دخلت التهدئة المتبادلة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل السبت يومها الثالث، حيث ساد الهدوء ولم تُسجل أي خروقات تذكر.. وسط ترقب شعبي لسكان قطاع غزة المحاصر منذ عام بانتظار نتائجها. والتزمت الفصائل الفلسطينية بالتهدئة وامتنعت عن إطلاق أي صاروخ أو قذيفة تجاه المواقع العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للقطاع؛ وفي المقابل اختفت الطائرات الإسرائيلية من الأجواء، ولم تسجل عمليات إطلاق نار على امتداد الحدود الفاصلة بين غزة وإسرائيل. وبموجب اتفاق التهدئة، من المقرر أن تبدأ إسرائيل في فتح المعابر التجارية تدريجياً لنقل البضائع إلى القطاع ابتداءً من يوم الأحد المقبل. وينتظر سكان غزة اليوم السبت أو يوم غدٍ على أبعد حد فتح المعابر بشكل جزئي، حيث أكد عدد من قادة حماس أن اليوم الثالث أو الرابع للتهدئة سيشهد رفع الحصار بشكل تدريجي وفتح المعابر والبدء بإدخال البضائع والسلع الأساسية التي حرم منها قطاع غزة على مدار عام كامل. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد دعا أمس الأطراف الفلسطينية إلى الارتقاء إلى مستوى المسئولية، وضبط النفس.. للحفاظ على التهدئة في قطاع غزة. من جانبه، جدد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية الجمعة التأكيد على استحقاقات الطرح المصري بخصوص التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بفك الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة، ووقف العدوان وفتح المعابر. وقال هنية في خطبة الجمعة بمسجد فلسطين في غزة، "إن إسرائيل ولأول مرة تقر بمبدأ التبادلية في التهدئة حيث طلبنا وقف العدوان وفك الحصار وفتح المعابر مقابل الهدنة وهذا ما تم"، مشيراً إلى أنه بعد 72 ساعة من إعلان التهدئة ستقوم إسرائيل بفتح المعابر وإدخال مختلف البضائع والسلع المحظور إدخالها منذ بداية الحصار". وأكد هنية أن نجاح التهدئة مرهون بمدى التزام الإسرائيليين بها وعدم خرقها، موضحاً أن ثمة توافق فلسطيني داخلي بين الفصائل السياسية وبين المقاومة للالتزام بها رغم تحفظات بعض الفصائل عليها.. إلا أنها تعهدت بعدم خرقها. وبخصوص تبادل الأسرى، قال هنية إنه "تم تقديم لائحة للمصريين تضم اربعمائة وخمسين اسماً من أصل ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي شاليط وعلى الإسرائيليين الموافقة عليها لإنهاء القضية"، مؤكداً أن الإسرائيليين وقادتهم هم من يعرقلون هذه القضية من خلال رفضهم للمطالب الفلسطينية". وفيما يتعلق بمعبر رفح البري الفاصل بين مصر والأراضي الفلسطينية، شدد هنية على أن ما تم التوصل إليه هو أن تقوم مصر بدعوة الأطراف المعنية "حماس والسلطة الفلسطينية في رام لله والأوروبيين" للقاء في القاهرة للتباحث في آليات فتح معبر رفح البري". إسرائيل تقتحم نابلس: قالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن قوات من الجيش الإسرائيلي اقتحمت فجر السبت مدينة نابلس ومخيمي بلاطة وعين بيت الماء بالضفة الغربية. وذكرت المصادر أن عدة آليات عسكرية اقتحمت مخيم عين بيت الماء وسط إطلاق نار متقطع، مضيفةً أن القوة ذاتها اقتحمت الجبل الشمالي وحارة الشيخ مسلم في مدينة نابلس، في حين شوهدت مجموعة من الجنود تتجول في منطقة خان التجار بالبلدة القديمة في نابلس. وأضافت المصادر أن القوة الإسرائيلية اقتحمت مخيم بلاطة شرق مدينة نابلس وجابت أحياء المخيم وسط إطلاق نار، وانسحبت في ساعات الصباح الباكر دون أن يبلغ عن اعتقالات. وفي السياق ذاته اقتحم عدد من المستوطنين قبر يوسف في منطقة بلاطة البلد شرق مدينة نابلس تحت حراسة الجيش الإسرائيلي. وذكر شهود عيان أن ثلاث سيارات لمستوطنين اقتحمت قبر يوسف فجر السبت، مضيفين أن المستوطنين مكثوا في القبر حتى ساعات الصباح الباكر. (د.ب.أ)