لأن الهجمات الإرهابية في قارات الدنيا الخمس نسبت إلي إرهابيين، وانتحاريين، منتمين لمنظمات تزعم أنها قامت واستمرت »دفاعاً عن الإسلام والمسلمين«، فقد تصوّر البعض من غير المسلمين أن الدين الإسلامي دين عنف، ويحرّض علي القتل، و يكره الآخر! أهمية كتاب: »عندما تتصادم العوالم: بحث الأسس الأيديولوجية والسياسية لصدام الحضارات« للكاتب الأمريكي:جين و. هيك« أنه حصيلة أبحاث مستفيضة، ومحايدة، في الأديان السماوية، ومراجعها، وتفسيراتها، وكتب المؤمنين بها وأخري للمنتقدين لها. الأهم الأول للمؤلف »جين و. هيك« من وراء أبحاثه، وخلال سنوات تفرغه لها، أن يجد إجابة حقيقية، محايدة، وموثقة.. عن أسئلة مطروحة أبرزها: »هل للإرهاب دين بعينه؟« و»إذا كان الأمر كذلك.. فمن هو الإرهابي علي وجه الدقة؟« ، وصولاً إلي السؤال الأكثر إلحاحاً: »هل تنطبق مواصفات الإرهابي بشكل حصري علي المسلمين في العصر الحديث؟«. ويري المؤلف »هيك« أن نقطة البداية في البحث تعيدنا إلي القضية الفقهية وحدود الشبه بين ما جاء في الديانات السماوية. ويطرح المؤلف سؤالاً مهماً: »هل الآيات القرآنية المسماة بآيات السيف مثل الآية 92من سورة التوبة: »قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتي يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون« أكثر إثارة للرعب في معناها من الآية »إرميا 84:01« في الإنجيل المسيحي: »ملعون من يعمل عمل الرب برخاء وملعون من يمنع سيفه عن الدم«. ومن السؤال السابق إلي آخر: » وهل تختلف الآية الإسلامية، والآية المسيحية علي نحو كبير في تصورهما وغرضهما عن الأوصاف التوراتية الشهيرة مثل: »إذا سننت سيفي البارق وأمسكت بالقضاء يدي أرد نقمة أضداد، وأجازي مبغضي. أُسْكِر سهامي بدم ويأكل سيفي لحماً بدم القتلي والسبايا ومن رؤوس قواد العدو«. (سفر التثنية32:41 43). ومثل سفر الخروج في الآية" 15:3 القائلة: »الرب رجل حرب. الرب اسمه«. ويضيف مؤلف كتاب »عندما تتصادم العوالم« قائلاً إن سفر »يوشع« غارق كذلك حتي ركبتيه في الدم كما هو حال أسفار العهد القديم حيث يصبح الفهم فهماً لوجهة النظر. فهناك مقولة إن الحقيقة لا تتعلق بالحقائق فحسب. بل إنها تتعلق أيضاً بكيفية فهم الحقائق.. كما يقول الفيلسوف البريطاني »ادموند بيرك« في القرن ال 18 »اخدش أية أيديولوجية وسوف تجد تحتها إرهابياً«. وتأكيداً من المؤلف: »جين و. هيك« لهذه المقولة، يذكرنا بأنه »عندما بدأ الجنود الأمريكيون الأعمال القتالية في الشرق الأوسط كانت تلك الأعمال من أجل حماية العراقيين من فظائع الديكتاتورية، وبنفس المنطق سبق أن برروا العمليات القتالية في»البوسنة« بحماية المسلمين من فظائع من يقولون عن أنفسهم أنهم: مسيحيون«. ويعترف »هيك« بأن ما كتبه قد يتسم بقدر مبالغ فيه من التشاؤم، لكنه في الوقت نفسه يتمسك برأيه قائلاً: »لو لم تكن الأمور هكذا.. فحينئذ تصبح القضية المهمة هي: هل يتم تعريف أي مجتمع بتصريحات عدد قليل من أفراده، أم بفحوي أدب عمره آلاف السنين؟«. ويضيف »هيك« قائلاً: » إن الإسلام بشكل ما مثل اليهودية أو المسيحية أو البوذية أو الهندوسية يُشكّله سياقه التاريخي العالمي. والدليل علي ذلك أن الدساتير الدينية ولتكن القرآن أو التوراة أو الإنجيل كانت موجهة علي نحو لا يُنكر إلي تحدي عصر كل منها. فقد كان المشرعون في العصر القديم يميلون إلي الوسائل القاسية«. وبمزيد من التفسير لهذا الرأي يقول كاتبه: » لقد نزل القرآن علي حضارة الشرق الأدني في أوائل القرن السابع. وكانت التوراة، والعهد القديم من الكتاب المقدس بدورهما مصدراً للإلهام الروحي لقبائل العصر البرونزي التي كانت تسكن في المنطقة نفسها قبل ألفي عام. وقد بديا هما أيضاً مرهقين في شرائعهما. بل إن العقوبات التي يفرضانها تبدو بربرية في العصر الحديث«. .. ولتلخيص صفحات الكتاب المهم، بقية.