دعا مؤتمر المعارضة الباكستانية الرئيس برويز مشرف إلى الاستقالة وإجراء انتخابات عامة تنظمها حكومة انتقالية محايدة. واتهم المؤتمر -الذي اختتم أعماله أمس الأحد - النظام العسكري الباكستاني بالتسبب في انشقاقات وفوضى في البلاد. وطالب البيان الختامي للمؤتمر برفع القيود عن الحريات العامة والسماح بعودة رئيسي الوزراء السابقين نواز شريف وبينظير بوتو إلى باكستان. كما دعا البيان إلى إلغاء قرار إقالة القاضي افتخار تشودري وإعادته إلى منصبه السابق حيث كان يترأس المحكمة الاتحادية العليا. وشارك في المؤتمر مندوبون عن 38 حزبا وافقوا جميعا -باستثناء مندوب حزب الشعب الباكستاني- على استقالة نوابهم إذا ما استمر مشرف في مشروعه القاضي بحمل البرلمان الحالي على إعادة انتخابه قبل الانتخابات المتوقعة في نهاية هذه السنة أو مطلع العام 2008. من ناحية أخرى يقود علماء دين باكستانيون محاولة أخيرة لحل أزمة المسجد الأحمر في العاصمة إسلام آباد وتفادي هجوم الجيش على الطلبة المتحصنين داخله، في وقت دعا فيه معارضون -عقدوا مؤتمرا بالعاصمة البريطانية لندن- الرئيس الباكستاني برويز مشرف إلى الاستقالة. وقال المسؤول في المؤسسة الباكستانية التي تشرف على المدارس في باكستان قاري حنيف جالوندري إننا نبذل أقصى جهودنا لتفادي إراقة الدماء ولاسيما دماء النساء والأطفال الأبرياء مضيفا أننا نريد أن يظهر كلا الطرفين مرونة. وسيلتقي جالوندري ورجال دين آخرون رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز اليوم الاثنين للحث على التوصل لحل وسط. وقد وجهت السلطات الباكستانية أمس الأحد ما اعتبرته إنذارا أخيرا عبر مكبرات الصوت إلى الطلبة المتحصنين داخل المسجد للاستسلام بعدما أحكمت قوات الجيش محاصرته وسط أنباء عن الإعداد لاقتحامه. وقال مسؤول حكومي عندما سئل إن كانت القوات ستشن هجوما وشيكا إن الجولة الأخيرة بدأت مضيفا أن هناك احتمال لذلك. ويتفادى مشرف شن هجوم على المسجد حفاظا على حياة النساء والأطفال الذين يزعم أن المسلحين المتحصنين داخله يستخدمونهم دروعا بشرية لكنه هدد المتحصنين السبت بالقتل إذا أصروا على البقاء داخل المسجد. ومن جهته دعا زعيم المتحصنين عبد الرشيد غازي إلى انتفاضة للمدارس الدينية لإحلال "نظام إسلامي" محل النظام الباكستاني الذي وصفه ب"الشرير". ويتحصن داخل المسجد ألفا شخص أغلبهم نساء حسب غازي لكن السلطات الباكستانية تقول إن العدد يتراوح بين مائتين وخمسمائة. وقتل ما لا يقل عن 24 شخصا في الحصار منذ يوم الثلاثاء بينهم ضابط في الجيش الباكستاني غير أن غازي صرح لمحطة تلفزيونية خاصة بأن 310 من الطلاب والطالبات قتلوا السبت بينهم 250 لقوا حتفهم عندما انهار سقف أحد المباني فيما قتل الباقون نتيجة الاشتباكات وتبادل إطلاق النار بين الجانبين. وفي سياق متصل قتل مسلحون مجهولون أمس الأحد ثلاثة عمال صينيين وأصابوا رابعا في هجوم يعتقد مسؤولون باكستانيون بأنه رد على حصار المسجد الأحمر. وحسب مسؤول بالحكومة الإقليمية فإن العمال الأربعة وقعوا في كمين أثناء خروجهم من شركة للدراجات النارية يشتغلون بها على مشارف مدينة بيشاور شمالي غربي البلاد. وقال قائد الشرطة في بيشاور عبد المجيد مروة إن التحقيق في الحادث يجري من زوايا مختلفة لكن يبدو أنه مرتبط بلال مسجد (المسجد الأحمر). وقال مسؤول أمني كبير : يبدو أنه عمل ارتكبه أفراد مستاؤون من تحرك الحكومة ضد المسجد الأحمر إثر خطف نساء صينيات الشهر الماضي. وكان مولانا سامي الحق -الموالي لحركة طالبان الأفغانية- حذر من شن هجمات فدائية في جميع أنحاء باكستان إذا لم ينته حصار المسجد الأحمر. وقال في مؤتمر الدفاع عن الإسلام في لاهور بينما تحمى المواخير يقتل الذين يطالبون بتطبيق الشريعة الإسلامية. وحذرت مجموعة من علماء الدين من أن استمرار الحصار قد يشعل حربا أهلية في البلاد، بينما هددت منظمة مجاهدي باجور بالانتقام لحصار المسجد.