الاهرام 23/9/2008 منذ منتصف شهر رمضان الحالي يقوم مجهولون بتوزيع كتاب شيعي يحمل اسم بحار الأنوار في بعض مساجد مدينة أكتوبر, وعلي الغلاف الخارجي للكتاب عبارة صدقة جارية ووسط صفحاته مجموعة كبيرة من البذاءات ضد مصر وشعبها, تنسب بعضها الي الرسول صلي الله عليه وسلم مثل: انتحوا مصر أي ابتعدوا عن ناحيتها, ولا تغسلوا رؤوسكم بطينها ولا تأكلوا من فخارها فإنه يورث الذلة, وتناسي هذا الكتاب المشبوه أن مصر هي البلد الوحيد الذي ورد اسمه في القرآن وأن الرسول صلي الله عليه وسلم أوصي خيرا بأهله. وتزامن ذلك مع الهجوم الشديد الذي شنته وكالة الانباء الايرانية( مهر) علي الشيخ يوسف القرضاوي لأنه تجرأ وتحدث عن محاولات نشر المذهب الشيعي في مصر التي تمولها وتدعمها ايران وانتهزت الوكالة الفرصة لتصب جام غضبها علي العرب خاصة مصر واعترفت صراحة بوجود هذه المحاولات مما دعا القرضاوي لأن يرد بقوة علي الوكالة ويؤكد تمسكه بفضح عمليات التشيع ويذكر الايرانيين بنضال العرب ومصر خاصة ضد الاستعمار والصهيونية. والحقيقة أن محاولات نشر التشيع في مصر تشهد نشاطا محموما مدعوما بتمويل ايراني ضخم, بعضه يكون في شكل وقف خيري مخصص لهذا الغرض, وهو ما يفسر عبارة صدقة جارية الموجودة علي الكتاب المذكور, وأعلم منذ فترة وجودي في بيروت تفاصيل كثيرة عن الاهتمام الايراني الكبير بعمليات التشيع في مصر, وقد تشيع أحد القضاة منذ عدة سنوات ونجح في اقناع أحد زملائه بذلك, وهناك بؤرة تشيع تعمل بالتنسيق مع احدي لجان نقابة الصحفيين, بالاضافة الي عدد من الجمعيات ودور النشر التي اقيمت لهذا الغرض خلال السنوات الأخيرة, كما يقف امام جامعة القاهرة منذ العام الدراسي الماضي صاحب مكتبة متجولة علي عربة يد يبيع الكتب الدينية( وكلها شيعية) بأسعار رمزية وينتهز الفرصة للدخول في حوارات مع الطلبة الذين يحاول استقطابهم. ان مصر ليست العراق الذي قامت المليشيات الشيعية فيه بقتل وتهجير المسلمين السنة, وليست بيروت التي عاملت الميليشيات الشيعية أهلها من السنة في مايو الماضي علي أنهم أسري حرب ومنعتهم حتي عن اداء صلاة الجمعة, ولن تنجح هذه الفتنة الجارية.. واسألوا التاريخ.