اكد برنامج الاممالمتحدة للبيئة الاحد ان ذوبان الانهار الجليدية في العالم يسارع الى رقم قياسي جديد، بحدوث اكبر فقد للجليد في اوروبا في اشارة مزعجة الى تغير المناخ. وقال البرنامج في بيان "الذوبان في الجبال" ان تراجع الانهار الجليدية من الانديز الى القطب الشمالي يتعين ان يزيد من دفع مفاوضات الاممالمتحدة بشأن التوصل لاتفاقية جديدة بحلول نهاية 2009 لمكافحة ارتفاع حرارة الارض. واكد البيان ان "المعلومات تاتى من ما يقرب من 30 نهرا جليديا قياسيا في تسع سلاسل جبال تشير الى انه بين اعوام 2004-2005 و 2005-2006 بلغ متوسط معدل الذوبان وتراجع السمك الى اكثر من الضعف". وتشير ادارة مراقبة الانهار الجليدية في العالم التي يدعمها برنامج الاممالمتحدة للبيئة في جامعة زوريخ في سويسرا الى ان بعض اكبر فقدان للجليد في اوروبا كان في جبال الالب والبرانس والمنطقة الاسكندنافية. وقال مدير الادارة ولفريد هابيرلي في بيان "الارقام الاخيرة هي جزء مما يبدو أنه اتجاه يسير بشكل عاجل مع عدم وجود نهاية واضحة في الافق". واشارت هذه التقديرات التي تستند الى قياس كثافة الجليد بالانهار الجليدية الى فقد 1.5 متر في 2006 بارتفاع عن اكثر من مجرد نحو نصف متر في عام 2005. وقال برنامج الاممالمتحدة للبيئة ان تراجع سمك الانهار الجليدية كان الاسرع منذ بدء المراقبة. ومنذ 1980 قل سمك الانهار الجليدية بحوالي 11.5 مترا في تراجع وجهت لجنة الاممالمتحدة للمناخ اللوم بشكل رئيسي بالمسؤولية عنه الى الاستخدام البشري للوقود الاحفوري. ويمكن ان يؤدي هذا الذوبان الى احداث اضطراب في اي شىء ابتداء من الزراعة حيث يعتمد ملايين الاشخاص في اسيا على مياه الذوبان الموسمية من الهيمالايا - وجيل الطاقة الى الرياضات الشتوية، ويمكن ان يؤدي الذوبان ايضا الى ارتفاع مستويات البحر في العالم. وقال برنامج الاممالمتحدة للبيئة ان الانهار الجليدية تعد من بين اوضح المؤشرات على ارتفاع حرارة الارض. تغير مناخى وعلى صعيد متصل ساندت مجموعة من أكثر دول العالم انتاجا للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الاحد الجهود التي تقودها الاممالمتحدة للتوصل لاتفاق مناخي لمحاربة التغيرات المناخية الا أن الدول اختلفت بشأن تحديد سقف للانبعاثات من صناعات بعينها. وأجرت مجموعة العشرين التي تضم دولا من كبار الملوثين مثل الولاياتالمتحدة والصين الى دول مثل البرازيل واندونيسيا وجنوب افريقيا ثلاثة أيام من المحادثات قرب طوكيو لمناقشة سبل معالجة الانبعاثات التي تتزايد بشكل سريع. ويطالب العالم النامي الدول الغنية ببذل المزيد من الجهود لكبح انبعاثات الغازات ومساعدة الدول الافقر في تمويل تكنولوجيا نظيفة. وتمكن الجانبان من تضييق هوة الخلافات في بالي في ديسمبر/ كانون الاول لاطلاق عامين من المحادثات بشأن اتفاق يحل محل بروتوكول كيوتو ويلزم كل الدول بكبح الانبعاثات. ولكن بعض الدول الاعضاء في مجموعة العشرين والمبعوثين أبدوا قلقهم بشأن اقتراح اليابان بتحديد سقف للانبعاثات الناجمة عن صناعات بعينها. وقالت الدول النامية ان هذا الاقتراح يجب أن يضع في الحسبان أوضاعها الفردية. وكانت نحو 190 دولة في بالي اتفقت على محاولة التوصل بحلول نهاية عام 2009 لاتفاق بديل يحل محل بروتوكول كيوتو. ووفقا لخارطة بالي للطريق فان كل الدول ستكون ملزمة بخفض انبعاثات الكربون تماشيا مع الاتفاق الجديد الذي سيحل محل بروتوكول كيوتو اعتبارا من عام 2013 . والمرحلة الاولى من كيوتو تنتهي عام 2012 وتلزم الدول الغنية فقط بكبح انبعاثاتها ولكن الانبعاثات المتزايدة بشكل سريع من الدول النامية تعني أن هذا البروتوكول لم يعد فعالا في محاولة الحد من التغيرات المناخية الخطيرة التي يقول علماء انها ستسبب ارتفاع منسوب مياه البحر وزيادة الجفاف والفيضانات. (رويترز)