نفت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون انسحاب كامل القوات القتالية الأمريكية من العراق. وقال المتحدث باسمه جيس موريل أن ما حدث هو تخفيض لعدد القوات الأمريكية المتواجدة في العراق موضحا انه تم سحب أربعة آلاف جندي فقط من القوات القتالية علي أن يتم انسحاب جميع القوات بنهاية الشهر الجاري.وسيبقي في العراق 50 ألف جندي أمريكي حتي نهاية العام المقبل علي أن تقتصر مهامهم خلال الشهور القادمة علي تدريب قوات الشرطة والجيش في العراق وتوفير الدعم لعملياتها ضد المسلحين. واكد مسئول كبير في ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما ان عدد القوات الامريكية في العراق حاليا انخفض الي 56 ألف جندي وليس 50 ألفا وهو العدد الذي تستهدفه واشنطن بحلول نهاية الشهر.وشدد المسئول علي ان مهمة القوات المقاتلة الأمريكية لم تنته بعد في العراق وأنها ستتواصل حتي نهاية شهر أغسطس الحالي.. ويأتي انسحاب هذه القوات بعد أكثر من سبع سنوات علي الغزو الأمريكي للعراق. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي الانسحاب بأنه "لحظة تاريخية" لكنه أشار إلي أن الالتزام الأمريكي في العراق صلب وطويل الأمد. كما أشار كراولي إلي أن النزاع العراقي الذي أدي إلي مقتل 4400 أمريكي وكلف واشنطن ألف مليار دولار كان له "ثمن مرتفع" موضحاً "أننا قمنا باستثمارات ثقيلة في العراق وعلينا القيام بكل ما في وسعنا للحفاظ علي هذا الاستثمار ولينخرط العراق وجيرانه في وضع أكثر سلمية بكثير يخدم مصالحهم ومصالحنا". وعلي صعيد الازمة السياسية، أعلن التيار الصدري عن تقديم خارطة طريق لتشكيل حكومة جديدة طال انتظارها وذلك بعد لقاءات جمعت زعيم قائمة العراقية إياد علاوي مع قيادات التيار الصدري، في وقت وصل فيه إلي بغداد السفير الأميركي الجديد جيمس جيفري وسط استمرار الانهيار الأمني في البلاد. وأكد أمير الكناني الأمين العام لكتلة الأحرار البرلمانية الممثلة للتيار الصدري -الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدي الصدر- علي قدرة الائتلاف الوطني علي تشكيل الحكومة بمشاركة قائمة العراقية وعدد من الكتل السياسية الأخري.وأضاف الكناني أن خارطة الطريق الجديدة تنص علي اتفاق جميع الكتل السياسية علي عدم التمسك بمنصب رئاسة الوزراء وترشيح أكثر من شخص واحد لهذا المنصب سواء من الائتلاف الوطني أو ائتلاف دولة القانون أو ائتلاف العراقية أو أي شخصية مستقلة. كما تتضمن الخارطة المقترحة عرض المرشحين علي الكتل السياسية للموافقة علي أحدهم للخروج من الحزبية والمنظور الضيق. وأعرب الكناني عن أمله في أن يكون ائتلاف دولة القانون شريكا في الحكومة المقبلة لكنه لم يستبعد في الوقت ذاته أن يتحول إلي خانة المعارضة البرلمانية في حال تمسكه بمنصب رئاسة الوزراء.وكان علاوي قد أبلغ الصحفيين بعد لقاء مع وفد من التيار الصدري أمس الاول أن هناك رؤي قد تكون متطابقة بين الكتلتين بما يساعد كثيرا علي تشكيل حكومة مقبلة متعهدا بتكثيف اللقاءات والاتصالات مع ممثلي التيار في الأيام المقبلة.وفي غضون ذلك، قدم السفير الأمريكي الجديد إلي العراق جيمس جيفري أوراق اعتماده للرئيس العراقي جلال الطالباني ووزير الخارجية هوشيار زيباري بعد وقت قليل من وصوله إلي بغداد.واعتبر جيفري ذوهو عسكري متقاعد- أن رجوعه إلي العراق "شرف كبير" .