ياسر رزق يقيني أن المصري مهما تواضع حظه من التعليم وعاني في معيشته ، لن يفرط في أغلي ما يملك وهو إرادته في هذه الانتخابات.. بارت تجارة العرّافين! لا أحد يستطيع أن يقطع -علي وجه اليقين- بمن سيكون رئيس مصر القادم، ولا أن يجزم نهائيا بمن سيصبحان طرفي جولة الإعادة إذا اقتضتها نتائج الجولة الأولي للانتخابات. أقصي ما يمكن توقعه أن الفائز سيكون واحدا من خمس شخصيات ترددت أسماؤها أكثر من غيرها في أحاديث الشارع المصري وتفوقت علي غيرها في استطلاعات الرأي رغم تضارب نتائجها، وتصدرت نتائج تصويت الناخبين المصريين خارج البلاد. وأقرب ما يمكن الرهان عليه هو ترجيح احتمال الإعادة علي احتمال الحسم من أول جولة، علي أساس احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة البارزين، وانتماء أكثر من مرشح لنفس التيار السياسي أو المعسكر الانتخابي. المسألة الوحيدة التي يتفق عليها أصحاب التوقعات المختلفة والآراء المتعارضة والتفضيلات المتنوعة هي أن الإقبال علي لجان التصويت في هذه الانتخابات سيفوق حجم الحشود الهائلة التي شهدتها انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وربما يحقق رقما قياسيا يزيد علي معدلات التصويت في الديمقراطيات العريقة. اليوم وغدا.. يذهب المصريون لانتخاب رئيسهم بإرادتهم الحرة. لأول مرة نبدي رأينا في اختيار الحاكم ونحن نثق أن أصواتنا ستكون هي الفيصل في تحديد النتائج. لست مع من يتخوفون من محاولات لي إرادة البسطاء ومحدودي التعليم بفعل الضغوط خارج اللجان أو التوجيه داخلها لصالح مرشح أو آخر، ولست مع من يخشون أن تتأثر نتائج الانتخابات بالفقراء المؤلفة أصواتهم تحت إغراء أوراق نقد أو أكياس أرز. يقيني أن المصري البسيط أحرص من غيره علي كرامة صوته، وهو يعلم أن من يريد أن يشتري رأيه ينتظر من كرسي الرئاسة أضعاف أضعاف ما أنفقه للوصول إليه. يقيني أن المصري مهما تواضع حظه من التعليم وعاني في معيشته، لن يفرط في أغلي ما يملك وهو إرادته، فقد يحصل علي ورقة البنكنوت أو أكياس الطعام، وقد يقول له أحد انتخب هذا ولا تنتخب ذاك، لكنه سيقف وراء الستار ليحكم ضميره ويعطي صوته بملء إرادته للمرشح الذي يثق في نزاهته وإخلاصه وقدرته علي استنهاض الهمم وقيادة مصر الثورة نحو المستقبل. سوف أختار المرشح الذي أراه الأصلح، وسوف تنتخب أنت المرشح الذي تعتبره الأصلح. ليس مهما من يفوز.. المهم أن نتقبل النتائج ما دامت الانتخابات نزيهة ، واعتقادي أنها لن تكون إلا كذلك ، وأن نقف بجانب الرئيس المنتخب بقلوبنا وأن نسانده بكل إخلاص في مهمته الشاقة والعسيرة. ليس مهما أن يكون الفائز ليبراليا أو إسلاميا أو يساريا، المهم أن يعرف أنه لولا ثورة الشعب ولولا دماء الشهداء ما أصبح رئيسا، والأهم ألا ينسي أننا نستطيع بعد 4 سنوات -وربما أقل- أن نغيره ونختار غيره.