لا نريد رئيسا يبحث عن الزعامة ولكننا نريد قائدا قادرا علي ان يعبر بمصر وسفينتها بحور المخاطر التي تمر بها، نريد رجل دولة يعرف ما نريد وليس بوق شعارات يلعب بعواطفنا ويلهب مشاعر البسطاء بخطب رنانه ووعود جوفاء لا وجود لها علي أرض الحقيقة، رجل الصدق كلامه والفعل منهجه ومصلحة كل المصريين هدفه لا يهدد ولا يتوعد، يستمع ولا ينفر، هاديء يثور للحق لا يتهدد، ذو رؤية للمستقبل لا ينظر خلفه أو تحت قدميه وقبل هذا كله أن يدرك أن مصر أمة واحدة بكل طوائفها وأطيافها. هؤلاء هم ال 23.. من اغلق عليهم باب الترشح لرئاسة الجمهورية ومنهم ولابد أن نتخير أصلحهم ليقود سفينتنا لاربع سنوات قادمة لن نرضي منه ان يظلمنا أو يجور علي حقوقنا حتي ولو كانت بسيطة، ندعوه أن يبسط العدل والحق بين الجميع فالكل سواء أمام الله والوطن وندعو الله له أن يوفقه والا يندم في يوم من الأيام علي انه اختار ان يقود شعبا تتنازعه تيارات ما بعد ثورة ولدت بعد عصور من القهر والظلم والفساد. اذا كانت الصناديق هي الطريق إلي الاختيار فعلينا أن نحسن انتقاء من يرأسنا قبل أن نسقط الورقة بين جنباتها ويجب أن تكون تجربة انتخابات مجلس الشعب ماثلة أمام أعيننا ونحن نؤشر بالاختيار علي الاسم الذي نريده رئيسا. اعتقد أن الناس لن تنخدع بالشعارات مرة أخري فليس لاحد ان يكّفر أو يدعو لانتخاب شخص بعينه لأن عدم انتخابه يعني البعد عن الله فكل المصريين يعرفون دينهم جيدا ويدركون ان علاقتهم بالله هي علاقة شخصية لا دخل لبشر مهما اوتي من نفوذ أو قدرة علي الاقناع ان يقترب منها فهي تلك المنطقة الحساسة التي لعب عليها الكثيرون ابان انتخابات الشعب والشوري.. اذا كنا سنختار رئيسا لمصر فعلينا ان نختاره رئيسا لكل المصريين وليس رئيسا لفصيل علي آخر أو لجزء من مصر علي حساب جزء ثان نختاره للمستقبل لا ينظر إلي طائفة تفضيلا علي أخري تحت شعارات دينية أو حزبية أو طائفية أو حتي سياسية رجل يعرف كل مشاكل مصر وازماتها رجل لا يصفي حسابات سابقة رجل لا يبطش بمعارضيه ولا يجعل مصر ساحة لتخليص الحقوق والانتقام.. نريد رجلا يحترم كل مؤسسات الدولة ولا يجعلها ألعوبة في يده تحقق أغراضه البعيدة عن مصالح الناس يحترم الدستور والقانون ويرعي مصالح الشعب رعاية كاملة وهي الرعاية التي يقسم عليها يمين الرئاسة أمام الله ليشهد عليه. لن نختار من ضحك علينا يوما أو من يعتقد ان مصر عزبة أو انها ستعود بها عقارب الساعة للوراء، لن نتهاون معه اذا اخطأ في حقنا أو تجاوز سلطاته ليكرر بنا التجربة السابقة وما عنيناه فيها. اذا لم نجد من بين هؤلاء المتقدمين الذين رسا عليهم مزاد الرئاسة فعلينا ان نمتنع عن الاختيار فهذا هو حقنا الذي علينا ان نمارسه بكل حرية لأنها مسئوليتنا أمام الله. سيحاسبنا الله علي اننا لم نحسن الاختيار أو لم نقدم لبلدنا من يقدر علي حكمها فلن يحكمنا من هو عالي الصوت أو من يهددنا أو من يريد أن يفرض علينا نفسه أو فصيله أو من يوهمنا انه الأفضل وغيره اعداء الله مصيرهم النار. ولست مع الذين يقولو بتسويد الورقة الانتخابية اذا كان من افرزتهم اللجنة العليا للانتخابات ليس من بينهم من نري انه اصلح لقيادة مصر التي ذكرها الله في القرآن وأوصي النبي صلي الله عليه وسلم بأهلها خيرا.. لنطالب بالبحث عن اخرين فمصر لم ينضب معنيها من الكفاءات الصالحة. شعب مصر الواعي عليه ان يحسن الاختيار واثق انه لن يضحك عليه احد مهما اوتي من تأثير.