جلال دويدار ليس من تعليق علي اعتراض جماعة الإخوان علي حكم الدستورية العليا بحل مجلس الشعب سوي بأنه تهور وسوء تقدير وفقدان للمسئولية. ان اعضاء الجماعة ورافدها السياسي حزب الحرية والعدالة يرتكبون جريمة كبري بهذا التشكيك الذي يتسم بالفوضوية.. في قضاء مصر والذي فشلت محاولاتهم لترويضه والسيطرة عليه. ان حيثيات حكم الدستورية تستند إلي انتفاء عدم المساواة في قانون انتخاب مجلسي الشعب والشوري بسبب مشاركة الأحزاب للمستقلين في المنافسة علي ثلث المقاعد وقد جاء هذا التعديل المشوب بالعوار الدستوري نتيجة ضغوط جماعة الإخوان ومعها القوي السياسية الأخري التي دفعها الطمع إلي محاولة حرمان المستقلين من حق دستوري في المساواة. أمام هذا الموقف الذي يتسم بالرعونة من جانب جماعة الإخوان أقول انه ومع الإقرار بحق أي مواطن أو مجموعة مواطنين في التعبير عن رأيهم سلمياً إلا أن المصلحة الوطنية تقتضي التحذير كل التحذير من المساس بالقضاء المصري الذي يلتزم بالاستقلالية والعدالة فيما يصدره من أحكام . ان حكم حل مجلس الشعب ترزي القوانين الاخوانية القائمة علي تصفية الحسابات وخدمة المصالح الشخصية للجماعة.. يعد رداً إلهياً عادلاً علي جحود جماعة الاخوان وجشعها سعيا الي الهيمنة والتسلط وممارسة سياسة الاقصاء لعباد الله. إنهم لم يكتفوا بما أنعم به الله عليهم بالخروج من السجون وإتاحة الفرصة لهم للاستيلاء علي مجلسي الشعب والشوري.. وإنما دفع بهم التعطش للسيطرة علي كل شئون مصر إلي أن تكون لهم اليد العليا في إعداد دستور كل المصريين وأن يكون أحدهم رئيساً لمصر وأن تسند إليهم كذلك تشكيل الحكومة. إن توحشهم للسلطة كان وراء معركتهم مع قضاء مصر الشامخ لصالح خدمة مصالحهم. إلي كل شرفاء مصر الذين يتمنون الخير لها ويتطلعون إلي استعادة مكانتها التي فقدتها علي مدي عقود من الزمن نتيجة الانفلات الأخلاقي والفسادي وأطماع التوريث أقول: لقد استجاب الله جلّت قدرته لدعائكم ورعشات قلوبكم التي روعها هجوم التتاريين الذين نشروا الفوضي وروح الفتنة بين صفوفكم. عليكم أيها الشرفاء أن تؤمنوا وتدركوا أنه لا عودة للماضي ولا مجال لأن يكون بيننا سوي من يدين بالانتماء والولاء لهذا الوطن ويعمل علي خدمته ويضحي من أجل تقدمه ونهضته. لا مجال للاستماع إلي ما يقوله المخادعون الذين لا يبغون صلاح هذا الوطن وانطلاق ثورته بأهدافها في الإصلاح والتغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير العيش الكريم لكل أبنائه. لا نهوض ولا انطلاق لهذا الوطن دون حب وإيمان الجميع بمقوماته وتراثه وإمكاناته. إنه يحتاج إلي مساهمة كل مخلص في عملية إعادة البناء واستعادة المكانة والعظمة التي تليق بتاريخه وتراثه. يا شرفاء مصر: إنكم تستحقون أن تفخروا بمصريتكم مهما حاول المروجون الذين يحاولون دفع اليأس إلي نفوسكم.. كفاكم أنكم كنتم وراء نجاح ثورة سلمية بيضاء أسقطت نظاماً وعليكم الحفاظ علي دولة مصر العظيمة والتي ستتعافي بسواعدكم وتنطلق إلي آفاق المستقبل المشرق بإذن الله. إنكم مطالبون بأن تكونوا عنصراً إيجابياً في الموكب الوطني لبناء مصر الجديدة.. هذا يتطلب مزيداً من الحب وتعظيم الإنتاج والتعاون واليقظة الكاملة ومتابعة الالتزام بمبادئ الثورة وأهدافها. إن أمامنا جميعاً طريقاً طويلاً وعملاً هائلاً من أجل إعادة البناء السليم خاصة أن الله وعلي هدي تطورات الاحداث أراد جلت قدرته أن يقول للجميع إن مصر التي ذكرها في كتابه المبين ستظل محمية من كل سوء إلي يوم الدين.