بعد أقل من 42 ساعة، تراجع المهندس هاني أبوريدة نائب رئيس اتحاد الكرة عن الاستقالة التي تقدم بها لمجلس الإدارة أمس الأول، ومثلما لم يكشف أبوريدة عن الأسباب والدوافع التي دعته لتقديم الاستقالة جاء أيضا عدوله عنها دون أسباب واضحة نعرف منها سر هذا التراجع السريع.. وعلمت ان حازم الهواري عضو مجلس الإدارة هو الذي بذل مجهودا خارقا للتوسط بين سمير زاهر رئيس الاتحاد ونائبه أبوريدة للصلح بينهما وإزالة الخلافات الدائرة بينهما لكي يتراجع أبوريدة، وبعد جلسة استمرت عدة ساعات أغلق فيها الثلاثة تليفوناتهم المحمولة وابتعدوا فيها تماما عن كل الانظار تم الاتفاق علي اخراج الصيغة التي يتم الاعلان بها عن رجوع أبوريدة في استقالته دون جرح كرامته أمام الرأي العام، حيث تم الاتفاق علي ان يدعو سمير زاهر لجلسة عاجلة لمجلس الإدارة »عقدت أمس« يتخذ فيها المجلس قرارا برفض استقالة أبوريدة. وبعيدا عما تم الاتفاق عليه سرا من أمور أخري دعت أبوريدة للاستدارة للخلف بكل هذه السرعة والقوة الا ان اللافت في الأمر هو المجهود الخارق الذي بذله حازم الهواري لأداء دور »حمامة السلام« بين زاهر وأبوريدة من أجل إثناء الأخير علي قرار الاستقالة، حيث لم نر للهواري نفس هذا المجهود ولا حتي نصفه مع ثلاثة من مسئولي المجلس كانوا قد تقدموا من قبل باستقالاتهم من المجلس وهم المهندس محمود طاهر والكابتن أيمن يونس والمهندس محمود الشامي!! من جانب آخر وعلي صعيد الأزمة التي شهدها استاد القاهرة أمس الأول باشتباك جمهور الأهلي مع قوات الأمن، قال زاهر ان ما حدث يمثل كارثة كبري تنذر بكوارث أكبر وأكثر خطورة في المستقبل القريب إذا لم تكن هناك قرارات ومواقف حاسمة.. وقال انه سبق وحذر من حدوث مثل هذا الأمر لكن الكلام لم يحظ بالجد عند الإعلام والجهات المسئولة ومن ثم الجماهير، مؤكدا ان حالة الاحتقان الشديدة التي تشهدها العلاقة بين الجماهير المصرية عامة والشرطة كانت تنذر بما وقع وأكثر. وأكد زاهر انه سيجري اتصالاته بوزير الداخلية لترتيب لقاء معه ليس فقط لبحث ما حدث في مباراة الأهلي وكيما أسوان أمس الأول، وإنما للاتفاق علي وضع التصورات والخطط التي يمكن بها تفادي مثل هذه الاشتباكات في المباريات القادمة، وتساءل زاهر وهو في قمة الدهشة: إذا كان الوضع هكذا وفي مباراة سهلة الأهلي فائز فيها بأربعة أهداف، فكيف سيكون الحال في المباريات الصعبة التي ربما يتعادل أو يخسر فيها الأهلي؟!.. ويؤكد سمير زاهر ان الإعلام الفضائي يتحمل الجزء الأعظم من مسئولية هذا التسخين بين الجمهور والشرطة، مشيرا إلي أن كثيرا من مقدمي البرامج والضيوف بالقنوات الفضائية يعمدون إلي اثارة وتحريض الجماهير مع أي مناسبة وضد أي حد، عندك مثلا -والكلام لزاهر- التهديدات التي تلقاها اتحاد الكرة من بعض مسئولي الاندية عبر بعض الفضائيات للتجمهر والتظاهر ضد مسئولي اتحاد الكرة لتحقيق بعض المطالب.. ويختتم زاهر كلامه بالتأكيد علي انه لابد من وقفة جادة من الجميع قبل أن تقع كارثة كبري يصعب معها الحل أو العلاج.