جلال عارف كنت علي ثقة بأن الزميل العزيز صلاح منتصر لن يخون ضميره المهني. وعندما ناقشت معه من البداية أمر قبوله المشاركة في هذه اللجنة البائسة التي تختار المرشحين لرئاسة تحرير الصحف القومية، كان تقديره انه قد يستطيع ان يمنع شرا يهدد الصحافة، وكنت أري ان المؤامرة واضحة والوقوف ضدها ليس فقط واجبا مهنيا، بل هو واجب وطني، لأن من يخططون للاستيلاء علي الصحافة المصرية لا يفعلون ذلك إلا كخطوة للاستيلاء علي مقدرات الوطن والتحكم في كل مؤسساته. بعد معاناة طويلة استقال صلاح منتصر من اللجنة المشئومة، وفضح في استقالته بعض ما يجري فيها من مهازل من لجنة جاءت لهدف محدد وهو تنفيذ سيناريو توريث الصحافة القومية من الحزب الوطني المنحل لجماعة الاخوان المسلمين وحزبها »الحرية والعدالة« وكأنه لم تكن هناك ثورة يناير، ولم تكن هناك صحافة ناضلت وكافحت، وتستحق الآن ان تتحرر وتستقل، لا أن تورث بهذه الطريقة المفضوحة! ولم يكن موقف الجماعة الصحفية الرافض لهذا المخطط دفاعا عن مصالح شخصية، بل كان رفضا لتوريث مؤسسات الوطن والاستيلاء علي مقدراته، وكان أيضا رفضا للتعامل المهين مع صحافة مصر بكل تاريخها، ومع مؤسسات صحفية كانت وستظل رغم كل المؤامرات قلاعا للدفاع عن الحرية وساحات للحوار الوطني ومنارات للفكر المقاوم للتخلف والارهاب. إن ما يحدث هو جريمة مع سبق الاصرار والترصد ضد الصحافة، وضد الديمقراطية، وضد دولة المؤسسات التي نسعي اليها.. نحن أمام مجلس شوري باطل، يختار لجنة باطلة، يضع لها معايير هزلية، ويعطيها سلطات بلا سند من القانون.. والنتيجة لجنة يرأسها مهندس لا علاقة له بالصحافة، وتضم غالبية من حزب الحرية والعدالة، والهدف هو السيطرة علي كبري الصحف المصرية وأعرقها واكثرها نجاحا وتأثيرا. انها جريمة مع سبق الاصرار والترصد. اصفار تعطي اصفارا لقامات صحفية تقود تجارب عظيمة النجاح كما تحقق في »الاخبار« بقيادة الموهوب ياسر رزق، وفي غيرها من المؤسسات الصحفية الكبري. قلت قبل ذلك إن هذه اللجنة لا تصلح لاختيار مسئول عن معمل طرشي، وليس رؤساء تحرير صحف بحجم »الاخبار« و»الاهرام«. وقد رفض المجلس الأعلي للصحافة بالاجماع »باستثناء رئيسه« هذا العبث، ورفض أيضا مجلس نقابة الصحفيين، وعارضت الجماعة الصحفية، ومع ذلك تستمر الجريمة!! لا بأس.. انهم لا يقرأون التاريخ، ولو فعلوا لأدركوا أن مصير هذه المحاولة لن يختلف عن مصير كل المحاولات السابقة ضد حرية الصحافة واستقلالها منذ اسماعيل صدقي واسطفان باسيلي وحتي الآن. التحية للزميل العزيز صاحب الضمير المهني صلاح منتصر، والعار لكل من يشارك في هذه الجريمة!!