جمال الغىطانى نعم المذبحة التي بدأها مجلس الشوري امس للصحافة يجب وضعها في سياقها. لقد اسفرت الانتخابات البرلمانية عن نجاح التيار الديني، خاصة جماعة الاخوان. سيطرت علي مجلسي الشعب والشوري. ورغم ان الظروف تراجعت، وتغير الواقع. فان هذا الوضع ما زال قائما، انه خطوة في تقدم الجماعة لاحتواء الدولة المصرية وتغيير هويتها، تأسيس الدولة الدينية التي ستنتهي باعلان الخلافة. انه المشروع الرئيسي للاخوان منذ عام 1928، احدي ضرورات المشروع السيطرة علي المؤسسات التي تشكل الدولة. خاصة الداخلية والاعلام والقضاء »النائب العام احد الاهداف الهامة للاخوان« وبالطبع الجيش، الآن بدأت معركة الاعلام. السيطرة علي المؤسسات القومية، خاصة الاهرام واخبار اليوم ودار الهلال والجمهورية وروزاليوسف، بدا هذا واضحا منذ مجئ الدكتور الصيدلي احمد فهمي الذي ورث مجلسا هلاميا، لا وظيفة ملموسة له إلا السيطرة علي الصحافة، الخطوة الاولي وضع معايير جديدة لاختيار رؤساء التحرير. الشروط سوف اوردها مفصلة حتي يقف الصحفيون علي الكارثة التي تحدق بهم وهم في حالة صمت غريبة، وبدون رد فعل وكأنهم منقطعو الصلة بالشعب المصري الذي لا يقبل الاهانة ويرفض التجاوز علي اي مستوي، واضرب مثالا بالنائب السلفي المتهم بارتكاب الفعل الفاضح، كان الاتجاه هو جره بدون محضر. لكن الجمهور هو من اجبر الشرطة علي بدء خطوات الاتهام. الدكتور الصيدلي صهر المرشح الرئاسي ورئيس حزب الاخوان يوجه الاهانة تلو الاخري الي الصحفيين فيعترض علي مقال لكاتب كبير وشجع هذا بعض الآخرين، فقرأنا اول امس في اخبار اليوم لاحد مساعديه يهاجم مؤسسة رزواليوسف لانها تتخذ موقفا ناقدا لجماعة الاخوان ويطالب السيد الذي اطالع اسمه لاول مرة بنشر مقالات مؤيدة. هذا تدخل علني في التحرير لم يحدث في احط الفترات التي مررنا بها، اما الشروط التي وضعت لاختيار رؤساء التحرير فقد صيغت بحيث تنطبق علي اشخاص محددين وتقصي آخرين، وساهم في ذلك النقيب الحالي اخواني الاتجاه. اما معايير الاختيار فتحوي شروطا غريبة مناقضة لكل ما عرفته الصحافة المصرية. وتمهد لأخونة المهنة وطرد الموهوبين منها وافساح الطريق لمن تربوا علي السمع والطاعة.