لقد وعدتنا يا دكتور مرسى أنك ستكون رئيساً لكل المصريين بلا إستثناء ، لكن إلى الآن لم يتحقق أى شيئ من هذا الوعد و فيما يبدو أن هذا الوعد لن يتحقق فى يوم من الأيام فكل المؤشرات والقرارات التى تتخذها تدل على أنك مازلت رئيساً للإخوان المسلمين فقط لا غير فأنت مازلت تحيا فى أحضان تلك الجماعة التى ستتخلص منك فى أسرع وقت إذا ما وقفت معارضاً لمصالحها وأهدافها إذا لم يكن الشعب راضياً عنك فهذا هو نهجهم والوقائع والأمثلة على ذلك كثيرة و لا تحصى والتاريخ خير شاهد على ذلك .
إن عدم تخليك عن تلك البيعة التى بايعتها للمرشد العام الذى حلك هو منها أصلاً إلى الآن جعل الشك فى أنك لن تكن سوى رئيساً للإخوان يقيناً ، وأن المؤسسة الرئاسية تدار الأن بأوامر المرشد العام أو خيرت الشاطر ورجاله الذين يحيطون بك فى كل مكان داخل القصر الجمهورى وخارجه إذا شئنا الدقة ، لقد بدأ الندم يدب فى أوصال المواطن المصرى الذى إنتخبك يا دكتور مرسى .
لماذ أصبحت تتوارى عن رعيتك ولم يعد يربطك بهم إلا المتحدث الرسمى لرئاسة الجمهورية الذى يتحدث وكأنه سيد المصريين ، ألم تلحظ أن بوادر حالة الغضب على المصريين ( بإستثناء الإخوان بالطبع الذين بدءوا يحيطونك بهالة من التقديس والتبجيل الكاذب بعد أن لقبوك بلقب فاروق العصر !!! ) قد بدأت تظهر وتتضح أمام قصرك الجمهورى يا دكتور مرسى .
إن قرارك الذى إتخذته بعودة مجلس الإخوان المنحل بقوة القانون ثم رجوعك عن ذلك القرار يدل على أن مستشارينك من الإخوان يجب أن تتخلص منهم على الفور بعد أن تسببوا فى إنخفاض شعبيتك لدى المواطنين بشكل ملحوظ بعد تلك الإضطرابات التى حدثت بلا أى داعٍ ، يا سيادة الرئيس يجب أن تتخذ خطوات حاسمة من شأنها إثبات أن ولائك قلباً وقالباً وعقلاً وفكراً للمصريين جميعاً وليس للإخوان فقط بلا أى إستثناء وهذا من حقنا عليك فأنت رئيس لنا جميعاً وهو ما نشرف به كما من شأن تلك الخطوات أن تهدئ النفوس التى إمتلئت إضطراباً وقلقاً وأول هذه الخطوات هى :
1- أن تُحِل نفسك على الفور من بيعتك للمرشد العام فلن تهدأ نفوس المصريين قبل إتخاذ هذه الخطوة الهامة .
2- إصدار قرار جمهورى مع ذلك البيان الرئاسى الذى تم الإعلان عنه منذ أيام قليلة بحل مجلس الإخوان ( الشعب ) مثلما تم إصدار قرار جمهورى بعودته من قبل .
3- الإفراج الفورى عن معتقلى الثورة بالكامل و الذين كان من المفترض الإفراج عنهم فور تسلمك قيادة سفينة الوطن لكن ما حدث هو أن هؤلاء الأبطال مازالوا قيد الإعتقال حتى الآن ، بل أن هناك من تمت محاكمتهم عسكرياً فى عهدك يا دكتور مرسى ولم تتخذ أى إجراء إلى الآن حيال تلك المحاكمة بعد أن وعدتنا من قبل بعدم محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية بعد ذلك .
4- إتخاذ إجراءات القصاص الفورى لشهداء الثورة حسبما وعدت يا سيادة الرئيس .
5- القضاء على كل محاولات أخونة الدولة التى تجرى الآن على قدم وساق .
6- سرعة المبادرة بعقد المصالحة الوطنية التى تأخر عقدها أكثر من اللازم .
7- أن يتم إختيار معاونيك على أساس الكفاءة لا على أساس إنتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين أو حزب الحرية والعدالة .
8- جمع مختلف القوى الوطنية والثورية حولك فهم خير سند ومعين لك وهم خير من سيشير عليك وحتى يشعر الشعب أنك رئيساً لكل المصريين بحق .
9- سرعة الإنتهاء من تشكيل الحكومة على أن تكن حكومة إئتلافية و التخلى عن فكرة إعطاء نسبة ال 50 % من الحقائب الوزارية لحزب الحرية والعدالة وحده فقط بعد أن أعلنتم أنها لن تزيد عن 30 % من قبل فكيف يمكن أن تكن هناك حكومة إئتلافية يحصل فيها حزب واحد فقط على نصف حقائبها وبقيىة الإحزاب ومختلف القوى الوطنية والثورية على بقية النصف الآخر .
فإين العدالة والمساواة فى ذلك !!! ؟
وأين هو ذلك الإئتلاف المزعوم !!! ؟ 10 – سرعة التدخل للإفراج عن الصحفية المصرية المعتقلة شيماء عادل من قبل السلطات السودانية منذ إثنى عشر يوماً وذلك من أجل الحفاظ كرامة أبناء الوطن فى الخارج وقد وعدت سيادتك من قبل قائلاً أنه لن يهان مواطن مصرى فى داخل الوطن أو خارجه .
- يا دكتور مرسى إن الشعب المصرى هو الذى أجلسك على مقعد الحكم وليس الإخوان المسلمين إن ال 12 مليون صوت الذين حصلت عليهم غالبيتهم من مواطنين لم ولن ينتموا فى يوم من الأيام لجماعة الإخوان فلا تخيب فيك رجائهم .
- يا دكتور مرسى إن الشعب المصرى هو الذى سيدعمك ويشد من أزرك وسيفديك بروحه إذا إستشعر أن ولائك له فقط وإذا إستشعر أنك تعمل من أجل تحقيق أهدافه ومصالحه وليس من أجل تحقيق أهداف و مصالح الجماعة .
- يا دكتور مرسى إن الشعب المصرى الذى أطاح وخلع الطاغية الذى تجبر وطغى فى البلاد قادر أن يعيد الكرّة مرة أخرى لكن الفارق الوحيد اليوم إن إنتظاره لن يطول فالكرّة هذه المرة ستكون أسرع ممن يتوقع أى أحد مالم يشعر الشعب ويلمس بنفسه أن التغيير للأفضل قد بدأ .
- يا دكتور مرسى تقوى بالله ثم بشعبك ولا تخضع لأى ضغط من الجماعة قد تمارسه عليك فالشعب أقوى وأكبر وأعظم من أى جماعة وإذا ساندك لن يستطيع كائن من كان أن يقف فى وجهه ، وإذا تخلى عنك وغضب عليك فلن تستطيع الجماعة أن تحرك ساكناً حياله .
صدقنى يا دكتور مرسى إن الشعب هو الجواد الرابح دائماً وأى رهان على غيره هو رهان محكوم عليه بالخسران المبين .
من أجل ذلك أقول لك يا دكتور مرسى أما آن أن تفعلها وتعلن تخليك عن إنتمائك وولائك للجماعة قولاً وفعلاً ؟ ( للثورة أعين تراقب وضمائر تحاسب )