لا أفهم السر وراء مطالبة البعض للرئيس محمد مرسي بالتخلي عن انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين باعتباره أصبح رئيسا لكل المصريين، فمن يطالبون مرسي بالتخلي عن الجماعة يفترضون المستحيل بعينه، فالرجل الذي اقتنع بفكر خاص ونهج معين لسنوات طويلة، وتكبد الكثير من المشاق والمعاناة بسبب هذا الفكر وذاك النهج وتحمل عبء قناعاته ومخاطر انتماءاته كان أقساها تعرضه للاعتقال أكثر من مرة، ومع ذلك ظل محتفظا بأفكاره لم يغيرها، يصعب عليه اليوم بل يستحيل أن يخلع جلده ويترك عباءة جماعة الإخوان ويتحلل من بيعة المرشد العام التي دونها الدم! محمد مرسي أصبح رئيسا لكل المصريين، ولكن الفضل الأول والأخير يحسب للجماعة ومكتب ارشادها، الذي اختاره وكلفه بالترشح لرئاسة الجمهورية بديلا لخيرت الشاطر بعد استبعاده، ونجاح مرسي في الوصول لمقعد الرئاسة ينسب الفضل فيه للإخوان وكوادرهم الذين دعموه وأيدوه ولعبوا دورا كبيرا لكي يتحقق حلمهم في الوصول للمنصب الرفيع، ولذلك فمعظمهم يتصرفون الآن علي أنهم شركاء لمرسي، وهو ما يفسر دفاعهم المستميت وتحمسهم الشديد لكل ما يصدر عنه من أفعال وأقوال وقرارات، وهذا يؤكد أنها تصدر دائما بالتنسيق مع مرشد الجماعة ومكتب ارشادها! وإذا كنا قد تخلصنا من حكم مبارك وديمقراطيته المزعومة وحزبه المشئوم وأبواقه التي دافعت عنه بالباطل .. فإننا نعيش الآن عصر الرئيس مرسي وجماعة الإخوان وديمقراطيتها التي تريد فرضها علينا، وكانت البداية كالعادة بالصحافة التي يتم أخونتها وتكميم أفواهها، وبقية مؤسسات وأجهزة وهيئات الدولة في الطريق، ولكن هذه هي رغبة الإخوان ومشيئتهم ولا راد لمشيئة الجماعة، وهذا يفسر لماذا لم نسمع رأي الرئيس مرسي حتي الآن في ما يحدث للمؤسسات الصحفية؟! ولم نشاهد تعليقا واحدا من متحدثه الرسمي الذي يشعبنا بتصريحاته في الفاضية والمليانة خاصة بعد أن تيقن الجميع أن هذه رغبة جماعة الإخوان المسلمين! اللي تعوزه الجماعة يحرم علي الدولة!