اكد الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء خلال تصريحات للصحفيين في قمة كمبالا أن مصر تدعم أفريقيا بشكل عام ولديها برنامج للتعاون الفني مع القارة الأفريقية في وزارة الخارجية الذي يرسل البعثات إلي الدول الأفريقية الشقيقة وهناك 125 طبيبا مصريا يتواجدون في دول أفريقية مختلفة بالاضافة إلي قوافل طبية مصرية ترسل إلي مهام محددة في ربوع القارة وقال ان مصر كان لها السبق في انتاج علاج لمرض الملاريا يتم استخدامه الآن في احدي الدول الأفريقية ومشيرا إلي أنه سيتم تعميمه في مختلف دول القارة السمراء في الفترة المقبلة خاصة أن هذا المرض يشكل احدي المشاكل المزمنة للقارة . وقال د. نظيف ان مصر تنظر لموضع القمة عن صحة الأم والطفل الرضيع بإهتمام شديد حيث حققت مصر تقدما كبيرا في هذا المجال ونجحت في خفض وفيات الأمهات الحوامل بمقدارالثلثين في الفترة من عام 1992 حتي الآن وكذلك الحال بالنسبة لوفيات المواليد وأكد أن هذه النتائج تحققت بفضل السياسة الصحية الجيدة والتطعيمات والرعاية الصحية التي تمنح للأم والطفل علي مستوي القرية والوحدة الصحية . وقال ان تجارب مصر في هذا المجال مفيدة للدول الأفريقية وأشار إلي تأكيد مصر الذي أعلنه الرئيس حسني مبارك في الكلمة التي وجهها للقمة الأفريقية والذي أكد فيها التزامها بمساعدة الدول الأفريقية لتجاربها في هذا المجال . وأشار رئيس الوزراء إلي اختلاف القدرات المالية بين الدول الغربية وغيرها في تقديم المساعدات للدول الأفريقية، وقال ان الامكانات الفنية لدي مصر كبيرة ويتم تخصيص ميزانيات لدعم أفريقيا وسنستمر في هذا الاتجاه سواء تم التمويل من جانب مصر أو المساعدة في الحصول عليها من مؤسسات دولية أو منظمات أخري مشيرا إلي وجود برامج دولية كثيرة لتقديم المساعدات لأفريقيا . وأضاف أن ما يتم طرحه من قضايا وبرامج خلال هذه القمة الأفريقية تأتي في اطار تحقيق أهداف الألفية الانمائية والتي تحظي بإهتمام الاممالمتحدة ومن الدول الأفريقية كل علي حدة . وقال رئيس الوزراء انه نقل للقادة الأفارقة المشاركين للقمة تحيات الرئيس مبارك واعتزازه بالقمة إلي جانب المشاورات حول القضايا الرئيسية التي تواجه القارة وقال ان بعض الزعماء يتطلع لزيارة مصر لدعم العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة ومصر ترحب دائما بهم وتشجع علي هذا التوجه وقال ان هذه الدول تنظر لمصر دائما كدولة داعمة لهم وينظرون بكل التقدير للدور المصري وعن الشكوي الأوغندية من ضعف الكهرباء ورغبتها في زيادة الطاقة الكهربائية، قال د. نظيف أن مصر مهتمة جدا بهذه القضية وانه قد بحث مسألة الطاقة مع المفوض الأفريقي للطاقة والنقل وهي مصرية الجنسية وقد بحث معها هذه القضايا خاصة أن عددا من الدول الأفريقية طلبت بالفعل دعم مصر في هذا المجال، وبالنسبة لأوغندا، قال ان حديث الرئيس موسيفيني عن الطاقة في بلاده والتي بلغت ألف ميجاوات مقابل أن مصرلديها 28 ضعف الطاقة في أوغندا واكد علي حق الدول الأفريقية في الحصول علي الطاقة بشكل جيد ومن الموارد المتاحة مشيرا إلي أن انتاج الكهرباء من اقامة السدود يحتاج لمبالغ ضخمة وسنوات طويلة مؤكدا أن مصر يجب أن تساعد في هذا المجال واقامة السدود لانتاج الكهرباء وأوضح أن هناك فهما خاطئا لمسألة بناء السدود لتوليد الكهرباء وأنها تمنع تدفق المياه وقال ان هذه السدود تساعد علي تدفق المياه وليس منعها وهي تختلف تماما عن خزانات تقام لحجز المياه وقال ان اقامة السدود لتوليد الكهرباء مسألة جيدة ومصر تشجع عليها حتي في اطار مبادرة دول حوض النيل ووصف هذه السدود بأنها تأمين لتدفق المياه إلي مصر مشيرا إلي أن هناك عددا من المشروعات يتم النظر إليها بجدية الآن ومنها مشروع الربط الكهربائي الأفريقي ووصفه بأنه مشروع شديد الأهمية ومصر جزء من هذا المشروع بداية مع السودان وأثيوبيا وسيتم للربط الكهربائي مع بقية دول القارة وهو مايساعد كثيرا في هذا المجال خاصة أن هناك العديد من الدول الأفريقية تتمتع بقدرات مائية كبيرة لانتاج الكهرباء ولاتحتاج اطلاقا للبترول وضرب مثالاعلي ذلك بالكونغو وقال انها يمكن أن تزود أفريقيا بالكهرباء واستدرك قائلا إلا أن هذه المشروعات تحتاج لأموال ضخمة جدا وأعرب عن تفاؤله بمستقبل الطاقة في مصر . وردا علي سؤال حول سياسة تبادل المنافع بدلا من التركيز علي مسألة المساعدات ؛قال رئيس الوزراء ان هذا هو الاتجاه الصحيح ومصر تتجه نحو هذا الأسلوب مؤكدا أهمية المساعدات كآلية موجودة ومستمرة وقال ان التعاون في مجال التجارة والاستثمار هو الذي يخلق التعاون ويساعد علي تحقيق الأهداف المشتركة وقال ان الاستثمارات المصرية تشهد ارتفاعا وأن هناك عددا كبيرا من الشركات العملاقة تعمل حاليا في الدول الأفريقية في مجالات الطاقة والنقل والزراعة والمقاولات وحجم أعماله يزداد يوما بعد يوم في كثير من الدول الأفريقية والحكومة المصرية تدعم هذا الاتجاه خاصة أن الاستثمارات المصرية مطلوبة ومرحب بها جدا من الدول الأفريقية مؤكدا علي أهمية وجود الآليات التي ينبغي توفيرها مثل آليات التمويل والتأمين خاصة بالنسبة لشركات القطاع الخاص مشيرا إلي أن الدول الأفريقية بدأت تفكر في توفير الحماية والأمن للاستثمارات المصرية وأكد علي أهمية النقل لدعم التجارة والاستثمار بين مصر والدول الأفريقية لتكون رخيصة وآمنة في نفس الوقت مشيرا إلي أن هذه الأمور يتم مناقشتها أولا بأول وحدث فيها تطور كبير وستشهد أيضا تقدما خلال الفترة المقبلة. وعن الورقة المصرية في حقوق الانسان للقمة، قال د. نظيف أن مصر مهتمة بهذه القضية ويهمها أن تعرض تجربتها وتوصياتها أمام الدول الأعضاء المشاركين في القمة . ونفي رئيس الوزراء أن يكون قد بحث مشكلة الاتفاقية الاطارية لدول حوض النيل خلال مشاوراته في القمة معتبرا أن ذلك شأن مصري مع دول حوض النيل باعتبار أن القمة مخصصة لموضوعات قارية وقال ان القمة لها قضاياها المحددة ولايتم التطرق لمسائل وقضايا اقليمية.