مراكش سيد إسماعيل قال المهندس أحمد عز رئيس الاتحاد العربي للصلب إن الاقتصاد العالمي شرع في مسيرة التعافي بقوة أكبر مما كان متوقعا.. فعقب الهبوط العالمي الاعمق في التاريخ الحديث بدأنا نتلمس نموا ملحوظا في الاقتصاد حيث تشير أحدث توقعات صندوق النقد الدولي الي أن الناتج العالمي سوف ينمو بمعدل 4٪ خلال العام الجاري مقابل انكماش 0.8٪ خلال العام الماضي اخذاً في الحسبان ان النمو يظل بطيء التعافي في الدول المتقدمة بينما يكون النشاط قويا نسبيا في كثير من البلدان الصاعدة والنامية علي السواء. أضاف عز في كلمة ألقاها نيابة عنه المهندس علاء أبوالخير في قمة الصلب المنعقدة بالمغرب إن النمو يظل محفوفا بالمخاطر رغم التوقعات الايجابية وذلك بسبب بعض التحديات وعلي رأسها ارتفاع معدلات البطالة في العالم وزيادة الدين العام فضلا عن ضعف موازنات بعض الدول لهذا يصبح التساؤل المنطقي هو: أين تقف صناعة الصلب من تلك التحديات؟ الامر الذي يستوجب الاستدلال بتطورات تلك الصناعة خلال العام الماضي ومنها انخفاض الانتاج العالمي من الصلب بنسبة 8.3٪ ليصل الي 1.2 بليون طن وهو معدل يقل كثيراً عما كان متوقعا والفضل في ذلك يرجع الي النمو القوي الذي حققته الصين التي تمثل 46٪ من انتاج الصلب العالمي بنحو 566 مليون طن بينما انخفض الانتاج في أوروبا وأمريكا بنسبة 22٪. أشار عز الي أن خطط التحفيز التي انتهجتها الدول الكبري وبعض الدول الصاعدة تمخصت عن ضخ مئات المليارات من الدولارات في مشروعات البنية التحتية وغيرها من المشروعات التنموية والتوسع الحكومي في عمليات الاقراض الامر الذي ساعد بشكل كبير علي زيادة الاستهلاك وتحسن الطلب العالمي علي منتجات الصلب وظلت الصين لاعبا رئيسيا حيث زاد إنتاجها من 182 مليون طن في 2002 ليصل إلي 577 مليون طن في 2009 بمعدل نحو 212٪ وقفز استهلاكها من 185 مليون طن إلي 526 مليون طن خلال نفس الفترة بزيادة 184٪ لتتحول بذلك من مستورد صافٍ للصلب إلي مصدر صافٍ الأمر الذي جعلها اللاعب الرئيسي في تجارة الصلب العالمي. وأوضح عز أن صناعة الصلب العربية لم تكن بمعزل عن تلك التطورات ولكنها كانت أحسن حالا حيث كان انخفاض الإنتاج في الدول العربية من الصلب قد سجل نسبة 10٪ مقارنة ب34٪ في أمريكا و27٪ في أوروبا و15٪ في الاتحاد السوفيتي السابق، بل إن هناك دولاً عربية مثل المغرب والسعودية لم ينخفض فيها الإنتاج علي الإطلاق، وقد بلغ الإنتاج العربي من الصلب 41 مليون طن وتوقع عز أن يحقق الإنتاج العربي من الصلب نموا العام المقبل بنسبة 10٪ وهو ما يضع المنطقة العربية علي رأس المناطق الواعدة في العالم، وقد كان أداء الأسواق العربية مشجعا للعودة إلي الاستثمار في مشروعات توسعية رغم أن هناك تحديات تواجه صناعة الصلب ومنها محاولات الإغراق الأمر الذي فطنت إليه دول كثيرة في العالم منها دول الخليج التي سارعت إلي فرض رسوم حمائية بنسبة 5٪ من واردات الصلب لحماية صناعتها المحلية من الصلب، لهذا نأمل أن تتخذ بقية حكوماتنا العربية إجراءات لحماية صناعة الصلب من محاولات الإغراق وإلي أن يتحقق ذلك سوف نستمر في تلبية احتياجات أسواقنا المحلية بزيادة الإنتاج كمًا ونوعًا وبأسعار تنافسية عادلة. وقال محمد عيد الأشقر الأمين العام للاتحاد العربي للصلب: إن صناعة الصلب العربية سوف تسترد عافيتها العام الجاري بعد أن عانت خلال الفترة الماضية الأمرين الذي أدي إلي تحديات تجسدت في إغلاق بعض المصانع وتسريح العمالة في بعضها وخفض ساعات العمل وطاقات الإنتاج في بعضها الآخر.