'ابقوا في بلادكم ونحن سنأتي اليكم'. هذه خلاصة الرسالة التي حملتها الندوة المنظمة من جانب السفارة الايطالية في القاهرة بالاشتراك مع وزارات القوى العاملة والخارجية والداخلية وبحضور مكثف للصحافة المصرية، تبعها افطار رمضاني شهي ربما للتخفيف من وقع الخطاب السياسي للحكومة الايطالية حول قضية تدفق المهاجرين. لا توجد فرص عمل كافية في ايطاليا.. والايطاليون انفسهم يعانون البطالة والاسعار في ارتفاع مذهل واصحاب الدخول والمرتبات البسيطة سيقعون ضحية لمشاكل اقتصادية واجتماعية متفاقمة، اما الذين يحققون المكاسب فهم عصابات تسفير وتهريب المهاجرين الباحثين عن احلام الثراء وفرص عمل في اي دولة اوروبية بعد ان تملكهم اليأس في بلادهم. والنتيجة موت العشرات كل شهر في البحر الابيض المتوسط او في الصحراء الليبية حيث يتكرر السيناريو نفسه: عصابات التسفير تهرب وتترك الضحايا لدى ظهور الشرطة او نفاد المؤن الغذائية والوقود.. والذين يحظون بفرصة النجاة سيقعون في ايدي الشرطة التي ستتتولى استجوابهم وحبسهم ومن تم اعادتهم الى بلادهم مرة اخرى. فرص عمل مشروعة... ومحدودة لذلك لابد من التعاون المشترك بين جميع الاطراف. الحكومة الايطالية ممثلة بوزارات الداخلية والعمل والخارجية انشأت وحدة خاصة لمواجهة تدفق المهاجرين ودشنت تعاونها مع مصر باتفاقية في 9 يناير 2005 لاعادة توطين عشرة آلاف مهاجر مصري لا يتمتعون بالاقامة الشرعية. لكن الخطوة الاهم تمثلت. توفير فرص عمل شرعية لثلاثمائة فني وعامل في مهن وتخصصات مختلفة ضمن حصة تصل الى 1200 وظيفة عمل، وذلك عن طريق قنوات شرعية تبدأ من وزارة القوى العاملة المصرية حيث سيتم تدريبهم وتعليمهم اللغة الايطالية. وبالفعل سافرت مجموعة من الدفعة الاولى، فيما ينتظر الباقون السفر بصورة شرعية وبددت المخاطرة بالموت في مراكب متهالكة في عرض البحر. الداخلية المصرية عرضت انشطتها ونجاحها في التصدي لظاهرة تصويب الباحثين عن في عمل وبالتالي فقد انخفض عدد المهاجرين غير الشرعين من عشرة الاف عام 2007 الى 4 الاف وما تبين في عام 2006 بنسبة تقترب من 60% وفقا لتأكيدات اللواء محمد وهبي مساعد الوزير امام المؤتمر. وزيرة القوى العاملة عائشة عبدالهادي اعترفت ان الاعداد المتاحة للسفر بصورة شرعية محدودة ولكن المسألة مرتبطة بالعرض والطلب واحتياجات السوق الايطالية، اما السفير الايطالي الجديد كلاوريو ياتشيفيكو فقد اكد على مجالات التعاون والتفاهم وافتتاح مراكز جديدة لتدريب العمالة المصرية سواء للعمل في المشروعات الايطالية - المصرية المشتركة في مصر او في الدول العربية او اي مكان اخر بما في ذلك ايطاليا التي ستعطي مصر الحصة من العمالة وفقا لظروف وطلبات المنشآت الايطالية. ووسط ترديد عبارات التعاون المشترك لمواجهة الهجرة غير الشرعية عشرات المرات، فان الرسالة واضحة 'نساعدكم بشتى الطرق لكي تبقوا في بلادكم' واخر رموز المساعدة تقديم زورق ايطالي حديث لشرطة السواحل المصرية لكي تراقب شواطئها لايقاف موجات الهجرة غير الشرعية.