كتبت: إيمان التوني استبعد الخبير الاستراتيجي اللواء عادل سليمان أن تقوم إسرائيل باجتياح شامل لقطاع غزة وإعادة احتلاله كما سبق لها من قبل. وقال إن إسرائيل ماضية في طريقها الذي بدأته السبت وتوسعت فيه الأحد حتى طال القصف منطقة رفح مع الحدود المصرية وضرب كل الأنفاق، مشيرا إلى أن الأمر لا يزال قابلا للتصعيد أكثر من ذلك، لكنه لا يصل إلى حد الاجتياح الشامل للقطاع، وإنما ما يمكن أن تفعله قوات الاحتلال الإسرائيلية هو الاستيلاء على شريط عازل بعمق 3 أو 4 كيلو مترا. وأضاف سليمان – في تصريح خاص لموقع أخبار مصر www.egynews.net - إن حماس لم تتوقف أبدا عن إطلاق صواريخها ضد إسرائيل حتى عندما كانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية "تسيبي ليفني" موجودة في مصر، موضحا أنه إذا كان من حق حماس أن تقاوم، فعليها أن تحسب رد الفعل من العدو (إسرائيل) الذي حتما سيرد بطريقته ووفقا لقدرته، ومن واجب حماس أيضا أن تقدر الموقف وترى إذا كان رد فعل العدو من الممكن احتماله أم لا. وقال إن إسرائيل أعلنت عما تفعله منذ البداية، ونفذت التصعيد العسكري على قطاع غزة غير محكومة بحدود زمنية أو مكانية، كما أعلنت أهدافها المتمثلة في كل مقومات البنية الأساسية لحركة حماس خاصة المقار الأمنية، مشيرا إلى أن إسرائيل لن تتوقف إلا بعد أن تحقق هدفها الرئيسي وهو إبطال قدرة حماس على إطلاق الصواريخ على إسرائيل. لا انتصار حاسما في حرب غزة وصف الخبير الاستراتيجي الدكتور محمد عبد السلام الأحداث الجارية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنها حرب عسكرية وليست ضربة عقابية أو انتقام جماعي كما كان متوقعا، وأن ما يجري حاليا هي عملية عسكرية واسعة غير متكافئة، والانتصار الحاسم غير وارد في نتائجها. وقال – في تصريح خاص لموقع أخبار مصر www.egynews.net – إن ما يجري في غزة هو أقرب لما حدث في لبنان، فهي ليست كالضربات التقليدية السابقة التي شهدها قطاع غزة من قبل من حيث الضربة والضربة المضادة أو الفعل ورد الفعل، لكنها حرب عسكرية طويلة المدى استخدمت فيها إسرائيل قواتها الجوية بالأساس، وحشدت قواتها البرية، واستدعت الاحتياط، ووسعت أهدافها التي أصابت كل مقار حماس خاصة الأمنية. وأضاف عبد السلام أن عدد القاذفات التي استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلية كبير جدا وحجم الخسائر الهائل غير تقليدي لم يبلغ من قبل حتى في الحروب النظامية، حيث تجاوزت الخسائر البشرية على الجانب الفلسطيني أكثر من 200 في يوم واحد. وأشار إلى موقف حماس الذي بدا سلبيا حتى الآن نتيجة المفاجأة التي تلقتها من القوات الإسرائيلية، موضحا أن رد حماس المتوقع لم يعدو أكثر من ردودها التقليدية المعتادة والمتمثلة في الضرب المكثف للصواريخ على إسرائيل، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من العمليات الانتحارية التي تحاول بها إلحاق الخسائر في الجانب الإسرائيلي، إلا أن حجم الخسائر سيبقى متفاوتا وغير متعادل في المقابل. وأكد أنه في هذه الحالة سيستخدم كل طرف عناصر قوته، وبالتالي فإن الموازين مختلفة، ولن نجد دبابة مقابل أخرى لعدم التكافؤ في عناصر القوة لدى الجانبين، وهي ما تعرف بالحرب غير المتماثلة. وقال د. محمد عبد السلام إن رد فعل حماس في الفترة القادمة سيحدد مجرى الأمور، فإذا التزمت حماس بدعوة مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، ولم تقم برد عنيف فسيظهر هذا تأثرها بما حدث وستنهار حتما وربما تشهد انقسامات داخلية في صفوفها. وأضاف أن الأمر بالنسبة لحماس يختلف عما كان في حالة الحرب مع حزب الله في لبنان، حيث كانت الحدود مفتوحة وبالتالي يمكن إمداد حزب الله بالسلاح، وهو ما لا يمكن حدوثه مع حماس، التي لن تشهد دعما إلا في حدود التحركات الفردية المتمثلة في التطوع لا أكثر، وهو ما لا يؤثر على التوازن المختل بين الطرفين. أما إسرائيل فستلتزم بوقف إطلاق النار ولكن بعد أن تصيب أهدافها وتحقق غايتها بالكامل، وفي مثل هذه الحالات دائما يترك الوقت لإسرائيل ثم يتم الضغط عليها فيما بعد. وأشار إلى أن الدول العربية تشهد مظاهرات شعبية ضاغطة على قياداتها، كما تسعى الدول العربية وفي مقدمتها مصر والسعودية وقطر حاليا للضغط على المجتمع الدولي وراعي عملية السلام "الولاياتالمتحدة"، لكن إدارة بوش قد انتهت وبالتالي لن تقدم شيئا يذكر، وإدارة أوباما لم تتسلم مهامها بعد وبالتالي لن تتدخل، فضلا عن أنه من المستحيل أن تنفذ إسرائيل هذه العملية العسكرية الواسعة دون موافقة أمريكية.