كانت القرية المصرية منذ ألوف السنين مصدرا للخير وظهيرا اقتصاديا لمصر حتي انه قيل حتي منتصف القرية العشرين ان مصر دولة زراعية وانها تصدر القطن والارز والبصل كما قيل لنا في المدرسة ولم تعد كذلك الآن بل تستورد معظم المحاصيل الزراعية. وكمثال اذا كانت هناك قرية عدد سكانها 02 ألف نسمة وزمامها من الارض الزراعية حوالي 0002 فدان ومع الزيادة السنوية في السكان سيصبح عددها حوالي 52 ألف نسمة بعد حوالي عشر سنوات وسيتآكل الزمام الي اقل من 0081 فدان وهكذا يتزايد السكان وتقل مساحة ارض القرية التي تعيش عليها بما يشبه الاكتفاء الذاتي وما يسري علي القرية يسري علي كل قري مصر. بعد سنوات قليلة ستستورد القرية من المدينة الطعام والشراب وكل شيء أو سيهاجر أهل القري للمدن القريبة بحثا عن عمل يتعيشون منه. ولكن هناك بعض القري مثل ساقية أبوشعرة في المنوقية تعمل في صناعة السجاد وقري اخري كثيرة تتميز بصناعات زراعية وغيرها توفر لها مصدرا للرزق وظهيرا اقتصاديا مستقرا وهناك محافظات او مدن مثل دمياط تشتهر بصناعة الاثاث وهكذا. فهل ينهض الشباب والمبدعون في كل قرية مصرية ويقومون بتبني وتنفيذ مشروع تنموي كبير في القرية يوفر لهم فرص العمل والرزق الحلال ولعل الصندوق الاجتماعي للتنمية يساعد في ذلك بتمويل مشروعات كثيرة في القري وكذلك الجمعيات الخيرية وعددها 72 ألف جمعية في مصر. هل يقوم في كل قرية مجلس امناء او حكماء أو مجلس محلي يوجه الامور الاقتصادية والاجتماعية في القرية نحو التقدم والتحضر وحماية البيئة بدلا من انهيار النظافة والاخلاق بين الشباب في القري المصرية. الآن يمكن ان تسمع عن معارك عبثية بين الشباب في القري للصراع علي اشياء تافهة مهدرين بذلك طاقاتهم ومستقبلهم واصبحنا نسمع عن سنج وسيوف وسكاكين في معارك شباب القري. هل تقوم الاحزاب بتبني مشروعات تنموية في القري بدلا من الصراع والتنافس علي الاساءة لمصر بحجة المطالبة بالديمقراطية وتعديل الدستور والقوانين لانه لو خلصت النوايا وارتقت الاخلاق لعشنا بغير دستور مكتوب ودستورنا الاساسي هو حضارة مصر العريقة وتقاليدها واعرافها. وما يسري علي القرية المصرية يسري علي كل مدينة مصرية اذ يجب ان يكون لكل مدينة مصرية مشروعها التنموي والاقتصادي والاجتماعي الذي تشتهر به وتتميز به ويفتح لابنائها مجالات العمل والرزق. الغردقة وشرم الشيخ والاقصر ومعظم مدن جنوب الصعيد سياحية وطنطا ومدن المزارات الدينية تجارية وسياحية دينية مثل طنطا والمنصورة مدينة طبية ومدن الحدود رفح والسلوم وحلايب واسوان مدن عبور حدودية وتبادل تجاري مع الجيران. ويمكن وضع مسابقة سنوية لاختيار افضل قرية في تشغيل شبابها وافضل مدينة حققت دخلا لابنائها مع انضباط في العمل والمرور ونظافة البيئة.