الشلل الذي يضرب أطنابه في الساحة التنافسية المحلية.. والبوم الذي يعشش في مدرجات الملاعب والاستادات المصرية بعد غياب الجماهير عنها.. وقلة الموارد والامكانات التي دفعت بعض الأندية إلي الوقوع في دوائر الفقر والاستغناء عن بعض مواهبها ومهارييها للإنفاق علي بقية زملائهم وأخيرا التغييرات المفاجئة للأجهزة الفنية في القطبين الكبيرين - الأهلي والزمالك - جعلت من مواصلتهما لمشوارهما الافريقي أمرا غاية في الصعوبة وإن لم يكن متعذرا أو مستحيلا.. وقد يختلف الخبراء حول وقوع القطبين في مجموعة واحدة وأن هذا الأمر يصعب من مهمتهما معا أو احدهما خاصة في وجود مازيمبي الكونغولي وتشيلسي الغاني في هذه المجموعة القوية. يقول د. طه اسماعيل الخبير بالاتحادين الدولي والافريقي: المناخ العام الذي يواكب الساحة الرياضية حاليا لا يدفع إلي الإجادة ويحض بالتميز والابتكار.. ولاشك ان التوقف عكس بشدة بصماته العميقة علي أداء اللاعبين وأفقدهم الكثير من حساسية المباريات التي لم تتمكن المباريات الودية ان توفره لهم.. ولابد وأن نتصارح ان العروض التي قدمها لاعبو الأهلي والزمالك ليست علي المستوي المطمئن الذي يجعلنا نؤكد أو نجزم بقدرتهم علي مواصلة المشوار وحتي النهاية المنافسة علي كأس البطولة وتخطي المقاومات الصعبة المتمثلة في ثالثهم - مازيمبي - أحد الأبطال التقليديين، ولعلي أهيب بالمسئولين عن الرياضة المصرية وكذلك رجال الأمن بضرورة اتخاذ قرار جريء بعودة الحياة إلي المدرجات لأن الجماهير لها فعل السحر في النفوس . ويقول كابتن طارق يحيي المدير الفني لفريق المقاصة لدي إحساس يقيني بقدرة الثنائي المصري علي مواصلة المشوار التنافسي ومجابهة الصعوبات الحالية من خلال ما يتميز به اللاعبون والأجهزة الفنية من خبرات وتجارب ومهارات وامكانات تمكنهم من مضاعفة المقاومة وزيادة المردود الفعلي لإثبات وجودهم وتحقيق ذاتهم.. لكن ثقتي في الخامات المصرية لا تجعلني أغفل المطلوب في الفترة القادمة من إتاحة الفرصة للجماهير للتواجد وإعادة الحياة للمدرجات الخاوية التي تنعق فيها الغربان وتعشش فيها البوم.. هذا الموات بالمدرجات أمر زاد عن حده وأصبح غير مطاق.. ولا يمكن قبوله لأنه يؤثر بشدة في الأداء.. وإذا كان الأهلي والزمالك قد أفلتا من التأثر بتوقف النشاط الرسمي لخبرات ومهارات ومواهب لاعبيهم ودرايات أعضاء الأجهزة الفنية، فإن المؤكد ان لاعبي انبي تأثروا بشدة وظهر هذا واضحا علي الأداء الجماعي للفريق.. النشاط الرسمي لابد وأن يعود والمدرجات لابد وأن تعود لها الحياة والحركة يجب ان يتم استئنافها في الساحة الرياضية بدلا من هذا الموات والسكون المخيم علي سمائها. ويقول كابتن علي أبوجريشة كابتن مصر والإسماعيلي السابق عندما نتحدث عن البطولة لابد وأن ندرك ان لها مقومات ومعطيات خاصة لابد من توفرها كي تتحقق لأي بطل.. ولاشك ان توقف النشاط الرسمي وعدم استقرار المناخ التنافسي وخلو الجماهير لاتهييء للفرق المناخ البطولي بالرغم من ان الإسماعيلي علي وجه الخصوص أفلت من هذه المعايير عندما فاز ببطولة افريقيا عام 07 بعد توقف النشاط الرسمي من أربع سنوات سابقة لهذا الموعد.. لكن هذا القياس لا يمكن الأخذ به كقاعدة.. ولابد من الاعتراف بأن البطولة تحتاج لدوافع ومعطيات كاملة.. عموما استطيع ان أجزم بأن الزمالك كان في مباراته الأخيرة في أفضل حالاته وقدم أحسن عروضه علي الإطلاق وقادر علي تكملة المشوار بكل تأكيد.. ويحتاج الأهلي بشدة لجماهيره وهو ما يجعلنا نهيب بالمسئولين التفكير في إتاحة الفرصة للجماهير ولو بأعداد محددة.