طالبت الجزائر الأحد شركة "أوراسكوم تيليكوم" المصرية بدفع الربط الضريبي المستحق على فرعها التجاري "جيزي " المقدر بقيمة 595 مليون دولار دون شروط أو تفاوض. وقال كريم جودي وزير المالية الجزائري لإذاعة بلاده إن الشركة المصرية ملزمة بدفع كامل المبلغ المستحق على فرعها التجاري بالجزائر وانه لن يكون هناك أي تفضيل أو تسامح في التعامل مع القضية التي تعود إلى 18 شهرا و أن الشركة لا يمكنها وضع أية شروط مسبقة. وأكد جودي أن "اوراسكوم تيليكوم" لن يكون بمقدورها تحويل أي مبلغ من أرباحها إلى الخارج قبل أن تسوي وضعيتها مع مصلحة الضرائب مشيرا إلى أن إدارة الشركة طالبت وزارة المالية في مراسلة رسمية قبل عام بعدم نشر التقويم الضريبي الخاص ب"جيزي". وأوضح الوزير الجزائري أن مصلحة الضرائب تتعامل مع القضية كغيرها من الشركات الأجنبية العاملة على أرضها. وكان أحمد اويحيى الوزير الأول الجزائري (رئيس الحكومة) أكد سلفا أن "اوراسكوم تليكوم" لن تحول أي مبلغ إلى الخارج ما لم تسدد مستحقات الضرائب قائلا إن السلطات تساهلت في البداية مع هذه الشركة "احتراما للعلاقات مع مصر". وأبلغت سلطات الضرائب الجزائرية أوراسكوم تليكوم في نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 أنها مدينة بضرائب وغرامات مستحقة قيمتها 596.6 مليون دولار، وأضافت أوراسكوم أنها ستطعن في ذلك القرار. ومن جانبها، أكدت الشركة المصرية أن المطالبات الضريبية الجزائرية تعتمد على مزاعم لا أساس لها من الصحة بأنها لم تجر العمليات المحاسبية بطريقة صحيحة في الفترة بين 2005 و2007. وتملك شركة أوراسكوم تليكوم 96 % بالاشتراك مع مستثمرين جزائريين شبكة المحمول "جيزى" ويصل عدد مشتركيها إلى نحو 15 مليونا. وكان متظاهرون جزائريون هاجموا المقر الرئيسي لشركة "أوراسكوم تيليكوم..الجزائر" بمنطقة الدارالبيضاء بالعاصمة (الجزائر) والذي يتألف من أربعة مبان كل مبنى عبارة عن ستة طوابق بعد فوز المنتخب المصري لكرة القدم على نظيره الجزائري . وقال نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة المجموعة المصرية إن أعمال الشغب من بعض الجزائريين تسببت في إحداث أضرار بالغة بمقر شركته وشبكاتها حيث تم إحراق أجزاء من مصنع شركة "رينج" للبطاقات الذكية التابع للشركة. ومؤخرا أعلن ساويرس أنه لا يفكر في بيع الشركة، مضيفا أنها تحتل المرتبة الأولى من بين الشركات التابعة من حيث مساهمتها في الإيرادات. وعلى صعيد الحملة الإعلامية المصرية التي أعقبت مباراة الجزائر و مصر المؤهلة إلى نهائيات كاس العالم 2010 قال أويحيي -أن "عظمة و قيمة الشعب الجزائري حكمة السلطة الجزائرية بقيادة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هي التي جعلتنا لا نرد على التصريحات" و أن "سكوتنا ليس منبثقا من أي إحراج أو أي حساب كان". وأضاف في مؤتمر صحفي عقب اختتام أعمال الدورة الثالثة عشر للثلاثية التي تضم نقابة اتحاد العمال الجزائريين و نقابة أرباب العمل -" لا الشتم و لا الغوغاء تقلصان من قيمة الشعب الجزائري و عظمته و قيمة الدولة الجزائرية"، مشيرا أن للجزائر مكانة و مستوى عليها أن تحافظ عليهما و عدم الرد على بعض التصريحات التي لا منطق لها كان أقوى من الرد عليها. (الدولار يساوي 5.4580 جنيهات)