لم تساهم الملوثات في الهواء وانبعاث الغازات السامة من عوادم السيارات والمصانع في تغيير المناخ في العالم فحسب، بل أثرت كذلك على عبير الزهور. لم يعد الناس يستمتعون برائحة الزهور كما كانوا يفعلون سابقا بسبب انعدامها، وجاء ذلك في دراسة جديدة أعدها باحثون ادت الى اكتشاف اسباب انخفاض عدد ناقلي حبوب اللقاح مثل النحل في مختلف بقاع العالم. وتمكن باحثون من جامعة فرجينيا من اكتشاف طريقة حسابية لمعرفة الكيفية التي يتم خلالها انتقال رائحة الزهور عبر الهواء، ما جعل الباحثين يصلون الى حقيقة أن جزيئات الرائحة التي تنتجها الازهار باتت تتحد مع الملوثات الموجودة في الهواء مثل الاوزون وأكسيد الكربون التي بدورها تقوم بتدمير الرائحة. ويبين أحد الباحثين المشاركين في الدراسة جوي فوينتس أنه وبدلا من أن تقطع رائحة الازهار مسافات شاسعة عبر الرياح باتت تقتل كيميائيا، الأمر الذي يفسر ظاهرة عدم القدرة على شم رائحة الازهار. ويوضح "ان جزيئات الرائحة التي تنتجها الازهار في البيئة غير الملوثة يمكنها السفر عبر الرياح لمسافة تقارب نحو 1000 الى 1200 متر، ولكن في عالمنا اليوم لا يمكن للرائحة أن تتجاوز 200 متر". وتدفع هذه الظاهرة الحشرات التي تنقل حبوب اللقاح مثل النحل وغيرها الى البحث المضني عن الرائحة. ويبين فوينتس أن تلك الحشرات قد تتعلم الاعتماد على نظرها بدلا من حاسة الشم لديها في البحث عن الرائحة. ويقول "النحل يتغذى على رحيق الزهور وفي حال لم تستطع ايجاد الزهور فإنها سوف تتأثر كثيرا". وتشير دراسات أخرى إلى أن أعداد النحل في تناقص مستمر في بعض المناطق مثل كاليفورنيا وهولندا والسبب يعود الى التلوث. يذكر أن البحث تم تمويله من قبل جمعية العلوم الوطنية ونشرت نتائجه في صحيفة Atmospheric Environment العلمية.