مؤمن خليفة إذا كان مجلس الشوري حقا يريد الإصلاح في موضوع اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية فعليه بتطبيق تلك المعايير التي وضعها بنفسه .. وعليه بالحفاظ علي قوام الصحف الناجحة والإبقاء علي رؤساء تحريرها إن كانوا حقا صادقين ! هل من المعقول أن يحصل ياسر رزق رئيس تحرير " الأخبار" علي اثنين من عشرة وهو الصحفي المناسب في الزمن المناسب من جرؤ علي إعطائه تلك النتيجة وهو صاحب انجح تجربة صحفية في مصر خلال الربع قرن الماضي باعتراف كل الزملاء الصحفيين . من جرؤ علي أن يعطي تلك النتيجة لصحفي يصحو ويستيقظ علي تطوير " الأخبار" .. يتنفس الصحافة حبا .. هو الأنبه .. هو الأذكي .. هو الأسرع في اصطياد الخطأ .. هو الألمح في اختيار الخبر المهم .. من يجلس يوميا في صالة تحرير " الأخبار" لعله يلاحظ ذلك الشاب الأربعيني وهو يمسك بقلمه يحدد مستقبل وملامح عدد الغد بكل أدب وتواضع .. يأخذ رأي الصغير قبل الكبير ولا يتأفف أن تصلح له عنوانا أو تضع أمامه ملحوظة .. هذا الشاب الذي جاء بعدنا بسنوات عشر لا يشغله شيئا سوي " الأخبار" بيته الأول والثاني .. لا يغادرها إلا عند الفجر .. هكذا كنا أيام ثورة 25 يناير .. ندخل المبني قبل الظهر ونظل بداخله حتي انبلاج الصباح .. هذا الشاب يستحق أن يستمر في تجربته الرائعة التي صعدت بالأخبار إلي الصفوف الأولي واستطاع أن يصل بتوزيعها إلي أربعة أضعاف رقمها السابق .. هذا النجاح الهائل تبعته نهضة إعلانية كبري ضخت أموالا لخزينة المؤسسة تساهم في تحسين دخول أسر العاملين .. إلا ياسر رزق .. رئيس التحرير الذي سبق بالأخبار كل الصحف في فترة وجيزة شهد لها الجميع .. إذا ترك ياسر "الأخبار " فسوف نخسره جميعا وسوف يكسبه غيرنا. نحن لا نريد من مجلس الشوري سوي العدل في حسن الاختيار والصدق في الأداء فليس من المعقول أن يخرج أسم ياسر رزق من الاختيار وهو صاحب أفضل تجربة صحفية في مصر . للأسف الشديد فكل الدلائل تشير إلي رغبة دفينة في التخلص من ياسر رزق عقابا له علي نجاحه وإفساحه المجال لكل الآراء في " الأخبار" ما بين مؤيد ومعارض حتي غدت صفحات الآراء الحرة عبارة عن بستان متنوع الاتجاهات والآراء . كانت هناك شكوي من بعض الآراء التي أغضبت جماعة الإخوان ولكنها آراء تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الجريدة ويجب الا يغضب أحد من تعدد الآراء خاصة ونحن نخوض تجربة ما بعد ثورة يناير التي استفاد منها الجميع الا الجماعة الصحفية نظرا لانشقاقها علي نفسها وعدم اتحادها وتهاونها في حقوقها وتفلسف بعضهم وما يحدث لها الأن نتيجة حتمية لتخاذلها ! هل كل ذنب ياسر رزق أنه نجح وحاول مع زملائه فأفرزت التجربة " أخبار جديدة" أعادت الينا مجد السبعينات حينما كانت صحف أخبار اليوم هي صحافة الملايين وفرحنا من جديد بأنفسنا فلماذا يصر مجلس الشوري علي انتزاع فرحتنا . نحن لسنا ضد أي من الزملاء من يأتي بعد ياسر رزق فكل الزملاء في " الأخبار " لهم كل التقدير والاحترام ولكن " موقف" المجلس غريب ولا ينم عن خير علي الإطلاق . الا ياسر رزق .. اتركوه يستكمل ما بدأه في " الأخبار" .. اتركوه يستكمل نجاحه فالأخبار جزء منه ومنا وأكرر مرة أخري .. نحن الخاسرون يا مجلس الشوري إذا ذهب ياسر رزق بعيدا عن الأخبار وسوف تكسبه صحف أخري تعرف كيف تستفيد منه لتنافس الصحافة القومية ... أقصد صحافة الشوري !