الخاطبة الالكترونية مصطلح آخذ في الرواج اكثر فاكثر في المجتمعات العربية ، فمع ظهور العشرات من المواقع على الإنترنت التي ترفع شعار الإسهام في حل مشكلة العنوسة التي تفاقمت داخل الوطن العربي ، بشكل يفزع كل من تهمهم سلامة مجتمعاتنا من جميع اشكال التفسخ والخلل ، اعتبرت هذه المواقع الملاذ لبعض طالبي الزواج من الجنسين لسهولة عملية البحث فيها ، ولما توفره عليهم من التردد والخجل أو الخوف من رفض الجنس الآخر ، ويؤكد بعضهم أن استخدام التقنية الحديثة في الزواج ربما يساهم في حل مشكلة العنوسة التي ترتفع معدلاتها بنسب مطردة في كافة البلاد العربية كما ذكرت جريدة " الدستور " الاردنية . وفاء فتاة اردنية ، تعمل بوظيفة ادارية ، قالت اين المشكلة في دخول مواقع الزواج على الانترنيت ما دام الشخص ملتزما بهدف واحد وهو ايجاد شريك العمر ، واضافت وفاء ان مواقع الزواج على النت تقوم بمهمة تكاد تكون مشابهة لمهمة الخاطبة في الماضي ، حيث يطلع الباحث او الباحثة عن زوج على معلومات المسجلين في هذه المواقع ، وهكذا تتم عملية التواصل في حال حصول التوافق المبدئي ضمن الضوابط السائدة في المجتمع ، اما في حال قيام البعض بالمبالغة في التواصل فهذا يعبر عن شخصية هؤلاء الناس ولا يعمم على بقية المسجلين على هذه المواقع . واضافت وفاء انها وضعت مواصفات الزوج الذي ترغب به على الموقع ، وطلبت ممن لا تتوفر بهم هذه المواصفات عدم ارسال مسجات لها ، اما بالنسبة لعملية التواصل في حال الوصول الى حالة القبول المبدئي فتؤكد وفاء انه لن يكون هناك اي لقاء منفرد بينها وبين الخاطب ، حيث ان المشاهدة سوف تتم بحضور اهلها الذين سيقومون بدورهم بالسؤال عن الخطيب وعن ظروفه وما اذا كان صادقا في حديثه لها ناصر شاب اردني ، عبر عن قناعته بهذه المواقع ، وقال ما المشكلة باستخدامها ما دام الأمر يعود الى طبيعة الشخص ونواياه الحقيقية ، فإذا كان هناك مشكلة فهي لا تتعلق بالوسيلة ولكن بمستخدم هذه الوسيلة ، واضاف ناصر ان سهولة التعارف عبر النت تشكل فرصة اكبر للشاب والفتاة لإيجاد شريك الحياة بعكس الطرق التقليدية السائدة في المجتمع التي هي برأيه تقلل من الخيارات الممنوحة للطرفين ، كما ان طبيعة الحياة في هذه الأيام تجعل استخدام هذه الوسائل امرا طبيعيا فالحياة الاجتماعية قد تغيرت ولم تعد حركة الناس والتقاؤهم كما كان بالسابق ، لذا فاستخدام طرق الاتصال الحديثة يعوض هذا الأمر . نورا فتاة اردنية تعمل باحدى الجامعات ، قالت ان معوقات نجاح هذا النوع من الزواج كثيرة خاصة إذا كان الطرفان من بيئتين مختلفتين ، فيضطر أحدهما للسفر إلى مجتمع مختلف عن مجتمعه ، وغالباً المرأة هي التي تضحي فتترك وظيفتها وموردها المالي وتسلّم مصيرها لقلبها الذي أحب شخصاً لا تعرف عنه شيئاً إلا القليل ، لذا فإن الاسلم للشاب والفتاة هو التعارف حسب الطرق التقليدية وليس عبر الانترنت . استاذ علم الاجتماع ودراسات المجتمع العربي في الجامعة الاردنية ، الدكتور مجد الدين خيري خمش ، قال : مع التطورالكبير الذي حصل على وسائل الاتصال في العالم بالاضافة الى كبر حجم المجتمعات ، وتنوعها ، فقد حدث ضعف كبير على العلاقات الأولية ، مثل علاقات الجيرة والقرابة ، وهذه العوامل اوجدت الحاجة عند الافراد للجوء الى الوسائل الالكترونية ، لتدعيم العلاقات الاجتماعية فيما بينهم ، بسبب انتشارها الكبير وسهولة استخدامها ، اما في المجتمعات العربية فقد وجد كثير من الشباب من الجنسين ضالتهم في هذه المواقع ، بسبب انها تضع امكانيات واسعة للتعارف فيما بينهم ، اما بالنسبة للضوابط فهذا يعتمد على منظومة القيم التي يؤمن بها الشخص نفسه ، ولعل الطريقة المثلى في استبعاد سلبيات التعارف الالكتروني ، هي ان يتريث الشخص باختياراته ، وان يتبع التعارف الالكتروني بتعارف مباشر ، كما يجب ان تكون هناك فترة خطبة قبل الزواج ، وانا اعتقد ان الزواج عبر المواقع الالكترونية له فرصة من النجاح مثل الزواج بالطرق التقليدية تماما ، بل انه قد زاد من نسب الزواج العابر للحدود بين الشباب في العالم العربي .