حددت السلطات الباكستانية مهلة للطلبة المتحصنين في المسجد الأحمر بإسلام آباد للاستسلام في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة المواجهات بين قوات الأمن والطلبة إلى 20 قتيلا. وقال أنور محمود المسؤول بوزارة الإعلام إن الحكومة حددت الساعة الحادية عشرة صباحا مهلة للطلبة لتسليم أنفسهم مضيفا أنه لا يمكن القول ما هي الخطوة المقبلة. وفرضت الحكومة اليوم الأربعاء حظر التجول حول المسجد حيث طوقته قوات نظامية وقطعت السلطات الكهرباء عنه. وقال ظفار ورياش نائب وزير الداخلية -عقب اجتماع لكبار المسؤولين ومن بينهم الرئيس برويز مشرف- إن القوات الأمنية ستطلق النار على أي شخص يخرج مسلحا أو يحاول استخدام الأسلحة مشيرا إلى أن الحكومة فرضت حظر التجول في محيط المسجد. وفي سياق متصل تجدد - بحسب الجزيرة - تبادل إطلاق النار بين الجانبين وهو ما أدى إلى ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 20 قتيلا. وذكرت تقارير صحفية استنادا لمصدر طبي أن أحد مستشفيات إسلام آباد تلقى صباح اليوم جثة ضحية أصيبت بأعيرة نارية.مضيفا أن ثلاثة أشخاص آخرين قضوا ليلة الثلاثاء بعد تعرضهم لجروح بليغة. وكانت حصيلة سابقة أفادت بمصرع 12 شخصا وجرح 140 آخرين في مواجهات وقعت الثلاثاء بهذا المسجد الذي يرتاده مؤيدو طالبان وسط إسلام آباد. وعلى صعيد المبادرات السياسية أعلن زعيم المعارضة بالبرلمان مولانا فضل الرحمن أنه سيشرع بوساطة بين الجانبين لإيجاد حل سلمي لحصار المسجد. وقال مصدر باكستاني إن الخطوط العريضة لهذه الوساطة تتمثل في تعهد الطلبة المتحصنين في المسجد بإلقاء أسلحتهم وتسليمها للوسيط (فضل الرحمن) مقابل فك السلطات حصارها وابتعاد قوات الأمن عن المسجد. وكان عبد الرشيد غازي نائب زعيم الطلبة أعلن قبل ذلك أن المفاوضات بين الجانبين تنحو تجاه الفشل. وقال غازي يبدو أن المفاوضات لن تصل إلي شيء يجب أولا أن يوقفوا هذه الإجراءات وعندها فقط يمكن أن تكون هناك أي مفاوضات. وتميزت مواجهات الثلاثاء بإضرام بعض الطلبة المحتجين النار في مبنى وزارة البيئة والتنمية القريب من المسجد وخروج مئات منهم من المدرسة الملحقة بالمسجد والتهديد بإعلان ما وصفوه بالجهاد وتنفيذ هجمات انتحارية. واستعملت الشرطة الرصاص والقنابل المسيلة للدموع والعصي لتفريق الطلبة المحتجين. وتعد هذه الاشتباكات تطورا نوعيا في المواجهة التي بدأت مطلع العام بين السلطات وهذه المجموعة. وفي ردود الفعل الداخلية شهدت منطقة القبائل الباكستانية عدة احتجاجات عنيفة على تدخل السلطات ضد طلبة المسجد. وذكرت مصادر صحفية أن آلاف الطلبة تظاهروا الثلاثاء في منغورا (شمال شرق) وكيتا (جنوب غرب) احتجاجا على أعمال العنف في إسلام آباد. وتزايدت الضغوط على الحكومة للسيطرة على المسجد خاصة بعد اختطاف طلبته قبل 11 يوما سبعة صينيين أطلق سراحهم لاحقا لكنها امتنعت عن التدخل خشية هجمات فدائية هدد بها بعض المنتسبين إليه. من جهة ثانية قتل أربعة جنود فيما أصيب خمسة آخرون في هجوم فدائي استهدفهم شمال غرب البلاد.