تعقد الثلاثاء بالعاصمة الأمريكيةواشنطن قمة مصرية أمريكية بين الرئيس حسنى مبارك والرئيس الأمريكى باراك اوباما تتناول عددا من القضايا السياسية الدولية والأقليمية المهمة وفى مقدمتها عملية السلام فى الشرق الأوسط بالتركيز على القضية الفلسطينية فى اطار الجهود المصرية والأمريكية الحثيثة لدفع عملية السلام قدما والعمل على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والأسرائيليين وفى اطار الطرح الأمريكى بضرورة وقف الأنشطة الأستيطانية. ومن المقرر أن يستعرض الرئيس مبارك خلال القمة الرؤية المصرية فيما يتعلق بجهود السلام وكيفية احراز تقدم خلال الفترة المقبلة من أجل خلق الظروف المواتية لاحلال وتحقيق السلام المنشود خاصة وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تبلور رؤيتها تمهيدا لأعلان خطتها للسلام خلال الشهر القادم . كما تتناول القمة المصرية الأمريكية القضايا المتعلقة بالأمن الأقليمى والموقف فى الخليج والشرق الأوسط اتصالا بالملف النووى الأيرانى فى ضوء قرب موعد انتهاء المهلة التى اعلنها اوباما لبدء حوار مع ايران حول ملفها النووى. كما تتناول القمة تطورات الاوضاع فى العراق وتهيئة المناخ لأنسحاب القوات الأمريكية والموقف فى السودان فى ضوء تنفيذ اتفاق السلام بين الشمال والجنوب وترسيم الحدود بينهما وقانون الأنتخابات الذى يجرى اعداده والموقف فى اقليم دارفور . وتمتد المباحثات الى الموقف فى لبنان بعد الأنتخابات اللبنانية الأخيرة والوضع فى الصومال اتصالا بملف القرصنة ووحدة الأراضى الصومالية فى ظل غياب المصالحة الوطنية بين القبائل المتناحرة بالأضافة الى بحث الوضع فى منطقة القرن الأفريقى التى تشهد تدخلات وعلاقات متدهورة بين اريتريا واثيوبيا . ويحظى الملف الأقتصادى بجانب كبير من المباحثات على صعيد العلاقات الثنائية والحوار الأستراتيجى بين مصر والولاياتالمتحدة وسبل دعم العلاقات التجارية والأستثمارية بين البلدين خاصة وان الولاياتالمتحدة هى الشريك التجارى الأول لمصر حيث بلغ حجم التجارة البينية والأستثمارات بين البلدين 2,8 مليار دولار. وعلى الصعيد العالمى تتناول المحادثات باستفاضة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية والرؤية المصرية والأمريكية للتصدى لها والتوصل لحلول تضمن عدم تكرارها مرة اخرى . من جانبه اوضح المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة بان حجم التجارة المشتركة بين مصر والولاياتالمتحدة بلغ نحو 5ر8 مليار دولار العام الماضى بمتوسط معدل نمو خلال الفترة من 2004 الى 2008 يتراوح ما بين 10% و 15% موضحا أن حجم الصادرات المصرية بلغ 5ر2 مليار دولار بينما بلغت الواردات 6 مليارات دولار. وقال إن إجمالي التجارة المشتركة خلال الفترة من يناير الى مايو العام الحالى بلغ 8ر2 مليار دولار مقارنة بنحو 3ر3 مليار دولار عن نفس الفترة العام الماضى. واشار المهندس رشيد الى أن حجم التجارة بين مصر والولاياتالمتحدة يفوق معدلات التجارة بين امريكا والدول العربية التى قامت بتوقيع اتفاقيات منطقة تجارة حرة معها موضحا أن الولاياتالمتحدة تعد الشريك التجاري الأول لمصر مقارنة بكافة دول العالم كما تحتل المرتبة الثانية بالنسبة للتجارة مع مصر مقارنة ببقية التكتلات الاقتصادية العالمية. وقال إن قيمة الاستثمارات الأمريكية في مصر وصلت الى 5ر7 مليار دولار تمثل نحو 50% من إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر كما انها المصدر الأول للاستثمارات الأجنبية المباشرة. واشار وزير الصناعة والتجارة الى أنه تم ايضا الاتفاق على عقد منتدى لرجال الاعمال المصريين والامريكيين يعقد فى القاهرة أو واشنطن لوضع أجندة متكاملة وآليات جديدة لتعميق التعاون بين الشركات المصرية والامريكية وذلك فى إطار آليات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون بين المجلس المصرى للتنافسية ومجلس التنافسية الامريكى من اجل التعاون فى مجال التنافسية لتقديم الدعم الفني للشركات المصرية ومساعدتها على تخفيض تكاليفها وزيادة تنافسيتها فى الأسواق الدولية من جانبه صرح الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية بان الرئيس حسنى مبارك سيبحث مع الرئيس الامريكى باراك اوباما الرؤية المصرية الامريكية المشتركة لمعالجة الازمة الاقتصادية العالمية ووضع نظام مالى عالمى جديد يكفل عدم تكرار سيناريو الازمة الراهنة التى تعصف بالعالم واقتصاديات الدول الكبرى والنامية على حد سواء. وقال إن كلا من مصر والولاياتالمتحدة تعملان معا منذ بدء الازمة المالية وتداعياتها على العالم على دراسة الاوضاع المالية والاقتصادية الجديدة التى تفرضها العولمة وطرحت مصر رؤيتها كاحدى الدول النامية الرائدة خاصة أن الازمة العالمية أبرزت أهمية دور الدول النامية فى المشاركة فى صياغة الاقتصاد العالمى مع الدول الكبرى والاخذ فى الاعتبار بتجاربها فى عمليات الاصلاح الاقتصادى. وأوضح أن اللجنة التى يرأسها فى صندوق النقد الدولى وتضم فى عضويتها نحو 83 دولة تقوم بالفعل بدراسة وضع نظام مالى عالمى جديد يتفادى تكرار الازمة الراهنة وأن مصر والولاياتالمتحدة لديهما رؤية مشتركة بشأن هذا النظام. وقال إن هناك ورقة مصرية واخرى امريكية تتضمنان نفس الافكار الخاصة بالنظام الجديد وهذه الرؤية المشتركة ستكون محل بحث من جانب الرئيسين مبارك واوباما على أن يتم العمل من أجل تصديق باقى الدول الاعضاء فى اللجنة عليها للبدء فى تنفيذها.