بعد فاصل من الهدوء النسبى ،تجددت الاشتباكات العنيفة في محيط المسجد الاحمر في العاصمة الباكستانية إسلام آباد بين القوات الباكستانية والطلاب المرابطين مع زعيمهم عبد الرشيد غازي داخل المسجد. ومزقت أصوات الأعيرة النارية المختلفة والانفجارات سكون ليل السبت وفجر اليوم الأحد، إثر اندلاع القتال حول المسجد الأحمر. وفى خطوة ربما تمثل الفصل الختامي في هذه المأساة ، بعد أن إستولت قوات الامن علي المدرسة الفريدية التابعة للمسجد والبعيدة عن موقعه بنحو خمسة كيلومترات ،. دفعت السلطات الباكستانية بتعزيزات إضافية من القوات شبه العسكرية ووحدات الكوماندوز لمحيط المسجد الاحمر. كانت موجة العنف قد اندلعت يوم الثلاثاء الماضي عندما اعتدى أكثر من 150 طالبا من طلاب المسجد على نقطة تفتيش للشرطة الباكستانية تتمركز بالقرب من المسجد ، وقامت الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع خلال مواجهتها الطلاب المسلحين بالعصي والهراوات. وأضرم بعض الطلبة المحتجين النار في مبنى وزارة البيئة والتنمية القريب من المسجد, وخرج مئات منهم من المدرسة الملحقة بالمسجد وهددوا بإعلان ما وصفوه بالجهاد وتنفيذ هجمات انتحارية. وقد قام الطلاب بخطف عناصر شرطة فضلا عمن يتهمونهم بالتورط في أنشطة "لا أخلاقية"، خارج المسجد، وحاصرت القوات المسجد يوم 4 يوليو بعد يوم من حدوث توتر بين اتباع مسجد لال وقوات الامن المنتشرة خارج المسجد، مما ادى الى اندلاع اشتباكات دامية في الشوارع، راح ضحيتها حتى الان مالا يقل عن 19 شخصا واصيب اكثر من 100 اخرين، ويتباين هذا العدد الذي لا يمكن التحقق منه من مصدر مستقل .. واستسلم أكثر من 1100 طالب للسلطات، فيما ناشد مسؤول المسجد بقية الطلبة لتسليم أنفسهم دون شروط . جدير بالذكر ان المسجد الاحمر يعد معقل للتشدد منذ سنوات ويشتهر بدعمه لحركة طالبان في افغانستان ومعارضته لتأييد برويز مشرف للحرب التي تقودها امريكا على الارهاب. ويعمل مسؤولوا المسجد وطلابه وطالباته منذ فترة على فرض حكم الشريعة الإسلامية في البلاد. وتعد هذه الاشتباكات تطورا نوعيا في المواجهة التي بدأت مطلع العام بين السلطات والطلبة المتهمين بإقامة مليشيات لتطبيق الشريعة الإسلامية الاستسلام أو الموت .. الرئيس الباكستاني برويز مشرف كان قد هدد السبت بقتل المتشددين داخل المسجد ما لم يستسلموا،وشدد على ان القوات الحكومية ابدت حتى الآن صبرًا كبيرًا وضبطًا للنفس نظرًا لوجود نساء واطفال في المسجد . ويحاصر الآلاف من القوات الحكومية المسجد الأحمر، المعروف باسم "لال مسجد"، وأحد المرافق المجاورة الخاصة بالنساء، في وسط العاصمة الباكستانية، طوال الأيام الستة الماضية.
الإفراج أو الشهادة .. ورغم أن القوات الحكومية تقول إن 20 شخصاً فقط قتلوا في المعارك الدائرة حول المسجد الأحمر، إلا أن الشيخ عبد الرشيد غازي، القائد المفترض للطلبة المتحصنين داخل المسجد، اتهم قوات الأمن التي تطوق المسجد بقتل 70 طالباً منذ بداية المواجهات، متعهداً بالقتال حتى "الشهادة" على حد تعبيره بدلا من الاستسلام ، وأبدى غازي، استعداده ومن معه لإلقاء السلاح شريطة عدم اعتقالهم من قبل الشرطة، في وقت رجحت المصادر العسكرية وجود قرابة 100 مسلح داخل حرم المسجد. وكانت جهود الوساطة التي جرت السبت بين الأمن الباكستاني والطلبة قد باءت بالفشل، بعدما تعذر وصول الوسيط المعين إلى المسجد بسبب غزارة النيران بين الطرفين. تزايد التواجد العسكري في الشوارع، فضلا عن رفض السماح لوفد سياسي بدخول المسجد، يشير إلى أن الحكومة باتت الآن تغلق الباب أمام التفاوض. وطالب مشرف المتحصنين بإطلاق الأطفال و النساء ومن ثم الاستسلام، وهدد بشن عملية عسكرية ضدهم حال رفضهم ذلك. وقد تم قطع إمدادات الكهرباء والماء عن المسجد ويتردد أن مخزون الطعام قد شح. ويدعى عبد الرشيد غازي إنه دفن 30 طالبة في مقبرة جماعية بالمجمع. وكان أكثر من ألف من الطلاب الإسلاميين قد خرجوا من مجمع المسجد في وقت سابق تحت الضغط المتصاعد من جانب قوات الأمن. ويقول المسؤولون إن نحو 60 من المتبقين داخله من العناصر الأشد مراسا، وكانوا في طليعة حملة فرض الشريعة الإسلامية على إسلام آباد. حيث قاد طلاب المدرسة "حملات للفضيلة" شملت خطف رجال للشرطة وأشخاص يتهمونهم بإدارة بيوت منافية للاداب ، فضلا عن مداهمة محال الموسيقى والشرائط .. 8/7/2007