تحت عنوان «قمة النماء والارتقاء»،تنطلق اليوم، أعمال دورة المجلس الأعلى ال37 لدول مجلس التعاون الخليجي، والتي تستضيفها العاصمة البحرينيةالمنامة، خلال الفترة من 6 إلى 7 ديسمبر الجاري. ويأتي انعقاد قمة البحرين في ظلّ ظروف إقليمية ودولية تطغى عليها أزمات ومتغيرات متسارعة، لها تأثيرها على منطقة الخليج.، وبالتزامن مع جولة خليجية تاريخية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، بدءاً من العاصمة أبو ظبي، مروراً بالدوحة، وانتهاءً بالمنامة، لتثير العديد من التكهنات بين الإعلاميين والمحللين السياسيين، الحاضرين لتغطية القمة، حول نوعية القرارات التي ستخرج بها القمة، بين متفائل بقرار خليجي «للتعجيل» بإعلان قيام «الاتحاد الخليجي»، وبين مراهن على «قمة اقتصادية» بامتياز، تستكمل الوحدة الاقتصادية الخليجية، وتؤكد على «المواطنة الخليجية»، مع قرارات سياسية «حازمة» للتأكيد على وحدة دول الخليج في مواجهة الأخطار التي تحيط بها، والتعامل مع المتغيرات الحاصلة في الساحة الدولية. وفي أجواء طغى عليها «الترقب» الإعلامي والسياسي، استكملت العاصمة البحرينيةالمنامة، تحضيراتها لاحتضان القمة ال37 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وخلت شوارع المنامة من مظاهر احتفالية صاخبة، باستثناء بعض اللافتات والرايات الوطنية الخليجية المنتشرة في بعض الطرقات، بين أن ذلك لا يعكس حالة الترقب لنتائج القمة، التي دعت إليها السلطات الرسمية 350 صحفيّا، من دول مجلس التعاون، ودول عربية، إلى جانب ممثلين عن وسائل إعلام غربية. وصول القادة .. واستناداً للبرنامج الأوَّلِيّ للجنة التنظيم، يرتقب أن يبدأ في حدود العاشرة صباحا من نهار اليوم وصول أصحاب الجلالة والسمو، وقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مع انطلاق الجلسة الافتتاحية للقمة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على أن تنعقد الجلسة الختامية للقمة صبيحة غدٍ الأربعاء، ويليها عقد مؤتمر صحفي لتلاوة البيان الختامي للقمة. ظروف انعقاد القمة.. يستقطب انعقاد القمة الخليجية اهتماماً خليجياً ودوليّا لافتاً؛ نظراً لحجم التحديات والتطورات المتسارعة التي تواجه دول المنطقة في الفترة الراهنة، فضلاً عن طبيعة الملفات المتوقع طرحها للنقاش، والتي يقع على رأسها الخطوات الممكن اتخاذها للوصول إلى مرحلة الاتحاد الفعلي. ويعوّل قادة وشعوب دول مجلس التعاون على قمة المنامة لتعزيز مسيرة المجلس التكاملية، بالنظر إلى ما تحقق خلال القمم السابقة، واستجابة لتطلعات الشعوب الخليجية بأسرها لتحقيق الإنجاز المنشود والحلم الكبير بإقرار مشروع الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد الخليجي. كما يترقب المتابعون ما ستخرج عنه قمة المنامة لمواجهة التحديات والأعباء التي تقع على كاهل المجلس، حالياً ومستقبلاً، وحلحلة وتسوية الكثير من القضايا والملفات، المحلية منها، والإقليمية والدولية، وعلى رأسها العمل الإنساني والإغاثي وأسعار أسواق النفط وجرائم التطرف والإرهاب. تحديات أمنية.. وعلى الصعيد السياسي والأمني، يجمع المراقبون بالعاصمة المنامة على أن قمة البحرين، تأتي في توقيت بالغ الأهمية، يتزامن وظروف إقليمية ودولية متسارعة، أفرزت تحديات ومخاطر، وربما فرصاً أيضاً، تستوجب سرعة التعاطي معها ومواجهتها وفق منطلق ثابت ورأي واحد، ومن ذلك، ضرورة تبني موقف سياسي ودفاعي وأمني واقتصادي موحد في مواجهة خارطة من التهديدات المشتركة، التي لا تنتهي عند فوضى الحروب والصراعات، وتمتد للمستجدات والأوضاع الاقتصادية أيضاً، وتحتم التعاطي معها برؤى ومواقف مغايرة. ملف الاتحاد الخليجي .. لعلّ من بين أكثر القضايا التي ستكون على طاولة نقاشات قادة وزعماء دول الخليج في قمتهم المنتظرة بالمنامة ما يتعلق بملف الاتحاد والتكامل الشامل، وهو الملف الذي بات يفرض نفسه على الرأي العام الخليجي في هذه الفترة بالذات لأكثر من سبب، أقلها وجود العوامل المحفزة والمقومات الرئيسية للتوحد بين شعوب المجلس، ودور هذا الاتحاد في حال النجاح في تحقيقه في حل الكثير من المشكلات ومجابهة أعتى العقبات، خاصة مع تصاعد حدة التهديدات التي تحيط بالمجلس، وخطر النوايا العدوانية والأطماع التوسعية لبعض القوى الإقليمية التي تحاول مد نفوذها وفرض هيمنتها على دول المنطقة بطرق شتى. المواطنة الخليجية الكاملة .. رهان آخر يعوّل على قمة البحرين أن تعمل على تجسيده، يتمثل في «المواطنة الخليجية» التي تمثل أبرز نجاحات مجلس التعاون خلال العقود الثلاثة السابقة، وتتعلق باستمرارية دعم جهوده المبذولة نحو مزيد من الاندماج المجتمعي بين الشعوب الخليجية وبعضها، أو ما يشار إليه بالمواطنة الخليجية الكاملة، خاصة على الصعد الاجتماعية والإنسانية المختلفة، وعلى وجه التحديد في الوظائف والنشاط التجاري والتنقل، والتي تمثل بدورها مطلباً شعبيّا ضروريّا الغرض منه دعم وتعزيز أواصر القربى وتحقيق مزيد من القوة والترابط والتلاحم الشعبي الخليجي في مواجهة المشكلات الكبرى التي تمر ليس فقط بالمنطقة، وإنما بالعالم أجمع.