بدأت أمس فى دمشق اجتماعات مجلس إدارة الاتحاد العربى للحديد والصلب، بحضور المهندس فؤاد عيسى الجونى، وزير الصناعة السورى، وسط مخاوف من تأثيرات سلبية على الشركات المنتجة للحديد والصلب فى الدول العربية، الأمر الذى قد يؤدى إلى خروج بعضها من السوق. واعترف المهندس أحمد عز، رئيس الاتحاد، رئيس مجموعة عز الدخيلة، أن هذا القطاع يمر حالياً بفترة عصيبة لم يشهدها من قبل على خلفية الأزمة المالية العالمية، والانكماش المتوقع للطلب على منتجات الحديد والصلب بصفة عامة لدى القطاعات المستهلكة، إضافة للتراجع الحاد فى الأسعار بعد أن شهدت أسعار الحديد ارتفاعات فلكية عالمياً وإقليمياً. وتوقع عز فى كلمته الافتتاحية للاجتماعات، تراجع الطلب على منتجات الحديد عالمياً وإقليمياً بنسبة 30%، نتيجة تراجع النمو العالمى الناتج عن الأزمة العالمية، لافتاً إلى أن قيمة إجمالى إنتاج الشركات العربية يتجاوز 25 مليار دولار، إلا أن هذا الرقم لا يتجاوز 3% من قيمة الإنتاج العالمى. وأضاف أن الطلب على منتجات الحديد والصلب بالمنطقة العربية 40 مليون طن سنوياً نتيجة مشروعات التنمية الضخمة التى يجرى تنفيذها فى المنطقة العربية، الأمر الذى جعل استثمارات القطاع هى الأعلى نمواً بين قطاعات الصناعة العربية، حيث سجلت نسبة نمو قدرها 8% بعد 2001، لافتاً إلى أن معدلات النمو لهذه الصناعة تعد الأعلى عالمياً وتأتى فى المرتبة الثانية بعد الصين. وتوقع أن تحقق معظم الشركات العربية العاملة فى هذا المجال خسائر كبيرة خلال الربع الأخير من العام الحالى، وقال إن عدداً من الشركات العربية لن يستطيع الصمود فى مواجهة هذه الأزمة، لأن تكرار الخسائر 3 أو 4 أشهر متتالية قد يقتل هذه الشركات إلى الأبد، داعياً كل الشركات العربية إلى العمل على الوصول إلى حالة توازن بين تكلفة المدخلات وأسعار البيع فى 2009 . وأوضح عز أن جميع مصانع الحديد التى تعمل فى الشرق الأوسط، ستتأثر سلبياً، مشيراً إلى أن قائمة هذه الشركات تشمل كلاً من شركة سابك السعودية وعز الدخيلة والحديد والصلب المصريتين، إضافة إلى الشركات الأخرى فى قطر وليبيا، لأن هذه الشركات ستعمل بخامات تعاقدت فعلياً على شرائها بمستويات أسعار مرتفعة حتى نهاية الربع الأول من 2009، الأمر الذى سيكون له تأثيرات سلبية على قوائمها المالية، وصافى الدخل لها لمدة 4 أو 5 أشهر مقبلة.
