حسن حمدى - انور صالح - هانى ابو ريدة بشكل ينذر بتفجر الموقف، تصاعدت الاحداث المحيطة بالاتحاد المصري منذ صدور القرار القنبلة للمحكمة الدولية بإلغاء هبوط المصري، فالحادث الذي وقع فجر أمس الاول - الجمعة - بالهجوم علي مقر الاتحاد ومحاولة إحراقه بزجاجات المولوتوف والشماريخ النارية، ما هو إلا مؤشر شديد الارتفاع للموقف المشحون الذي آل إليه الوضع بعد قرار المحكمة الدولية، وإذا كان الحادث لم يحقق المطلوب منه بإحراق مقر الاتحاد، إلا أن الرسالة بدت غاية في القوة وتنذر بالمزيد من التصعيد خلال الايام القليلة المقبلة في ظل حالة من الاحتقان الشديد بين إدارة النادي الاهلي - أول المعترضين علي قرار المحكمة الدولية - ووسط قناعة ثابتة وراسخة لدي مسئولي القلعة الحمراء وجماهير الالتراس بأن إتحاد الكرة لعب دورا ما لأن تصدر المحكمة الدولية هذا القرار إما بمعاونة إدارة النادي المصري في اللجوء للمحكمة الدولية أو بالتقاعس في حماية قرار هبوط المصري الذي كانت قد أصدرته لجنة التظلمات، وزاد من حدة الاحتقان التصريحات التي رآها النادي الاهلي وجماهيره أنها مستفزة والتي أدلي بها مسئولو الجبلاية في أعقاب إلغاء هبوط المصري بالترحيب والاشادة بالقرار والتأكيد علي أنه القرار الصواب وأن الاتحاد المصري كان قد إتخذه من قبل لكنه لم يعجب إدارة النادي الاهلي فتظلمت منه لدي لجنة الاستئناف بالاتحاد التي أصدرت حكما مخالفا للوائح وهو هبوط المصري.. والجدل الدائر حاليا ينبئ بتضاعف حدة الاحتقان خاصة بعد التصريحات الساخنة التي أدلي بها الكابتن عزمي مجاهد مدير الاعلام والمتحدث الرسمي بالاتحاد المصري عقب الحادث ووجه فيها إتهامات صريحة لاثنين من أعضاء مجلس إدارة النادي الاهلي حملهما فيها مسئولية الهجوم علي مقر الاتحاد، بالاشارة إلي أن تصريحاتهما ضد الاتحاد بعد صدرو قرار المحكمة الدولية حملت تحريضا صريحا للجماهير، بل أنه زاد علي ذلك بإتهام إدارة الاهلي بالفشل في متابعة القضية وقال أن مسئولي الأهلي قد علقوا خيبتهم علي شماعة الاتحاد من أجل إبعاد الضوء عنهم أمام جماهيرهم بأنهم أول المسئولين عن هذا الحكم.. الازمة وانتخابات الجبلاية: وإذا كانت تلك الازمة يبدو واضحا فيها طرفا الخلاف وهما النادي الاهلي برئاسة الكابتن حسن حمدي واللجنة المسئولة عن إدارة شئون الاتحاد برئاسة الكابتن أنور صالح، إلا أن هناك طرفا ثالثا شديد الصلة بالازمة وهو المهندس هاني أبوريدة عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) والذي يراه مسئولو الاهلي وجماهيره أنه صاحب الدور الخفي في إلغاء عقوبة هبوط المصري بإعتباره أحد أبناء مدينة بورسعيد التي يتبعها النادي المصري فضلا عن علاقته شديدة القوة بكامل أبوعلي رئيس النادي، ثم الاهم من هذا أو ذاك هو تأثيره القوي علي اللجنة التنفيذية التي تدير الجبلاية وأنه - أي أبوريدة - هو الذي حرضهم علي عدم إيفاد أحد من موظفي الاتحاد إلي المحكمة الدولية ليدافع عن قرار الهبوط ويحميه، ولم يخف مسئولو الاهلي هذا الموقف بل أعلنوه وأكده أكثر من مسئول بالنادي بأكثر من وسيلة إعلامية.. وبعيدا عما إذا كان أبوريدة لعب دورا في القضية أم لا، فإن مسئولي الاهلي بدأوا يتعاملون مع الموقف علي ما يعتقدونه بوجود دور لأبوريدة، وهو ما يعني أن خلافهم لن يكون فقط مع لجنة الجبلاية وإنما سيمتد ليصل إلي أبوريدة أيضا، بل أن ما يدور في الكواليس يشير إلي أنها مع أبوريدة فقط لوجود خلاف آخر وقع مؤخرا بين رئيس الاهلي وأبوريدة بسبب رابطة الاندية المحترفة التي تم تأسيسها قريبا وقد تسبب في هذا الخلاف عمرو وهبي عضو هذه اللجنة والمحسوب علي أبوريدة بعد أن قام وهبي بتغيير بعض البيانات التي إتفقت عليها الرابطة ووضعتها في ملف تم إرساله للفيفا.. ويعتقد البعض أن هذين الخلافين الشديدين بين الاهلي وأبوريدة سيكونان لهما دور في موقف الاهلي من إنتخابات الجبلاية القادمة التي تجري يوم 30 أغسطس المقبل ويخوضها أبوريدة علي منصب الرئيس، وإذا لم يتم الفصل في هذين الخلافين خلال الايام القريبة القادمة، فالمؤكد أن إدارة الاهلي سيكون لها حضور قوي في تلك الانتخابات ليس فقط بالانحياز لأحد منافسي أبوريدة وهما الكابتن أسامة خليل والزميل الصحفي لطفي السقعان، وإنما بمحاولة إسقاط أبوريدة، أو علي الاقل المساعدة في الاطاحة به قبل الانتخابات من خلال الطعون التي قدمها ضده أسامة خليل . هذا وكانت إدارة الجبلاية قد أرسلت أمس خطابا إلي وزارة الداخلية تطالبها بتخصيص قوة أمن لحماية مقر الاتحاد من أي إعتداءات أخري، وقال عزمي مجاهد أن وجود هذه القوة أصبح مطلبا مهما للغاية ليس فقط لحماية منشأة رياضية بحجم الاتحاد المصري، وإنما لحماية أرواح كل من يعمل أو يزور الاتحاد، مؤكدا أن ما حدث فجر أمس الاول هو كارثة بكل المقاييس وكارثيته ليس في محاولة التدمير والاحراق، وإنما في التكريس لفكرة إستخدام البلطجة والارهاب للضغط علي مؤسسات الدولة لتحقيق مطالب خاصة .