الترويج لأن الانتخابات سوف يجري تزويرها، تكتيك معروف كانت تلجأ اليه احزاب المعارضة في العقود الماضية لتبرر النتائج الضعيفة التي تتوقعها، فإن فشل مرشحوها فالسبب هو التزوير، واذا نجح بعضهم قالت انهم نجحوا رغم ما جري من تزوير! قبل الانتخابات الماضية.. كانت جماعة الاخوان المسلمين »المحظورة او المنحلة سمها ما شئت« أعلي الاصوات زعما بأن الانتخابات مزورة من قبل أن تتم وعندما فوجئت قيادات الجماعة بحصول مرشحيها علي 88 مقعدا نتيجة ظاهرة التصويت الانتقامي للناخبين ضد بعض مرشحي الحزب الوطني في عدد من الدوائر، قالت إن الجماعة كانت ستحصل علي مقاعد أكثر لولا التزوير! هذا التكتيك مازالت تمارسه قيادات الجماعة الآن وتركز عليه في هذه الانتخابات، فهي تدعي سلفا أن الانتخابات ستكون مزورة، لأنها تعلم يقينا أن فرص مرشحيها أضعف كثيرا مما كانت عام 5002، لأسباب مختلفة أبرزها أن نوابها لم يقدموا الاداء البرلماني الذي كان ينشده الناخبون، وأن بعضهم غاب عن الدوائر منذ انتخابه، وبعضهم أهمل دوره في تقديم الخدمات للدائرة وأبنائها، هذا الي جانب استيعاب الحزب الوطني وأحزاب المعارضة لدروس الانتخابات الماضية التي اتت بنواب الصدفة الي قبة البرلمان برغم ان معظمهم لم يكن معروفا ولم يكن له نشاط سياسي في دوائره. تعرف قيادات جماعة الاخوان بحكم خبرتها التنظيمية وقراءتها لمسار العملية الانتخابية بالدوائر ان نصيب مرشحيها من مقاعد البرلمان سيتقلص بشدة، لذا تبرر مقدما النتائج المتوقعة لمرشحيها، بأنها ترجع الي تزوير الانتخابات! علي أن هناك عاملا أهم وراء المزاعم التي اخذت ترددها قيادات الجماعة عن تزوير الانتخابات علي مدي الايام التي سبقت التصويت، وهو الرغبة في تيئيس الاغلبية الصامتة من الناخبين واحباط الجماهير، حتي لاتذهب الي اللجان مادامت اصواتها ستهدر وارادتها سيجري تزييفها! الجماعة لها مصلحة أكيدة في عزوف الناخبين عن الذهاب الي صناديق الاقتراع، فهي تعرف أن الغالبية الكاسحة من المواطنين ضد افكارها المناهضة للدولة المدنية ولتداول السلطة وللمساواة بين ابناء الشعب دون تفرقة اساسها الدين او الجنس. لهذا تسعي من وراء هذه الادعاءات الي الحد من اقبال الناخبين علي اللجان لادني درجة ممكنة، كي تخلو الساحة لها في مختلف الدوائر لتحشد أنصارها المنظمين من اجل التصويت لمرشحيها وزيادة فرصهم في النجاح في غيبة الكتلة الرئيسية من الناخبين! لست اجد أي مصلحة للسلطة في تزوير الانتخابات كما تدعي قيادات الجماعة، فالحزب الوطني متجه الي تحقيق اغلبية مريحة، والمنافسة الحقيقية في عدد كبير من الدوائر هي بين مرشحي الوطني بعضهم البعض، وليس من مصلحة السلطة اقصاء مرشحي المعارضة الشرعية علي غير ارادة الجماهير ولست اجد في الاداء الهزيل لنواب الاخوان في دورة »5002 0102« ما يدفع بالسلطة الي تزوير الانتخابات لاسقاطهم كما يدعون! اذا كنت لم تذهب بعد الي لجنتك الانتخابية سارع بالذهاب وانتخب من تراه الاصلح، حتي يجلس تحت قبة البرلمان نواب محترمون، أهل للثقة ولاؤهم للناخب وحده، يحترمون الدستور ولايتحايلون عليه.