولين هم جزء من نظام مبارك وليسوا موجودين بحب الناس أو بالانتخابات، والآن ورثة مبارك يطالبون بالحفاظ علي مصالحهم الاقتصادية دون أن تمس رغم أنها مصالح اقتصادية خاصة بهذا الشعب ويطمعون في حمايتهم وتحصينهم من العقاب عما ارتكبوه من جرائم خاصة بعد أن تسلموا الحكم لهذا فغالبا ما تتم الانتهاكات ضد من يتناول ورثة النظام العسكري بالنقد ، وقد انتهينا من دراسة عن اندونيسيا وهي طبق الأصل فقد بدأوا في الحفاظ علي مصالحهم فوزير دفاع سوهارتو وهو نائب الرئيس أجبره الحراك في الشارع الاندونيسي علي الاكتفاء بالعودة لثكناته دون أن يعاقب.
وكيف تري المشهد السياسي الحالي ؟
نعيش الآن حال ارتباك.. رئيس الجمهورية يحاول أن يرضي الإخوان والثورة والمجلس العسكري في نفس الوقت كما يحاول إرضاء الأمريكان وهذا مستحيل في لحظات محددة لابد للانسان أن يضع نصب عينيه طرفا معينا والمفروض أنه الشعب المصري والثورة فلا يمكن ان أرضي طرفا وخصمه، الأمريكان مع الاستقرار وليسوا مع الديموقراطية أما الاخوان فيهمهم مصالحهم ولا يهمهم مصالح البلد وهم تنظيم عالمي والجيش يهمه مصالحه ويهمه أن يفلت من العقاب،لثورة يهمها العدالة الاجتماعية والكرامة والشعب وثورته أبقي من الجميع.
الكفاءة والقبول الشعبي
هل كنت تتوقع اختيار الدكتور هشام قنديل رئيسا للوزراء؟
الدكتور محمد مرسي جاء رئيسا منتخبا ومن حقه اختيار الوزارة التي تنفذ برنامجه كاملا ولكن نحن لنا حق ألا نجعله يختار أحدا بعينه بل نختار من يستثني من حقنا ان الثورة التي قامت ضد نظام مبارك أن تحكمها وزارة خالية من رموز مبارك لأن الثورة قامت من أجل الكرامة فلا يحكمها أحد من الفلول، ومن حقنا أن نقول اختاروا الأكفاء من بين 82 مليون مصري فليتركوا 2 مليون استثناء ويختاروا من ال80 مليونا ويستبعدوا من تحيط بهم الشبهات أو المتورطين في جرائم أو لا يحوزوا إقبال الناس، مصر مليئة بالكفاءات والامكانيات.لو أن معيار الرئيس هو الكفاءة فلن يحدث خلاف إنما لو كان اختياره محاولة لإرضاء قوي سياسية أو دينية او مجلس عسكري فإن الوزارة لن تحوز الإقبال الشعبي ولن تحقق شيئا وسوف تحسب عليه فنحن لا نطلب شخصا بعينه ولكن نرفض أشخاصا بعينهم .
وهل تتوقع أن تكون الحكومة ائتلافية أم حكومة تكنوقراط ؟
المؤشرات تقول إن الرئيس يحاول إرضاء جميع الأطراف وبالتالي تأتي الوزارة تعبيرا عن هذه المصالح، الشعب يريد من يحقق له الأمن والاستقرار ويحرك الدورة الاقتصادية للأمام ويريد وزراء نستطيع أن نصبر عليهم .. نريد كفاءات لا يوجد في تاريخها علامات استفهام لأن الناس لن تهدأ ولن ترضي ولو بشكل جزئي وليس رضاء كاملا ولن تعطي فرصة للوزارة الجديدة إذا كان احد أعضائها عليه ملاحظات أو متورطا في قضايا والشعب سوف يراقب أداء وزارته ولكن (الجواب يبان من عنوانه) فإذا كان الوزراء لا يعجبون الشعب فلن يصبر عليهم .فمثلا ما الذي يجعلنا نصبر علي فايزة أبو النجا وهي رمز من رموز مبارك ولكن لو جاء بوجه جديد وكفء سنوافق علي أن نعطيه فرصة.ولهذا نحن مصرون علي وزارة تتمتع بالخبرة والكفاءة والقبول الشعبي وهو عنصر مهم لأننا في مرحلة انتقالية وكان الله في عون الرئيس فمهما بذل من مجهود ستظل الناس تنتقده وتهاجمه فالأفضل ان يأتي بوزراء يعلم الناس أنهم لن يخيبوا آمالهم.
سبق وأعلن أن رئيس الوزراء سيكون شخصية وطنية مستقلة ثم فاجأ الشعب باختياره وزيرا من حكومة الجنزوري؟
الدكتور هشام قنديل لديه خبرة في مجال معين لكنه لا يلبي طموح الشعب كرئيس للوزراء خاصة من خلال التعامل معه في موضوع ملف مياه النيل فلم يكن مؤيدا للحوار والتعاون مع أفريقيا .فالحقيقة لن تستطيع مصر أن تستمر في دور السيد وأفريقيا التابع لابد من الحوار والتعاون ونحن بحاجة اليهم لأننا دولة المصب ، وبافتراض انه كان جيدا في هذا الملف فلا ننسي أن مصر دولة كبيرة ويسمونها من الدول المتوسطة ما بين الدول العظمي والصغيرة لأن لها وزنا علي العالم العربي وأفريقيا فتحتاج لشخص أكثر خبرة وكفاءة، ولكن قد يكون مقبولا أن يختاره الرئيس لأنه شاب وكفء ولم ينتم للحزب الوطني ولم يكن عضوا بلجنة السياسات وهي صفات قد تكون ايجابية، المشكلة فيمن سيأتون معه أما هو فلم يثبت أنه كان عضوا بالاخوان المسلمين ولو أنه تاريخيا كان يعمل مع خيرت الشاطر ولكننا لن نفتش في الضمائر ولن نرفض الناس لخلفياتهم الحزبية ، ما نرفضهم فقط هم رموز مبارك.
الصناعة هي المستقبل
ولكن هناك أنباء تتردد عن تعيين خيرت الشاطر نائبا لرئيس الوزراء؟
لو أن خيرت الشاطر عين نائبا لرئيس الوزراء فهذا معناه أن النظام الجديد سيتحول الي حزب وطني (بشرطة) وكأنه أحمد عز الجديد لأنه رجل أعمال غير متخصص في التصنيع والدول لا تتقدم إلا بالصناعة لكن الشاطر تاجر يعرف كيف يأتي بالقرش،ونحن نحتاج لشخص متخصص في الاقتصاد والصناعة. السياحة تنهار مع طلقة رصاص والبورصة تنهار مع أي تقلبات سياسية ولكن الصناعة هي الأبقي لاقتصاد البلد، وخيرت الشاطر عضو بالإخوان فليهتم بمجلس الشعب وهو ليس وجها مقبولا جماهيريا .
وماذا عن حرمانه من حقوقه السياسية والمدنية هل تحرمه من تولي المناصب العامة مثلما حرمته من الترشح لرئاسة الجمهورية ؟
المفروض أن تمنعه من تولي المناصب العامة مثل ايمن نور حتي لو القضية ملفقة فلابد من ان يرد لهم الاعتبار كاملا بمرور 5سنوات ولكن لابد أنهم سيجدون له مخرج لأن الاخوان لديهم ترزية للقوانين وللمجلس العسكري ترزية قوانين وكل مجموعة تعرف تكيف القانون لصالحها لأننا بلد لا يطبق سيادة القانون وإلا كان القانون مسطرة تطبق علي الجميع بدون تمييز ولكن الآن لعدم وجود سيادة القانون فكل شخص يأتي بفتوي يستند إليها بما فيها المجلس العسكري الذي جاء بوضع ثوري بينما الوضع القانوني يقول انه بعد رئيس الجمهورية يأتي النائب ثم رئيس مجلس الشعب فرئيس المحكمة الدستورية العليا فعشنا الفترة الانتقالية ما بين الوضع القانوني والثوري فالأصح أن نأتي بأشخاص تحوز القبول من كل المؤمنين بالكرامة،ومصر دولة عظيمة داخليا وخارجيا وكل فترة نسمع عن كفاءات مصرية لمعت في الخارج ويحتاجون لفرصة ليخدموا بلدهم.
هل تعتقد أن اسلوب توزيع الكعكة بين الاحزاب يمكن أن يصلح للفترة الحالية؟
لا أتمني أن يحدث هذا قد تكون هناك شواهد علي هذا،ولكن لو حدث فسيكون الرئيس قد وضع أول مسمار في مصداقيته لأنه لا توجد دولة في مرحلة انتقالية تقسم المناصب مثل الكعكة، والناس الذين أيدوا الرئيس مرسي في مقابل مناصب (بناقص منهم) نحن اعطيناه ليأخذ فرصته وكثيرون ممن أعطوه أصواتهم اختاروه كراهية في احمد شفيق لأنه رمز للنظام القديم فأنا أؤيد أن يأخذ الرئيس فرصته كاملة في اختيار الحكومة كما يري باستثناء رموز مبارك والفلول وأي من الوزراء القدامي بمن فيهم المشير طنطاوي.
بالنسبة للجنة التأسيسية للدستور التي طعن عليها قضائيا ثم هناك دعوي لرد المحكمة وفي نفس الوقت تستمر اللجنة في عملها لانجاز الدستور في أقرب وقت ممكن ،كيف تري هذا الوضع ؟
هذا الوضع محير ومربك فأنا مختلف مع اللجنة الموجودة لا مع أشخاصها ولكن مع طريقة الهيمنة رغم أن بها شخصيات وطنية ومحترمة وتضم كل التيارات من اليسار الي اليمين لكن المشكلة كانت في الطريقة لأن من الكوارث التي صنعها ،المجلس أنه أوصلنا إلي أن البعض منا بعد أن كان يطلب الحل الكامل أصبح يقبل بأنصاف الحلول حتي تعود مصر للحركة من جديد اللجنة التأسيسية ليست أفضل اختيار ولكن بعض الاجزاء التي خرجت من الدستور تستحق النقاش فأصبحت المشكلة هل نقبل المواد التي نرضي عنها ونرفض ما لا يعجبنا فإما أن نقبلها بحالتها أو نرفضها بحالتها ،أنا مع الجناح الذي لا يوافق علي اللجنة التأسيسية بنسبة 100٪ ولكنني مع تركها تعمل فأنا معترض علي الطريقة التي تم بها التشكيل.
لن نهمل جهد التأسيسية
لنفرض صدور الحكم بقبول الطعن علي تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور ما مصير الجهد الذي بذله أعضاء اللجنة والمواد التي تم الاتفاق عليها للدستور الجديد؟
الجهد الذي بذلته اللجنة التأسيسية سيبني عليه ولن يهمل لأنه لا أحد سيعيد اختراع العجلة ولن يبدأ من الصفر ، سيدرسه الأعضاء الجدد للاسترشاد وليسوا مجبرين علي أخذه بالكامل ولكن حرام أن يترك هذا الجهد الذي بذل ، ولو قرأنا باب الحريات قد تكون عليه ملاحظات لكنه ليس سيئا 100٪فيمكن التعامل مع الاجزاء التي تم انجازها علي أنها قابلة للتعديل ولكن لا تستبعد تماما لان فيها مجهودا، وما يطمئنني أن المستشار الغرياني هو رئيس اللجنة وهو رجل مشهود له بالاستقلالية وانه ليس من الساعين الي المناصب وله تاريخه في استقلال القضاء فهناك بعض رموز وجودهم يطمئننا.
ما المواد التي اطلعت عليها من الدستور الجاري إعداده ووجدتها مقبولة ؟
المواد الخاصة بحرية الصحافة لأننا معنيون بحرية الصحافة فمثل حق اصدار الصحف ومنع الرقابة عليها ومنع المصادرة إلا بحكم قضائي وهي خطوة هامة ومكتوبة بوضوح ، كذلك ما يخص المجتمع المدني وتكوينه وانه لا تحل الجمعية إلا بحكم قضائي فهذه خطوة مهمة تبعدنا عن تدخلات أمن الدولة والشئون الاجتماعية ،وحق المجتمع في تداول المعلومات عبر الصحافة التي تمثله وهي أمور إيجابية لم تكن موجودة من قبل لهذا ندعو الجمعية الموجودة او الجمعية القادمة ان تتعامل مع الجهد المبذول باهتمام ويمكنهم الاستعانة به.
يقال ان النخبة مسئولة عن التشوش والفوضي التي نعيش فيها ما رأيك في هذا الرأي ؟
هذا صحيح ولكنه نتيجة وليس سببا. ولا نقول إن الليبراليين جميعا او القوميين جميعا أو اليسار بل تفتت الناس داخل الخندق الواحد فبعض المنتمين لليسار عندما وجد أن الانتخابات ستأتي بالاخوان أيدوا الإخوان ومنهم من أيد النظام القديم وبعضهم امتنع، ففي داخل كل خندق تكررت نفس الظاهرة في الليبراليين والاسلاميين ،وكلما طالت الفترة ازدادت المشاكل والخلافات وكل يوم يحدث تشهير بقوي سياسية والايقاع بين الكتلة الواحدة يحدث يوميا ولم نعد كتلا محددة: يسارا وقوميين واسلاميين الآن كل كتلة تتفتت وهذا أمر ايجابي بشكل غير مباشر، لأنه يجري الفرز الحقيقي لأن مبارك كان مسهل علينا الأمر فالمعارضة كانت جميعها ضد مبارك دون تميييز فيما بيننا. الآن بدأنا نعرف من مع مشروع ديموقراطي باستثناء الاسلاميين ومن مع حقوق العمال او من يؤيد حقوق المرأة ومن مع حرية العقيدة وكلها قضايا تفرق ولم نكن مضطرين لمناقشتها أيام مبارك لأننا كنا مجتمعين علي رفض الديكتاتور. ما يحدث الآن يعيد الفرز ويعيد تجميع القوي من كانوا مختلفين بالأمس أصبحوا متفقين، ومن كانوا متفقين في بداية الثورة أصبحوا مختلفين الآن ،هذا هو الجزء الايجابي من الفرز أما الجزء السلبي فيأتي من احتمال ان تطول فترة الخلافات فلن نجد اثنين في مصر متفقين علي رأي واحد فيشعر الناس بالارهاق ويحملون الثورة مسئولية الارتباك والفوضي التي يعيشونها رغم أن الثوار لم يحكموا .
لا للخطوط الحمراء
إذن ما الظاهرة الايجابية في الشعب المصري بعد الثورة ؟
أهم ايجابيات الثورة أن الناس أصبحت أكثر ثقة في نفسها انتزعت حقها في حرية التعبير وتمارسه بالفعل ولم يعد هناك مسئول فوق النقد كل الخطوط الحمراء تكسرت والناس سبقت الصحافة التقليدية والصحافة الالكترونية سبقت الجميع لكنهم جميعا يتحركون للأمام وطالما أن الشعب واع بحقوقه وثورته ومصالحه وكرامته فلن نشعر بالقلق بل بالتوتر او الخوف أو التربص ولكن الشعب واع ويعرف أن الاخوان انتهازيون وحاربوا الثورة هذا الوعي إيجابي مما يجعلنا متفائلين بهذا الشعب وهناك مكاسب تتحقق.
وما المكاسب التي تحققت من وجهة نظرك ؟
ازداد وعي الناس بالديموقراطية وبحقوقهم فالثورة أهم ما فيها أنها أعادت للمصريين ثقتهم بأنفسهم وعرف أن المسئول ليس من طبقة أعلي ولكنه موجود لأنه يخدمه ولأنه يأخذ مرتبه من الضرائب التي يدفعها المواطنون ،وأن أي مسئول قابل للنقد ومن يرفض النقد فليجلس في بيته. الناس أصبحت تعرف أن الرئيس في أي بلد ديموقراطي ينتقد من شعبه ولو لم يعجبه سوف يترك وظيفته لأنه لا يوجد لديهم من يحبس لأنه انتقد الرئيس وإنما يحبس من فسد أو سرق أوعذب المواطنين، الناس واعية وتمارس حقوقها ولا تطالب بها، زمان كنا نطالب ونتكلم الآن الناس تنفذ ما تريد الناس طالما وثقت في نفسها وذاقت طعم الحرية والديموقراطية فلن تفرط فيهم.
لكن بعض الناس اساءت فهم الحرية واعتقد انك رأيت ملامح الناس الذين احتلوا ميدان التحرير ومن الواضح انهم لا يمتون للثوار بصلة الآن التحرير الذي كان رمزا للثورة أصبح مخيمات ممزقة وباعة متجولين وبلطجية أليس في هذا إساءة للثورة؟
من المتسبب في هذا؟ لا توجد ثورة عظيمة علي نظام قمعي استمر ثلاثين سنة مع كل الفساد والقمع الذي مارسوه ستمشي في طريق أخضر مفروش بالورود، لابد أن تواجه الثورة ظروفا عصيبة والثورة المصرية أمامها الكثير من التحديات ولكننا علي الاقل نعرف خصومنا، فالفوضي الموجودة صنعها نظام مبارك وهم يسعون لخراب البلد ولا يريدون تطبيق سيادة القانون حتي لا يحاكموا علي ما ارتكبوه من جرائم نهب مصر، فكل رجال مبارك كانوا ملوثين بالفساد والقمع فمن مصلحتهم زيادة الفوضي في البلد والموجودين الآن أغلبهم من نظام مبارك الناس عملت ثورة لا من أجل الفوضي ولكن لأنه تطالب بالعدالة.
وماذا عن الاضرابات والمطالب الفئوية التي تحدث يوميا تقريبا في العديد من الاماكن والعديد من المحافظات التي لم نكن نراها من قبل،هل هي بتأثير الحرية التي استشعرها الناس بعد الثورة؟
كانت موجودة ولكن كانت مختفية بالقمع لأن أمن الدولة كان في كل مكان والأمن المركزي كان تحت يديه والآن لم يعد موجودا والمشاكل التي يعتصم الناس ويتظاهرون من أجلها لم يختلقوها وإنما كانت موجودة ومكتومة وبدأ الناس في التعبير عنها، ولهذا أقول إن الرئيس يأخذ فرصته حتي نساءله فالاخوان كانوا ضحايا للأنظمة الحاكمة منذ نشأتهم فليأخذوا فرصتهم كاملة ، لقد فتحنا النور لنري مشكلاتنا بوضوح ولا يصح أن يكون مدير المصنع مليونيرا ويقول للعمال إنه لا يملك المال لزيادة مرتباتهم، عليهم أن يتحاوروا مع العمال ويضعوا أجندة واضحة .مصر بحاجة الي رجل اقتصادي يعرف كيف يتعامل مع ملايين العمال لهذا كنت أفضل أن يكون رئيس الوزراء رجلا اقتصاديا ذا سمعة جيدة أو رجلا سياسيا يفهم في الاقتصاد لأن مطالب العمال التي أسميها اجتماعية وليست فئوية هي نتيجة حاجة موجودة ولن يصبر صاحب الحق دون أمل وبعد أن صبر 17 شهرا دون جدوي. لابد أن أحقق وطلبه أو أقنعه أنني أسعي لتحقيق طلبه لو ان الناس شعرت بالعدل ستصبر ولكن الوزارتين السابقتين برئاسة عصام شرف والجنزوري لم يستردا أموال مبارك وحاشيته وهي تقدر بالمليارات وأنا بنفسي تناقشت مع عدد من المسئولين الأجانب وفي بعض السفارات وعرفت انه كان هناك تقصير متعمد لأن هذه الاموال تتحرك ويصعب تتبعها بمرور الوقت عن طريق البيع والشراء والتداول حتي تختفي فلا يمكن أن ألوم العامل الذي يطالب بزيادة مليمات وأترك من نهبوا المليارات!حسين سالم مثلا سافر من مصر ومعه نصف مليون دولار في حقائبه، انعمال سيراميكا كليوباترا علي حق في مطالبهم لكن أبو العينين يتحدي عماله وتتصاعد اضراباتهم طول الوقت ،والناس علي حق لأنهم لا يجتمعون علي خطأ .
وما رأيك في برنامج المائة يوم الذي أعلنه رئيس الجمهورية؟
كان متفائلا أكثر من اللازم ولو أن كل الخيوط في يديه ربما كان ممكنا ولكنه أعطي وعدا وهو لا يملك كل خيوط اللعبة في يده ،فلا زالت هناك الفلول واتباع مبارك والعسكريين ومن الطبيعي أن يحاولوا تعطيل برنامجه ،فلا يصح أن أكون من انصار الثورة وأنا احاول إرضاء أعداء الثورة، فإذا أراد إرضاء الثورة فإن مطالبها واضحة مصر تريد ديموقراطية وكرامة وطنية وعدالة اجتماعية بينما تتعارض مصالح الفريق الآخر مع هذه المطالب ،فبالنسبة للكرامة فهم يريدون أن يظلوا فوق الناس وبالنسبة للعدالة الاجتماعية فكيف تتحقق وهم مسيطرون علي 20٪ من اقتصاد مصر أما الديموقراطية فهي تعني سيادة القانون وهم يريدون الهرب من العقاب فالمصالح متعارضة ولابد من وجود جهة واحدة يضعها الرئيس نصب عينيه ويعمل علي إرضائها وليس عيبا أن حاكما يحاول أن يرضي شعبه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.