تجددت الاشتباكات في محيط المسجد الأحمر في إسلام آباد بين قوات الأمن الباكستانية والطلبة المتحصنين داخله فجر اليوم حيث سمع دوي عدة انفجارات بعد أن حاول الجيش الاقتراب من مباني المسجد. وقالت مصادر أمنية- بحسب الجزيرة - إن المتحصنين في المسجد الأحمر ردوا بإلقاء قنابل على تفجيرات تحذيرية نفذها الجيش للضغط عليهم أعقب ذلك تبادل كثيف لإطلاق النار. وأضاف شهود عيان أنهم سمعوا دوي ثمانية تفجيرات بفاصل بضع دقائق بين الانفجار والآخر. وسبق التفجيرات تحركات للجيش في محيط المسجد حيث اتخذت ناقلات جند مصفحة مواقع لها على مقربة منه لكن مصادر أمنية نفت أن تكون قواتها دخلت إليه مشيرة إلى أن الجنود ألقوا قنابل مسيلة للدموع داخله فقط. وتطوق قوات الأمن والجيش الباكستانيان المسجد الأحمر منذ أمس وفرضت حظر للتجول في المنطقة المحيطة به وأبعدت الصحفيين والمصورين عن محيطه. وقد جددت السلطات عبر مكبرات الصوت فجر اليوم إنذارها إلى جميع من بداخل المسجد إلى الاستسلام سلميا. وحذرتهم بأنهم سيكونون مسؤولين عن أي خسائر. تأتي هذه التطورات بعد ساعات من استسلام مئات الطلبة من المسجد للسلطات والقبض على إمام المسجد مولانا عبد العزيز. وأكدت قوات الأمن الباكستانية أن القبض على إمام المسجد تم بينما كان يحاول الفرار من الطوق الأمني المفروض على محيط المسجد. وقد قدر نائب محافظ إسلام آباد عدد الطلبة المستسلمين بأكثر من 1000 طالب بينما قالت مصادر حكومية إنه سيتم العفو عن النساء والأطفال أما عن الشبان والرجال الذين شاركوا في عمليات القتل فسوف يتم تسليمهم للقضاء. وجاءت عمليات الاستسلام إثر تجدد الاشتباكات بعد ظهر أمس بين قوات الأمن والطلبة المتحصنين حيث سمع إطلاق النار الكثيف في محيط المسجد بينما شوهدت مروحيات عسكرية تحلق فوق المنطقة. وقد لعبت الحكومة الباكستانية على وتر تمديد المهلة للطلبة أكثر من مرة خشية أن يؤدي اقتحام المسجد إلى انطلاق مظاهرات مضادة في المدارس الدينية الأخرى. يذكر أن مظاهرات انطلقت في مدينتي لاهور وكويتا تندد بالطريقة التي تعامل بها الرئيس الباكستاني برويز مشرف مع الأزمة. وكان نائب مدير المدرسة بالمسجد الأحمر عبد الرشيد غازي اتهم في وقت سابق قوات الأمن الباكستانية بقتل شخصين فجر أمس أثناء تسلقهما سطح المدرسة لرفع أذان الفجر، حيث أطلق القناصة الذين اعتلوا أسطح المنازل المجاورة النار عليهما. وأشار غازي إلى أن قوات الأمن قتلت 20 طالبا في الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين منذ اندلاعها قبل يومين. ويرى المراقبون أن الأحداث الأخيرة ستزيد من حدة الأزمة السياسية التي يواجهها الرئيس برويز مشرف قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في وقت لاحق من العام الحالي. واعتبر المراقبون أن مشرف الذي يعد من حلفاء واشنطن فيما يسمى بالحرب على الإرهاب زاد من حدة المعارضة التي يواجهها سواء مع القبائل المسلحة في إقليم وزيرستان والجماعات المؤيدة لطالبان وتنظيم القاعدة، أو الأزمة السياسية التي انفجرت في وجهه عقب إقالته رئيس المحكمة العليا افتخار تشودري.