تعكف عدة وكالات اتحادية أمريكية في التحقيق حول شبكة واسعة من القضايا الجنائية تشتمل على شراء وتسليم أسلحة وإمدادات ومواد أخرى بمليارات الدولارات للقوات العراقية والأمريكية طبقا لما أوضحه مسئولون أمريكيون الذين قالوا بان ذلك يرقى إلى اعتباره اكبر حلقة تحايل وعمولات تم اكتشفها في حرب العراق. وأدى التحقيق بالفعل إلى توجيه العديد من الاتهامات لأمريكيين مع توقع المزيد من هذه الاتهامات حسبما قال مسئولون. وتشتمل إحدى التحقيقات على ضابط أمريكي رفيع المستوى عمل عن كثب مع الجنرال ديفيد بترويس في إعداد عملية لوجستيه لإمداد القوات العراقية عندما كان الجنرال بترويس مسئولا عن تدريب وتجهيز تلك القوات في الفترة بين عام 2004وعام 2005وفقا لما قاله مسؤولون أمريكيون . ولا يوجد ما يدل على أن المحققين اكتشفوا أي فعل خاطئ للجنرال بيترويس، أعلى قائد عسكري أمريكي في العراق والذي رفض عبر المتحدث باسمه التعليق على أي من الإجراءات القانونية. واعتمدت هذه المقالة على مقابلات أجريت مع أكثر من اثني عشر محققا اتحاديا وأخرى في الكونجرس ومع مسئولين شرطة وعسكريين وخبراء في التعاقد وفي العمليات اللوجستيه في العراق وفي واشنطن ممن كانت لديهم معرفة مباشرة بالتحقيقات وقد تحدث معظمهم للصحيفة بشرط عدم الإفصاح عن هوياتهم لان التحقيقات الجنائية لا تزال مستمرة. ويقوم بإجراء التحقيقات قيادة التحقيق الجنائي للجيش ووزارة العدل ومكتب التحقيق الاتحادي بالإضافة إلى وكالات أخرى. واكتشفت تحقيقات من قبل وكالات مراقبة اتحادية خلال العام الماضي تناقضات خطيرة في سجلات عسكرية بشأن المطاف الذي انتهت إليه آلاف الأسلحة التي كانت موجهه إلى القوات الأمنية العراقية. ولم تتوصل أي من هذه الوكالات إلى الاستنتاج بان تلك الأسلحة قد وجدت طريقها إلى عناصر مسلحة أو مليشيات. ولم تقم هذه الوكالات بإثارة احتمال وجود إثم جنائي بشأن هذا الأمر وقال الجنرال بيترويس إن الحاجة الملحة لتزويد قوات الأمن العراقية بالأسلحة أكثر أهمية من الاحتفاظ بسجلات خالية من الأخطاء وسبق أن أوضح الجنرال بيترويس في مقابلة معه في الثامن عشر من أغسطس بأنه في ظل وجود قوات امن عراقية فقيرة التجهيز في مواجهة أعمال عنف متصاعدة في العراق فقد قرر عدم الانتظار بدء عمل أنظمة رصد رسمية قبل توزيعه لتلك الأسلحة مضيفا بقوله لقد اتخذنا قرارا بتسليح أفراد تلك القوات للقتال من اجل بلدهم. ولكن مسؤولين أمريكيين يقولون الآن إن جزءاً من هذه التحقيقات تتركز في اللفتنانت كولونيل ليفوندا جوي سيلف التي كانت تتبع مباشرة للجنرال بترويس وعملت عن كثب معه في إعداد العملية اللوجستيه لقوات الأمن العراقية الوليدة آنذاك. ووفقا لما قال مسؤولون شاركوا في عملية الإمدادات اللوجستيه فان تلك العملية اشتملت على توفير كل شيء بدءا من البنادق إلى العربات المدرعة والمتفجرات وأحذية وأزياء جنود الجيش. ويتذكر رفقاء سيلف بأنها كانت ضابطة شجاعة وراغبة في القيام بمخاطر شخصية من اجل تنفيذ مهمتها وبأنها كانت مطيعة للجنرال بترويس وتوجيهاته بالتحرك بسرعة لإعداد وبدء العملية اللوجستيه. من غير الواضح على وجه التحديد الأمر الذي يتم التحقيق فيه مع الكولونيل سيلف وقد امتنعت عن التحدث مع الصحفيين واعدة لهم بفعل ذلك في وقت لاحق. وتجاوز الانتقادات الشديدة للإنفاق الهائل لأموال أمريكية وعراقية في برنامج إعادة تعمير العراق والتي بلغت قيمتها أربعين مليار دولار على الأقل قضايا الفساد والتي تم اكتشافها حتى الآن إلى ضعف المراقبة وسوء التخطيط والمشاكل الأمنية المستمرة والتي ساهمت في كثير من إخفاقات البرنامج.