الانسحاب يأتي بعد مقتل 59 شخصاً في هجوم ببغداد ..ومخاوف أمريكية من تولى العراقيين للأمن انسحاب أخر وحدة قتالية أمريكية من العراق قبل أسبوعين من الموعد النهائي لرحيلها انسحبت فجر أمس من العراق متوجهة إلى الكويت آخر وحدة قتالية تابعة للجيش الأمريكي، وذلك قبل أسبوعين من الموعد النهائي لانسحابها، تاركة وراءها 56 ألف جندي سيتولون مهام التدريب في إطار عملية جديدة أطلق عليها "الفجر الجديد". ومن المقرر وفقا للاتفاقية الأمنية العراقية الأمريكية أن يتم الانسحاب النهائي من العراق أواخر العام المقبل حيث يحول الرئيس الأمريكي باراك أوباما التركيز إلى الحرب في أفغانستان ،وكان أوباما وعد خلال حملة الانتخابات الرئاسية بإنهاء الدور الأمريكي في العراق، حيث إنه يعارض تلك الحرب، وقال إنها تستنزف الموارد اللازمة لمحاربة حركة طالبان وتنظيم القاعدة. وبدأت الوحدة القتالية المساة " سترايكر الرابع" التابعة للفرقة الثانية مشاة الأمريكية في عبور حدود الكويت فجر أمس لتشكل بذلك آخر دفعة من القوات الأمريكية القتالية التي تغادر العراق ،وبدورها قالت صحيفة لوس أنجلز تايمز الأمريكية أن الجيش الأمريكي طالب وسائل الإعلام المرافقة بالحفاظ على السرية لحين وصول القوات إلى الكويتموضحة في تقرير لها أمس أن الأمرتطلب ثلاثة أيام من أجل نقل 360 مركبة عسكرية و1800 جندي من بغداد عبر الجنوب وصولاً إلى الكويت . ويأتي انسحاب هذا اللواء بعد مرور يومين على مقتل 59 شخصاً في هجوم انتحاري على مركز تجنيد للجيش بالعاصمة بغداد، مما يثير مخاوف أمريكية من قدرة القوات العراقية على تولي الأمن، خاصة في ظل استمرار الخلاف السياسي وعدم تشكيل حكومة عراقية جديدة، ورغم تحذير ضباط وساسة عراقيين من مخاطر انسحاب أمريكي مبكر. كما يأتي بعد مرور سبعة أعوام ونصف من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، الذي خلف منذ ذلك التاريخ -حسب أحدث إحصاءات وزارة الدفاع بواشنطن (البنتاجون)- مقتل 4415 جندياً أمريكيا ،ويتبع اللواء المنسحب لقاعدة عسكرية في فورت لويس بواشنطن، حيث أشار متحدث في تلك القاعدة إلى أن ثمة خططاً لإعادة القوات إلى بلادها بحلول منتصف سبتمبر. وقال المقدم الأمريكي إريك بلووم إن عدد القوات الأمريكية في العراق انخفض إلى 56 ألف جندي، وإن هذا العدد سيصل إلى 50 ألفا بنهاية الشهر، مضيفاً أنه بحلول هذا الموعد سيتم تغيير مهمة القوات المتبقية في العراق إلى التدريب في إطار عملية جديدة أطلق عليها "الفجر الجديد". وقد وصف فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الانسحاب بأنه "لحظة تاريخية"، لكنه أكد أن الانسحاب لا يعني بالضرورة أن المهمة الأمريكية في العراق قد انتهت، وقال لمحطة "أم أس أن بي سي" التلفزيونية أمس أن الولاياتالمتحدة لن تنهي عملها في العراق، حيث إن لديها "التزاما بعيد المدى تجاه العراق".