يقوم الرئيس محمد مرسي بزيارة الى البرازيل خلال الفترة من 7 الى 9 مايو الجاري في اول زيارة لرئيس مصري الى البرازيل والى واحدة من دول امريكا اللاتينية قاطبة في مغزى يحمل دلالات مهمة في اتجاهات مصر وسياستها الخارجية خلال الحقبة الحالية بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير. ويركز الرئيس مرسى في حركته الخارجية على ضرورة تأسيس مصر لعلاقات متوازنة بين كل لقوى الاقليمية والعالمية ولعلاقات متوازنة مع كل دول العالم تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والمنافع المتساوية المتكافئة بين كل الأطراف. ويرى المحللون ان هذه الزيارة تسعى إلى خدمة الاحتياجات الاقتصادية لجذب الاستثمار الخارجي والمساعدات الدولية بما يسهم فى تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة وتحقيق توازن المصالح مع الأطراف الخارجية ومراعاة التكافؤ مع هذه الأطراف ويرتبط هذا المبدأ بأهمية التركيز على القواسم المشتركة والمنافع المتبادلة بما يحقق مصالح الجميع. وتستهدف زيارة الرئيس محمد مرسى الى البرازيل الإطلاع عن قرب على تجربة البرازيل فى النمو الاقتصادى والتى ارتبطت بتعزيز الإصلاح المؤسسى ومكافحة الفساد بكل صوره والشفافية ومصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع الاقتصادية منذ بدء برنامج النهضة التنموي وعدم اعطاء وعود براقة وإنما وعود بتحسن الأوضاع مع العمل والانتاج. كما تستهدف زيارة الرئيس مرسي الى البرازيل الإستفادة من تجربة الدور الاجتماعى للبرازيل التي تبنت فكرة إدماج العدالة الاجتماعية كأحد مكونات التنمية والتى تهدف بالأساس إلى تمكين الفئات المهمشة والفقيرة من خلال برامج مكافحة الفقر وتحويلهم من قوى هامشية إلى قوى منتجه وليست فقط متلقية للمعونات والمساعدات الاجتماعية وهذا هو جوهر وفلسفة التمكين السياسى والاقتصادى للفئات الأكثر فقرا. ويستهدف الرئيس مرسي من زيارته استكشاف الفرص المتاحة وفتح افاق جديدة امام الاقتصاد المصري لدفع معدلات النمو الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة والعمل على جذب المزيد من الاستثمارات وخلق فرص عمل جديدة فالبرازيل تعد من الاقتصادات الناهضة في قارة امريكا اللاتينية وتحتل المرتبة الثانية بين دول القارة والسادسة على مستوى العالم بناتج قومي اجمالي قوي واحتياطي نقدي يصل الى 371 مليار دولار متقدمة بذلك على بريطانيا وحققت نموا بلغ 2.7 بالمائة مقابل تحقيق الاقتصاد البريطاني نموا بنسبة لم يتجاوز 0.8 بالمائة. كما يتفقد الرئيس خلال الزيارة تجارب البرازيل المتميزة في العديد من المجالات خاصة في مجال الزراعة وانتاج الوقود من المخلفات الزراعية ويتوجه الرئيس بعد زيارة العاصمة برازيليا الى مدينة ساو باولو وهي مدينة المال والاعمال مساء الثلاثاء المقبل وتستمر هذه الزيارة حتى مساء الاربعاء حيث يجتمع بمجلس الاعمال المصري البرازيلي ويلقي كلمة تركز على انفتاح مصر على دول العالم المختلفة واهتمامها بتعزيز وتطوير العلاقات مع البرازيل في مختلف المجالات كما يلتقي مع وفد من اتحاد الصناعات في البرازيل وهو من اهم اتحادات الصناعات في العالم. ويشهد الرئيس مرسي خلال الزيارة ايضا توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تشمل العديد من المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين. كما تستهدف الزيارة ايضا التنسيق بشأن قضايا السياسة الخارجية المشتركة فقد كانت البرازيل من المنادين بضرورة تغيير قواعد النظام الدولي السائد, والمطالبة بزيادة عدد الدول المتمتعة بمقعد دائم في مجلس الأمن, ووفق هذه الرؤية لم يكن مستغرباملاحظة تنامي دورها في العديد من الملفات الدولية وعلى رأسها الإسهام الفعال في مجموعة العشرين التي حاولت معالجة الأزمة المالية العالمية الأخيرة, والقضايا المتعلقة بالبيئة والتغيرات المناخية والاتفاقات والمعاهدات المنظمة للتجارة الدولية بل وفي الأزمات المتفجرة فى منطقة الشرق الأوسط كماحدث مؤخرا في الخلاف بين الغرب وإيران على خلفية برنامجها النووي, وتنسيقها مع تركيا في هذا الأمر.