تخطط المنطقة العربية لاستثمار 2.8 بليون دولار في الشهور المقبلة في توسيع مصانع الحديد والصلب القائمة وبناء أخرى، تلبية للطلب المتزايد على هاتين السلعتين، نتيجة مئات المشاريع العمرانية التي تشهدها المنطقة من المحيط الى الخليج. وتضاف هذه الاستثمارات الى سوق يقدر حجمها ب 6.5 بليون دولار، في ظل توقعات بارتفاع الطلب على الحديد والفولاذ في البلاد العربية العام المقبل الى نحو 20 مليون طن، بحسب المدير التنفيذي لشركة «سفير انفستمنت» الاسترالية جون بلسما. ورجح بلسما في حديث الى «الحياة»، ان يصل انتاج المنطقة من الحديد والصلب نهاية العام الجاري الى 18.5 مليون طن، مشيراً الى ان إنتاج المملكة العربية السعودية «وصل الى 4.5 مليون طن خلال العام الجاري، وإنتاج مصر الى 3.8 مليون طن، إضافة الى ما تنتجه الإمارات وليبيا وقطر ودول عربية أخرى». وتشهد الدول العربية عموماً ودول الخليج خصوصاً حركة نهوض في صناعة الحديد والصلب في ظل مشاريع التوسع القائمة الآن، فضلاً عن تبنّي هذه الدول خططاً طموحة لإقامة مشاريع جديدة. ويهدف ذلك الى مواكبة النمو المتسارع في قطاع البناء وإقامة مشاريع بنية تحتية ضخمة، ومجمعات سكنية وسياحية وتجارية كبيرة، إضافة إلى توافر الأموال اللازمة نتيجة ارتفاع أسعار النفط. واعتبر بلسما المنطقة «من الأكثر إنتاجاً واستهلاكاً للحديد والصلب في العالم بعد الصين والهند. ويتراوح معدل النمو فيها بين 5 و6 في المئة سنوياً». وعلى رغم المساهمة المحدودة للمنطقة مقارنة بالإنتاج العالمي التي لا تشكل سوى واحد في المئة تقريباً، غير ان دول مجلس التعاون تعتبر من المجموعات الأكثر استهلاكاً لمنتجات الحديد والصلب على المستوى الفردي، إذ بلغت أكثر من 378 كيلوغراماً للفرد سنوياً من الصلب مقابل 182 كيلوغراماً على المستوى العالمي. ورأى بلسما أن المنطقة «تعد ثالث أكبر منتج ومستهلك للحديد والصلب في العالم، نظراً الى حجم المشاريع التي تطلق في دبي وابوظبي وقطر والسعودية». ولم ينكر التحديات التي يواجهها المنتجون في المنطقة، وأهمها ارتفاع اسعار المواد الخام والشح في مادة «ايرون اور» في الدول العربية باستثناء موريتانيا والجزائر. وبما ان الكمية الموجودة في الجزائر «تكاد لا تكفي السوق المحلية»، بحسب ما أعلن، يلجأ بعض الشركات العربية الى موريتانيا التي تتوافر لديها هذه المادة لإقامة مصانع للحديد والصلب فيها»، واعتبر بلسما أن القرار «يعكس رغبة المستثمرين في المنطقة، بعد احداث (سيتمبر) في الاستثمار في محيطهم العربي». ولفتت تقارير حديثة الى ان عدد المصانع العاملة في هذه الصناعة بلغ نحو 45 فيما لفت تقرير منظمة الخليج للاستشارات الصناعية «جويك»، الى أن صناعة الحديد والصلب من أهم الصناعات التحويلية «أثراً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية كونها تشكل دعامة الصناعات الثقيلة وقاعدة التصنيع الأساسية».